بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين ، جدد الله به رسالة السماء ، وأحيا ببعثته سنة الأنبياء ، ونشر بدعوته آيات الهداية ، وأتم به مكارم الأخلاق وعلى آله وأصحابه ، الذين فقههم الله في دينه ، فدعوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهدى الله بهم العباد ، وفتح على أيديهم البلاد ، وجعلهم أمة يهدون بالحق إلى الحق تحقيقاً لسابق وعده : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ}(). فشكروا ربهم على ما هداهم إليه من هداية خلقه والشفقة على عباده، وجعلوا مظهر شكرهم بذل النفس والنفيس في الدعوة إلى الله تعالى.
أما بعد..
إن الله أوجد هذا العالم وشرّعه بشرعه، وجعل فيه سننه وإرادته الكونية القدرية، لحكمة منه فجعل لكل شيء موضعه.
فهل ياترى نتجرأ على الله بالاعتراض على سننه وإرادته وقدرته ؟!!
لو إنك وضعتي قوانين في منزلك لحفظ نظام وأساس عائلتك ثم قام أحد أبنائك وتمرد على تلك القوانين ، فيا ترى ما كنت فاعله ؟ ولله عزوجل المثل الأعلى قال تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَاغَافِلِينَ)
فإن الفروق بين الرجل والمرأة الجسدية والمعنوية والشرعية ثابتة قدراَ وشرعاَ وحساَ وعقلاَ أي هي ثابته في كل الأوجه لا اختلاف فيها ولكن الذين يريدون غير ذلك يظهرون الحق بمظهر الباطل .
والله جعل الرجل والمرأة شريكين في العبودية وعمارة الأرض فقد أوجد الله هذه الاختلافات تناسباً وتكاملاً.
فالله عزوجل عندما أوجد هذه الاختلافات في كل منهما أوجد شرائع لها عدلاً وكرماً منه سبحانه من أجل ألا يطغى أحدهما على الاخر وقد جعل الأحكام الشريعة مناسبة لطبيعتهم ليقوم كل منهما بأمر ربه على قدر قدرته واستطاعته لقوله تعالى (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا)، وهذه إرادة الله عزوجل في خلقه لحكمة منه بأن جعل فروق بين الرجل والمرأة ولما فيها من عبادته وإعمار الكون بطريقته الحكيمة التي تتضمن تنظيم حياة الفرد والجماعة والمجتمع الإنساني .
وقد ذكر الشيخ بكر أبو زيد في كتابه حراسة الفضيلة الذي كان أساس هذا الموضوع فقال رحمه الله : الأحكام التي اختص الله سبحانه بها كل واحد من الرجال والنساء تفيد أموراً، منها الثلاثة الآتية:
الأمر الأول: الإيمان والتسليم بالفوارق بين الرجال والنساء؛ الحسية والمعنوية والشرعية، وليرضا كل بما كتب الله له قدراً وشرعاً، وأن هذه الفوارق هي عين العدل، وفيها انتظام حياة المجتمع الإنساني.
الأمر الثاني: لا يجوز لمسلم ولا مسلمة أن يتمنى ما خص الله به الآخر من الفوارق المذكورة، لما في ذلك من السخط على قدر الله، وعدم الرضا بحكمه وشرعه، وليسأل العبد ربَّه من فضله، وهذا أدب شرعي يزيل الحسد، ويهذب النفس المؤمنة، ويروضها على الرضا بما قدَّر الله وقضى.
ولهذا قال الله تعالى ناهياً عن ذلك: {ولا تتمنوا مَا فضَّل الله به بعضكم على بعض للرجالِ نصيبٌ مِمَّا اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إنَّ اللهَ كانَ بكلِّ شيءٍ عليماً} .
الأمر الثالث: إذا كان هذا النهي - بنص القرآن - عن مجرد التمني، فكيف بمن ينكر الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة، وينادي بإلغائها، ويطالب بالمساواة، ويدعو إليها باسم المساواة بين الرجل والمرأة؟
فهذه بلا شك نظرية إلحادية؛ لما فيها من منازعة لإرادة الله الكونية القدرية في الفوارق الخَلقية والمعنوية بينهما، ومنابذة للإسلام في نصوصه الشرعية القاطعة بالفرق بين الذكر والأنثى في أحكام كثيرة، كما تقدم بعضها.
ولو حصلت المساواة في جميع الأحكام مع الاختلاف في الخِلقة والكفاية؛ لكان هذا انعكاساً في الفطرة، ولكان هذا هو عين الظلم للفاضل والمفضول، بل ظلم لحياة المجتمع الإنساني، لما يلحقه من حرمان ثمرة قُدراتِ الفاضل، والإثقال على المفضول فوق قدرته، وحاشا أن يقع مثقال خردلة من ذلك في شريعة أحكم الحاكمين.
فهل لك هذه النظرة الالحادية ؟؟ أسأل الله أن يهدنا الى سواء السبيل وأن يرشدنا الى الحق
ختاما
((رُوي عن الإمام أحمد أنه قيل له: إن عبد الوهاب الوراق ينكر كذا وكذا، فقال: لا نزال بخير ما دام فينا من يُنكر)) ، و قول عمر لمن قال له: اتق الله يا أمير المؤمنين، فقال: لا خير فيكم إن لم تقولوها لنا، ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم.
وما يتذكر إلا أولوا الألباب، والله يتولى الجزاء والحساب، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
ط/هاجر @thagr
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
زوجة عاطل 1111
•
رفع
الصفحة الأخيرة