أم نحن على طريق الفراق ...
تحية عطرة :26: إلى كل من دخلت هذا الموضوع ...
ورسالة محبة أوجهها إلى كل القلوب النظيفة الطاهرة المؤمنة الخيرة ....
المحبة التي جمعتنا سنين طويلة وايام وأشهر ...
لم نرى فيها من بعضنا البعض إلا كل الحب و الوئام و التكافل و الوقوف مع الحق في وجه الظلم ...
و هذا مما شجعني على أن أكتب هذا الموضوع بعد تردد كبير و معاناة مع النفس ....
تردد .....
.و لكن .... لست بناصحة .... فهناك من هي أهل بإبداء النصيحة مني في منتدانا العامر ....
و لكنها ...محاولة متواضعة ... للم الشمل ... لإنقاذ ما تبقى من المحبة ..لإبراء الذمم ... لمناجاة الأحبة ...حتى إذا حان الرحيل ... يكون بمودة ....و صفاء نفس ....
و حتى إذا ما قدر الله فراقنا ... يكون ذلك ....كما التقينا ... بالحب ...
:26:
تسائلت كثيراً ...ما الذي حدث .... لماذا يحتد النقاش أحياناً ...
لماذا يخرج عن مساره ..و ينحرف عن الهدف المنشود...
لماذا نشعر بالتوتر ...و الضيق ... بعد أن كنا نشعر بالسكينة و الراحة مالذي حدث ؟؟؟؟
أين الخطأ ....ومن السبب ....
أحببنا هذا المنتدى جميعاً بلا شك .... وأخذنا الكثير منه بلا حدود ....
فلماذا كان العطاء القليل من قبلنا تشوبه الشوائب ...والمنغصات أحياناً ...
نعم ...الإختلاف و التفاوت بين البشر سنة ماضية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ....
وهو حقيقة ماثله للعيان ..ولا يمكن ان يجمع الناس على رأي واحد أو قناعة واحدة ..سواء كان ذلك في أمور الدنيا أو في قضايا الآخرة .....
نحن خلقنا مختلفين ...مختلفين في الفهم و العلم ..مختلفين في الأمزجة و الميول و الرغبات ..
الخلاف أمر طبيعي .. ولا يسلم منه أحد من البشر .. خيرة البشر حصل بينهم الخلاف فكيف بغيرهم !!
قال الله تعالى " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك "
والإختلاف في الآراء وارد .... . ولكن لااااااااااا لإختلاف القلوب
إن إختلاف القلوب خطر يتهدد الإيمان , عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ).أخرجه مسلم
ولم يكن شيء أبغض إليه , صلوات الله وسلامه عليه بعد الكفر من الإختلاف و التنازع , ومن أجل ذلك قال عليه أفضل الصلاة و السلام : (( الجماعة رحمة و الفرقة عذاب ))
وعندما يبدأ الحديث بما هو موضوع خلاف ... أو نزاع ... أووجهات نظر متعارضة ...
فإن ذلك قد ينسف الحوار من أوله ... أو على الأقل يغير القلوب ... و يكدر الخواطر ....
و يجعل المتحاورين يفكرون بما يرد به بعضهم على بعض أكثر مما يفكرون في صحة الفكرة المطروحة ...وقد يتنافسون في غلبة بعضهم أكثر مما يتنافسون في خدمة الهدف الذي أقيم من أجله الحوار ابتداء . وقد يُجبر المرء كارهاً أن يلجأ إلى الإفحام و إسكات الطرف الآخر ...وقد يكون هناك طرفاً يعادي الحق وهو يعرفه ولا يبتغي الوصول إلى الحقيقة و الوقوف عند الحجة و إحترام الدليل ... فيفضل أحد الطرفين أن يناقشه و يفضح تناقضه الفكري أمام الآخرين بحيث يحرج و يفحم و يسكت و يهون من قدره فيقطع عليه طريق الإفساد ..وقد يكون الهجوم المركز الحاد على الخصم ... مطلباًَ مقصوداً .. إن أساء إلى الناس أو أهانهم أو تجاوز حدود الأدب ..
و لعل غياب المنهج في الرد والمناقشة يساهم بشكل مباشر في إيجاد الأزمات وتفعيل الخصومات بين المناقشين والمتحاورين . فضلاً عن دخول حظوظ النفس والانتصار لها في كثير من تلك الاطروحات .
ولعل غياب المقربين بين وجهات النظر..والمتفرجين ..دور كبير ....أيضاً !!
وكثير من الإتهامات و الشبهات يمكن القضاء عليها أو على الأقل التخفيف من حدتها ..
