السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
أخواتي الفاضلات عضوات وزائرات
مما لاشك فيه إن العمر مهما طال ,لابد من الرجوع إلى خالقنا
سبحانه وتعالى.
وعمرنا يمضي بما فيه , من غفلة وسهو ولهو في ملذات الحياة.
نتعلق بها ,وهي للزوال !
كم من نفس كانت بيننا ,وهي الآن تحت اللحود ,وفي مراتع الدود.
لم تأخذ من هذه الدنيا غيرماقدمت لآخرتها.
من عمل صالح , أوعمل سيء.
كم من شخص انطوت صحائف عمره .
وسوف تنشر له عند ملك عدل ,إما خير يدخله الجنة.
أو سوء يهوي به في نار جهنم (والعياذ بالله)
...
الدنيا وماأدراك ما الدنيا
قال تعالى : {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }
وقال تعالى :
(( إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ
مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ
وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَار
اً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))
هنا تجدين حال الدنيا
=============
http://www.saaid.net/Doat/yahia/39.htm\
أخواتي
لاتغركنَّ الحياة الدنيا وزينتها
لاتأخذكنَّ الغفلة عن الآخرة .
هذه ولا جه خرَّاجه مهملة بيتها وزوجها وأبنائها
إما بيد الخادمة أو في شوارع البلد تائهين بين أصناف البشر
غير مبالية بتربيتهم التربية الصحيحة
وتنشئتهم التنشئة السليمة, همّها نفسها فقط !
وأخرى
تتبع الناس وأخبارهم , ومواكبة كل حدث يخص غيرها حتى
تذيعه في مجالسها !
وأخرى
يوجد لديها هواية من نوع خاص وهي النمامة بين الناس
قالت فلانه وعلانه !
وأخرى تسعى جاهدة للإفساد بين الزوجة وزوجها وهدم البيوت
المستورة
وأنواع كثيرة لاتحصى من الصفات المذمومة نسأل الله السلامة
الدائمة .
أما علمن أن الله جعل لنا السمع والبصر والفؤاد
" وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ
يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لايُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاكَبِيرَةً إِلاَّأَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا مَاعَمِلُوا حَاضِراً وَلايَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدا"
" فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً *
وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً * وَأَمَّامَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ *
فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً * وَيَصْلَى سَعِيراً * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً
نعم ربنا وخالقنا سوف يحاسبنا على كل صغيرة وكبيرة
وإنه محصى لنا , ويوم الحساب نلقاه منشوراً
قال تعالى
( وَكُلّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً )
يقول تعالى
بعد ذكر الزمان وذكر مايقع فيه من أعمال بني آدم:
{وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه}
وطائره هو ما طار عنه من عمله
كما قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما, من خير وشر ويلزم به ويجازى عليه
{فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}
وقال تعالى:
{عن اليمين وعن الشمال قعيد * مايلفظ من قول إلالديه رقيب عتيد}
وقال: {وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ماتفعلون}
وقال: {إنما تجزون ماكنتم تعملون}
وقال {من يعمل سوءاً يجزى به} الاَية
والمقصود أن عمل ابن آدم محفوظ عليه قليله وكثيره
ويكتب عليه ليلاً ونهاراً, صباحاً ومساء.
وقال الإمام أحمد:
حدثنا قتيبة, حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبيرعن جابر
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «طائر كل إنسان في عنقه»
اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا
يقول تعالى ذكره :
( ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا)
فيقال له ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)
فترك ذكر قوله : فنقول له،اكتفاء بدلالة الكلام عليه .
وعنى بقوله ( اقرأكتابك) : اقرأ كتاب عملك الذي عملته في
الدنيا،الذي كان كاتبانا يكتبانه،ونحصيه عليك ( كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)
يقول : حسبك اليوم نفسك عليك حاسبا يحسب عليك
أعمالك،فيحصيها عليك،لانبتغي عليك شاهدا غيرها
ولانطلب عليك محصيا سواها .
حدثنا بشر،قال : ثنا يزيد،قال :
ثنا سعيد،عن قتادة
( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)
سيقرأ يومئذ من لم يكن قارئا في الدنيا
لا يوجد شهود إنما النفس تشهد علينا
لا حول ولا قوة إلا بالله
التهاون في أمورالآخره , وإطالة الأمل في هذه الحياة الدنيا من أسباب الغفلة .
ومن تدركه رحمة الله ويتوب فقد نجى.
بعضنا استحل الحرام ,وإذا قيل له لايجوز لك هذا ,قال: سألت شيخ !
أما علم أن الشيخ حاله حال غيره من البشر !
يخطىء ويصيب
لماذا لا يرجع لحديث نبي الرحمة في التحليل والتحريم !
النفس عليها شهود ,وليس كشهود الخلق
هنا الدليل واضح
افتحي الرابط حتى تتأكدين أكثر بارك الله فيك.
http://alahmad.com/node/163
وأمور كثيرة تحتاج منا وقفة قبل أن نرجع لربنا ,ونكون مفلسين
تقول قائلة هداها الله لجادة الصواب
دعي الخلق للخالق !
لاتريد أن يبين الحلال من الحرام
إنما تترك على حالها ,وماهي عليه من الغفله عن الآخره
ولاتريد من أحد أن يقول لها (هذا حلال وهذا حرام)
تناست أن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نأمربالمعروف ,وننهى
عن المنكر
ولم تعلم أنه من الواجبات
والدليل قوله تعالى
((وَلتكُن مِنكُم أُمّة يَدعُونَ إلى الخَيرِ ويَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ
وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وأُولئك هُمُ المفلحِونَ)
( لَيسُوا سَوَاءً مِن أهلِ الكِتابِ أُمّةٌ قائمةٌ يَتلُونَ آياتِ الله آناءَ
الليلِ وَهم يَسجُدُونَ * يُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليومِ الآخرِ ويَأمُرُونَ
بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وَيُسارِعُونَ في الخَيراتِ وأُولئِكَ
مِنَ الصَّالِحينَ )
( والمؤمِنُونَ والمؤمِناتُ بَعضُهُم أولياءُ بعضٍ يأمرُونَ
بالمعرُوفِ وَينهوَن عَنِ المُنكَرِ ويُقيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤتَونَ الزَّكاةَ
ويُطيعُونَ اللهَ وَرَسولَهُ أولئِكَ سَيرحمُهُمُ اللهُ إنَّ اللهَ عَزيزٌ حكيمٌ )
أخواتي
يجب أن نحرص على أعمالنا , ولا نتهاون في شيء منها (صغير أو كبير )
ونكون حذرين
كل شيء محصى وفي كتاب موثوق من عند رب العالمين
ومحاسبة النفس وإبعادها عن المهلكات ,والتوبه النصوحة
قبل فوات الآوان
قبل الوقوف بين يدي مالك الملك في يوم مقداره خمسين ألف سنة
ويوم يقال (أرجعون) لعلي أعمل صالحاً
ويقال (هيهات ,هيات)
اللهم ارحم في الدنيا غربتنا
وعند الموت مصرعنا
وارحم في القبور وحشتنا
وارحم يوم القيامة ذل مقامنا.