هل للمريض دور,,في علاج مرض الربو؟؟؟؟

اعراض الربو.. تزداد سوءاً في الصباح الباكر وبعد منتصف الليل



الربو عبارة عن التهاب مزمن في القصبات الرئوية تمتاز بحالات متكررة من صعوبة التنفس. ففي الحالات العادية للتنفس فإن الهواء يدخل ويخرج من الرئة بسهولة. ولكن في نوبات الربو فإن الغشاء المخاطي للقصبات يتورم وتنقبض العضلات اللاإرادية حول القصبات ويسد البلغم القصبات الصغيرة مما يؤدي الى صعوبة في التنفس. ويصبح الجهاز التنفسي حساساً للمؤثرات والمتغيرات البيئية مما يؤدي الى السعال (الكحة) والأزيز.


وتختلف اعراض الربو من ساعة لساعة ومن يوم ليوم ومن اسبوع لاسبوع على مدار الاشهر. وعادة ما تكون اعراض الربو سيئة في الصباح الباكر وبعد منتصف الليل. وتختلف شدة الربو من شخص لآخ. فبعض الاشخاص يعاني من اعراض خفيفة وعرضية بعد ممارسة الرياضة العنيفة والبعض الآخر تؤثر اعراض الربو على حياته اليومية والبعض الآخر يعاني من ربو شديد مستمر قد يصل لدرجة منعهم من ممارسة عملهم او الذهاب الى المدرسة بشكل عادي.



( الاسباب)
إن الذين يعانون من الربو تكون المجاري التنفسية عندهم متهيجة وتضيق بشكل اسهل من الذين لا يعانون من الربو، وعادة يتحسس مرضى الربو لمسببات الحساسية في الهواء. إن أسباب هذا الخلل في الجهاز التنفسي وعلاقته بالحساسية غير معروفة. وهناك عوامل عدة يمكن ان تثير نوبات الربو من ضمنها الالتهابات الفيروسية والتعرض لمسببات الحساسية مثل حشرة عثة غبار المنزل، والبروتينات الموجودة في قشور جلد القطط، والكلاب، وحبوب اللقاح، والرياضة، ودخان التبغ، وتلوث الهواء، والانفعال الشديد، والحالة النفسية، والمهيجات الكيماوية، وبعض العقاقير كالاسبرين.

وبعض ادوية القلب. وكل انسان مصاب بالربو يتفاعل مع مجموعة مختلفة من المؤثرات البيئية. ومعرفتنا بهذه العوامل البيئية التي تثير حالات الربو تعتبر خطوة كبيرة الى الامام للتحكم في نوبات الربو.

( 180ألفاً يموتون)
من تقديرات منظمة الصحة العالمية فإن هناك ما بين 100الى 150مليون انسان مصاب بالربو حول العالم وهذا الرقم يزداد باستمرار. ولقد بلغت الوفيات من الربو في العالم اكثر من , 180000حالة سنوياً. والربو يعتبر مشكلة صحية عامة في الدول النامية والمتقدمة على سواء. والربو يصيب كل الاعمار وجميع الاعراق والاجناس، مع ان اغلب الحالات تبدأ في سن الطفولة. وحقيقة، فإن الربو يعتبر اكثر الامراض المزمنة تسبباً في غياب الطلاب عن المدارس.

(جهاز المناعة)

تعتبر الزيادة السريعة في حدوث حالات الربو في مختلف انحاء العالم من اكثر المعضلات في الطب الحديث وقد حدثت اكبر زيادة في حالات الربو في استراليا حيث وجد ان ربع الاطفال (25%) تم تشخيصهم على انهم حالات ربو. وفي امريكا فإن حالات الربو ازدادت اكثر من الضعف حيث ازدادت الى , 173مليون في عام 1998من , 67مليون في عام 1980م.
وقد تركز البحث على هذه المشكلة في دراسة العوامل البيئية مثل مسببات الحساسية والالتهابات الفيروسية بين الرضع والاطفال. وقبل عقد من الزمان ظن الاطباء والباحثون ان ادخنة الديزل والملوثات البيئية الاخرى كانت هي السبب في حدوث حالات الربو بشكل وبائي. ولكن العلماء الآن يعتقدون او الصورة معقدة اكثر. وبالاضافة الى دراسة العوامل الواثية ودورها في حدوث الربو فان الباحثين يركزون الآن على جهاز المناعة ودوره في حدوث الربو في السنوات الأولى من حياة الانسان.