إذا حاولنا إفهام الطرف الآخر أو مثير الشبهات ( إن لم يكن سيء النية )
أن هناك نقاط التقاء كثيرة بينك و بينه .
ولا يليق به أن يغفل ذلك لئلا يكون ظالماً , و لكيلا يخسر معيناً له في تحقيق أهدافه التي قد تكون هي نفسها اهدافك ....و لكن .. من منظور آخر ...و برؤية مختلفة ...
و ليس كل من أجتهد و أستدل بهواه يمكنه معرفة الحق ....
و لا يستحق الوعيد إلا من ترك مأموراً أو قعل محظوراً ...
فالعقيدة هي الجانب الباطن من الإنسان .. أم المعاملة فهي الجانب العملي للأخلاق ..
وفطرة الإنسان الخيرة هي من تحسن الظن بالناس , إذ أن الله وضع في نفوسنا قواعد إيمانية تميل إلى الحق .....وقد كره السلف رضوان الله عليهم التركيز على المتشابهات و جعلها أساساً للحوار و النقاش ...لأنه لا يمكن ان يجتمع عليها المسلمون ..ولأنها طريق للطعن و التجريح و الفتن و الشائعات ...
كما أن ترويج التهم و إثارة الفتن لا فائدة منهما إلا تفتيت الصف الإسلامي .وتمزيق وحدته وبه ينفذ الشيطان إلى قلوب العامة فيزين لهم العناد و التمسك بالباطل ... هذا بالإضافة إلى العنت و الضيق و العناء الذي يلاقيه المجروح المتهم .
قال سبحانه و تعالى عن المنافقين ....وأصحاب القلوب المريضة و مثيري الفتن( لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) سورة التوبة , آية 47 .
فَقَالَ " لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا " أَيْ لِأَنَّهُمْ جُبَنَاء مَخْذُولُونَ " وَلَأَوْضَعُوا خِلَالكُمْ يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَة " أَيْ وَلَأَسْرَعُوا السَّيْر وَالْمَشْي بَيْنكُمْ بِالنَّمِيمَةِ وَالْبَغْضَاء وَالْفِتْنَة " وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ " أَيْ مُطِيعُونَ لَهُمْ وَمُسْتَحْسِنُونَ لِحَدِيثِهِمْ وَكَلَامهمْ يَسْتَنْصِحُونَهُمْ وَإِنْ كَانُوا لَا يَعْلَمُونَ حَالهمْ فَيُؤَدِّي إِلَى وُقُوع شَرّ بَيْن الْمُؤْمِنِينَ وَفَسَاد كَبِير .
ولقد أدت الشائعات الكاذبة ضد الخليفة الراشد عثمان بن عفان إلى تجمع أخلاط من المنافقين ودهماء الناس وجهلتهم , وأصبحت لهم شوكة , و قتل على أثرها خليفة المسلمين بعد حصاره في بيته و قطع الماء عنه ,و كانت آثار تلك الفتنة , ان قامت حروب بين الصحابة الكرام , كمعركة الجمل و صفين , ثم أنتشرت البدع و القلاقل و الفتن ما تزال الأمة تعاني منها إلى اليوم .
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع )
لذلك فإن المنهج النبوي يتمثل هنا في أبدع صوره : قال الرسول صلى الله عليه وسلم " إقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا " البخاري / كتاب اعتصام بالكتاب والسنة / باب كراهية الاختلاف حديث
رقم 7364 .
فها هو رسول الله الحبيب ينبههم إلى ترك القراءة إذا ما حدث خلاف بينهم في بعض أحرف القراءة , او فهم بعض المعاني حتى لا تختلف القلوب , و يحدث الشقاق , فأي بيان لمراعاة أدب الخلاف أفضل من هذه ؟؟؟
إن الناس منذ تركوا الرجوع إلى كتاب الله و سنته والعلماء الثقاة من الأمة تخبطوا يقول الله عز وجل: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا سورة النساء , آية 83 .
وَقَوْله " وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْر مِنْ الْأَمْن أَوْ الْخَوْف أَذَاعُوا بِهِ " إِنْكَار عَلَى مَنْ يُبَادِر إِلَى الْأُمُور قَبْل تَحَقُّقهَا فَيُخْبِر بِهَا وَيُفْشِيهَا وَيَنْشُرهَا وَقَدْ لَا يَكُون لَهَا صِحَّة .
وأولي الأمر هم العلماء و الحكام والعقلاء الصالحون.
و نحن نرى في هذه الأيام أننا نمر بمرحلة عصيبة لم تمر بها أمة الإسلام من قبل من تكالب الأعداء وتربص المنافقين ...
فما العمل .... ؟؟؟ اليس من الأفضل والواجب علينا أن نفوت الفرصة عليهم ونجتمع على الحق والعدل ونترك الفرقة وأسبابها ولا أظن أن أحداً الآن يشك في حاجتنا الماسة لتراص الصفوف والتعاون لمصلحة الأمة والدين
قال تعالى ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّامسلمون ) سورة آل عمران , آية :64 .
فإذا كان هذا منهج الإسلام في التعامل مع الأديان الأخرى .... فحري بنا أن يكون هناك بيننا نوع من التقريب في وجهات النظر ...
هل لنا أن لا نحتكر الحق لأنفسنا أخواتي ...ولا نطلق الأحكام جزافاً ... فلا نعلق على ا لطرف الآخر ونضيق عليه بحجة الدفاع عن دين الله ...
إن أسلوب الإتهام .. لا سيما إن كان في عقيدة المسلم ... هو من الأساليب التي يطرب لها الشيطان و يفرح ... ذلك لأنه مجال خصب للكراهية و الحقد في نفوس المسلمين ..ولانه لا يوجد ما هو أغلى في قلب المسلم ..من عقيدته ودينه ... فالتجريح فيها .. تجريح في سبب وجوده في الدنيا ...

.... لما لا نرجع الأمور إلى من هم اعلم بها منا ..وأن نترفع عن مالا نعلمه ... بل تجهله أغلب العامة ...وليس كل ما يقال صحيح ..ولا كل ماهو حقيقة يقال ... و نكسب بذلك على الأقل وحدة الصف .
لما نعادي الحق ونحن نعرفه .. لما نتجاهل الحقيقة و الوقوف عند الحجة و إحترام الدليل ...
وكم تخسر البلاد حينما تراق الدماء وتنتهك الحرمات وتفسد الممتلكات.. كل ذلك بسبب قلة الفقه في الدين واتباع أهل الباطل ودعاة الضلالة في الشرق والغرب، وحينها نبقى مسرحا للجريمة وموطنا لشماتة الحساد والأعداء.
لو فتح الباب على مصراعيه ....لقام السفيه وجرح الكريم ...ولقام المنافق وطعن المؤمن ...ونرى الجاهل منتقداً العلماء و الفقهاء ...
إن ديننا .. دين الرحمة و المحبة و التآخي ....
والعافية للمتقين ..ولا عدوان إلا على الظالمين ....
إن هذا الدين هو دين الله ...
وهو الذي حفظه و يحفظه ...
والزبد سيذهب جفاء ...و الحق باق ..والباطل زاهق ...
فلما الشقاق ...و التجريح ..و التلميحات الباطلة ....اليس كسب القلوب أهم من كسب المواقف أخواتي ..
لنتذكر أخواتي و حبيباتي الموت .. كم من ميّت الآن في قبره وضعه أحب الناس في قبره !! .. وقد كان بينه وبين ذلك خصومة فإذا ما تذكر موته وإذا ما تذكر تلك الحياة التي بينهما ندم ثم لا ينفع الندم !! هل نغفر لأنفسنا لو ماتت إحدانا و لها في أعناقنا مظلمة أو حق ...لا و الله
إن الشبهات إبتلاء ..والمسلم مأجور على الصبر على البلاء .....
ومن مستلزمات الإحتساب و الصبر أن لا يستسلم الإنسان لشيطانه و الا تأخذه العزة بالأثم ..ويسعى إلى لم الشمل ... فهذا هو الهدف الأسمى ..وأن يسارع إلى مسامحة من ظلمه .
قال تعالى (( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)) سورة الشورى , آية 43 .
ولا يعني هذا تخلي الإنسان عن قناعاته ورؤيته ومبادئه ..ولكن الهدف هو .... أن يكون سليم القلب تجاه أخوانه المسلمين .....و يغلق منافذ الشيطان ..وخطر الفرقة ما أمكن وهذا هو الهدف الأسمى من أن تأخذنا العزة بالإثم أو أن نخاف في الصلح تشكيك ظالم أو تلميح حاقد .
إنما هي .. صحوة النفس المؤمنة .... وحب الأخوة في الله الذي يطغى على كل خلاف ...و تعود العيش في جو نظيف بعيد عن الأحقاد و الغل ولا يعني ذلك التخلي عن المباديء التي نؤمن بها أو التنازل عن الثوابت .
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى يا رسول الله قال إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقة , لا أقول تحلق الشعر ,و لكن تحلق الدين ) حديث صحيح _ الترمذي 2640 ، المشكاة 5038 ، غاية المرام 414 .