(التشخيص)
إن أخذ سيرة الشكوى المفضلة والفحص السريري مع اجراء فحص وظائف الرئة تعطي معلومات كافية لتشخيص حالات الربو. فاعراض الربو تشمل ضيق التنفس او ما يعبر عنه "بالكتمة" والازيز وضيق الصدر والسعال (الكحة)، حيث تكون أسوأ ما يمكن في الليل او ساعات الصباح الباكر. وتزداد هذه الاعراض سوءاً بعد بذل الجهد اوالتعرض لمسببات الحساسية والمواد المهيجة والالتهابات الفيروسية.



والاطفال الذين تكون اعراضهم محصورة على شكل

سعال او ازيز بعد التهابات الفيروسية غالباً ما يتم تشخيصهم خطأ على انها حالة التهاب القصبات او الرئة،
وبهذا يعالجون بالمضادات الحيوية وادوية السعال والتي لاتفيد المريض. و المدخنون وكبار السن كثيراً ما يعانون من
التهابات القصبات الانسدادي المزمن والذي يشبه الربو ومع ذلك فان بعضهم يعاني من الربو ويستفيد من العلاج.


اما جهاز قياس سرعة تدفق الهواء القصوى (Peak Flow Meter) فيمكن استخدامه في المنزل او المكتب او مكان العمل

، حيث انه خفيف وصغير الحجم، وذلك فهو يوفر وسيلة سهلة وفعالة لمعظم المرضى وأطبائهم لتقييم الاستجابة للعلاج
واكتشاف العلامات الاولى لتدهور الحالة، وبذلك يساعد المريض على البدء بالعلاج الفعال قبل ان تسوء الحالة وتتحول الى نوبة ربو حادة.

(العلاج)
إن التحكم في الربو يمكن تعريفه بالآتي:


غياب الاعراض والحالات الحادة، عدم استعمال الادوية الموسعة للشعب الهوائية، عدم زيادة الطوارئ، مستوى النشاط عادي ومن ضمنها

ممارسة الرياضة، وان تكون وظائف الرئة طبيعية. ويمكن تحقيق ذلك في كل المرضى تقريباً ودون اعراض جانبية من الادوية.

والتحكم في الربو يمكن تحقيقه عن طريق وضع خطة علاجية من قبل طبيبك المعالج والتي تشمل النقاط التالية:


-تثقيف المرضى بحيث يكونون شراكة مع الطبيب في علاج الربو.
- تقييم ومراقبة شدة الربو وذلك بقياس شدة الاعراض ووظائف الرئة.
- تجنب او تحكم بالعوامل التي تثير الربو.
- عمل خطة علاجية للتحكم بالربو على المدى البعيد.
- وضع خطة لعلاج حالات الربو الحادة.
- خطة متابعة منتظمة.



وهناك نوعان من الادوية تستخدم لعلاج الربو:


1- علاجات وقائية على المدى البعيد مثل


الادوية المضادة للالتهاب التحسسي كالكوتيزون بالاستنشاق والتي تمنع حدوث الاعراض والنوبات الحادة
وهذه الادوية يجب ان تستخدم على فترات طويلة.


2- علاجات لتخفيف الاعراض بشكل سريع مثل

موسعات الشعب قصيرة المفعول والتي تعمل بسرعة لتخفيف الاعراض ومعالجة الحالات
الحادة ولكن تأثيرها مؤقت وتستعمل عادة عند اللزوم.


وسيساعد الطبيب المختص في اختيار العلاج المناسب ومتى تستخدمه.


أما هل تسبب ادوية الربو الإدمان او التعود عليها؟


فإن الاجابة بالتأكيد هي "لا"، ليس هناك اي علاج يستعمل للربو يسبب التعود او الإدمان.
ويمكن ايقاف هذه الادوية في اي وقت. ولكن المرضى الذين يعانون من ربو شديد او متوسط الشدة
لا بد ان يستخدموا الادوية الوقائية لمدة طويلة وذلك حسب نصيحة الطبيب.

الدكتور / حرب الهرفي
استشاري امراض الربو والحساسية والمناعة

الله يعطيج العافيه أختي ميران وماشاالله عليج جهود جدا متميزه لهذا المنتدى الرائع وللأمام دائما