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال )
وعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله ( ص ) قال لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) أخرجه البخاري ومسلم.
لما لا نتحرر من هذا الشقاق بالصلح والمصافحة والمصالحة وترك المهاترات و التلميحات الرخيصة .. والتنازل والمحبة .. والأخوة حتى تعود المياه إلى مجاريها ..
قال نبينا صلى الله عليه وسلم .. " تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس فيغفر الله عز وجل لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء فيقول : أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا ) صحيح أخرجه مسلم وأبو داود ومالك وأحمد "
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله عز وجل "
فأنت إذا عفوت زادك لله عزاً .. وإذا أصلحت زادك الله عزا .. وإن طردك ولم يفتح لك الباب رجعت فإن هذه أمنية يتمناها سلف الأمة !! .. إنها دليل على طهارة القلب وزكاته .. قال تعالى " وإن قيل لكم ارجعوا فرجعوا هو أزكى لكم " ..
لا يعني هذا أن نغير قناعاتنا ومبادئنا رؤيتنا للأمور إرضاء للآخرين .. فهذا من النفاق و العياذ بالله منه ....
لكن لنجد نقطة تقابل .. ننطلق من خلالها ....
وقد نصل إلى أن نتفق يوماً ما .....
وقد لا نتفق أبداً ... و لكن ليبقى الإحترام سيد الموقف ....
ولكن .. أن نجبر البعض على الصمت القاتل خوفاً من ردود الفعل ...
أوندفعه دفعاً إلى المواجهة ورد الإساءة بالإساءة .. فهذا من باب المفاسد...
ديننا لا قسوة فيه وشقاق وسباب ولعان وغمز ولمز ...
لنصلح ما في القلوب اليوم ..وليس غداً " ألا تحبون أن يغفر الله لكم " .ولنتعاهد ألا نجعل
للشيطان علينا مدخلاً ..
و لـكن ليكن صلحنا بشروط ...وعهود ..ومواثيق أختي الحبيبة .....
1- أن نخلص النية لله فلا نبتغي رياء أو سمعة وإنما نقصد في ذلك وجه الله " لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا " . وهذه لا يعلمها الا الله .
2- لااااااا نخوض في أمور التكفير بالعلماء و الدول فهذا شانه عظيم .وليس كل ما يقال صحيح ..ولا كل ما يجري تعرف به العامة ...
يقول إبن تيمية (( إن علماء المسلمين المتكلمين في الدنيا باجتهادهم لا يجوز تكفير أحدهم بمجرد خطأ أخطأه في كلامه .. فإن تسليط الجهال على تكفير علماء المسلمين من أعظم المنكرات و أنما أصل هذا من الخوارج و الروافض الذين يكفرون أئمة المسلمين ))
هذا إذا أخطأ ..فكيف بمن لم يخطيء .. و ناله ما ناله من التكفير و التلميح و التعرض ...
لمجرد إنه لم يأت بفتوى تناسب اهوائنا الخاصة في أمور مصيرية و يترتب عليها الكثير ...
إن الخطورة البالغة لا تكمن في الإستماع إلى الإتهامات و الشبهات ولا في تصديقها , وإنما تكمن في نشرها و ترويجها ...فلنرجع الأمر إلى أهله ..ونحسن الظن ..و لنحكم قاعدة درء المفاسد وجلب المصالح في نشر أي موضوع ....
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال "سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم. فإياكم وإياهم". صحيح مسلم.
فهل نحب أن نكون منهم أختي الغالية ....
3- إذا رأيتِ أختي الغالية من اخت لك ما يكدر خاطرك منها ... فلتبادري إلى مناقشتها بالحسنى ..و ليكن عبر الخاص ... حتى تتضح الأمور ...و لا تتراكم المواقف وتزدحم .. فتنفجر في لحظة ضعف و شيطان ... ويذهب الخير في سيل الشر الجارف ...
3- و لنتلطف في عباراتنا : يا أختي فلانة أنت معروفه بكذا وكذا وتذكر ين محامدها ومحاسنها فالعداوة والبغضاء لا خير فيها ...
والرجاء الرجاء .. عدم التلميح لأي أخت ب (( حشرك الله مع من تحبين )) و أنت تقصدين التشكيك في ولائها و الطعن في صحة عقيدتها ..وتضطر وقتها فقط إلى مبادلتك الإساءة ...
فأكثر ما يجرح المؤمن الطعن في عقيدته ... فما أنت يا أختي بمطلعة على الصدور ..وقد تكون هي أفضل عند الله منك …ورب كلمة تهوي بصاحبها …ولا يعني رؤيتها للأمور من منظور آخر إنها أقل منك غيرة على دينها أو على وطنها …فلا داعي للغمز هنا وهناك أنها موالية أو أنها لا تتعاطف مع قضايا المسلمين .. فنحن لا نعلم حتى أسماء بعضنا الحقيقية .. فما بالك بما في النفوس .. حشرنا الله جميعاً مع النبيين و الصديقين و الشهداء ....
4- وهل من الممكن لو تكون مشاركاتنا بعد ذلك تنصب في مصلحة الدين والأمة .. مبنية على علم شرعي وحبذا أن نتشاور مع أهل العلم وأن ندرس القضية من جميع جوانبها ....
و أن لا نتتعجل في إطلاق الأحكام ونتريّث في الأمر فالعجلة قد تُفسد الأمور بدلاً من أن تصلحها فالبعض يجعل من خلاف الرأي في قضية ما تهمة في المقصد والنية والعقيدة ..ولكن الله وحده أعلم بالسرائر و النوايا و الخفايا ... 3-
عسى الله أن يجمع بيننا في جنة النعيم ....اللهم إهدنا الصراط المستقيم ....
اللهم طهر قلوبنا من الغل والحسد والغش .. اللهم طهر قلوبنا من الغل والحسد والغش .. اللهم أصلح بيننا وبين أقاربنا .. اللهم أصلح بيننا وبين أحبابنا .. اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر برحمتك يا أرحم الراحمين...
ولقد قرات لكم هذه الكلمات الجميلة ... و أحببت أن أضعها بين أيديكن ...وأهديها ... خاصةً ... إلى كل أخت .. أسأت إليها من حيث أعلم ..ومن حيث لا أعلم ..و أُحل كل أخت من أي حق لي إبتغاء وجهه الكريم . والله اعلم بالنيات ...
غفر الله لناجميعاً ....
سامحتك من غير علمك ...
فسامحيني حتى لو لم تعرفيني ...
سامحيني حتى لو انكِ تعتقدين بأنه ليس هناك داع للتسامح ...
فقط سامحيني...
أريد منك الدعاء الخالص من القلب ..
قولي : اللهم أيما امرئ شتمني أو آذاني أو نال مني، اللهم إني عفوت عنه، اللهم فاعفو.
اللهم اني عفوت عن عبادك فاجعل لي مخرج أن يعفو عبادك عني.
اللهم أنت السميع العليم تعلم ما بي وما علي.
اللهم اني أرجو نجاةً مما أنا فيه وأنت أرحم الراحمين.
هل ترغبين في يوم الحساب بأن لا يأتي أحد ويأخذ من حسناتك أو يرمي عليك سيئاته؟
هل دعوت الله من صميم قلبك وبإخلاص النية بأنك عفوت عن كل من أساء إليك أو ظلمك أو مسك بأي مكروه؟
فكري وجربي وانظري كيف أن الله سوف يرحمك بالدنيا والآخرة
أسأل الله الاستجابة بإخلاص النية فأنتِ لن تخسري مع الله أي شيء وهو القادر على كل شيء.
فقط جربي ....
سامحي الأخرين كي يسامحك الله وأرحمي الأخرين لكي يرحمك الله

أستغفر الله العظيم لذنبي و للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات
أدعو من قلبي لأخواتي الحبيبات المشرفات .... أختي أم عبد العزيز .... وأختي ورده الجوري ...
اللتان لم تبخلان علي ...بالمعاونة في إعداد هذا لموضوع ....
و العمل على التحقق من الأحاديث و الآيات ... و تقديم النصيحة و الآراء الطيبة البناءه ...
بكل الحب و التفاني و العطاء ...فلا حرمكما الله الأجر
وجميع مشرفاتنا الغاليات ... جميعهن سباقات للخير .. ما شاء الله ....
جزاكم الله خيراً ...و أثابكم الجنة و نعيمها .... وكتب لكم من الخير كله عاجله و آجله ما هو أهل له ....
وهذه هدية بسيطة لكما ..و للجميع ..


آآآآآآمين......آآآآآآمين......آآآآآآمين
بارك الله بك أخيتي حلم فورايفر
كلمات رائعة خطتها يداك تجسد معاني الأخوة في الله والحب في الله
فلاحرمك الله الأجر
جمعنا الله نحن وجميع أخواتنا في الله بجنة الفردوس
وجزاك الله كل خير على البطاقات الجميلة والرائعة
وفقك الله وسدد على طريق الحق خطاك
ووفق الجميع لما يحب ويرضى