هل ندعوا على العاصي (الدليل)

الملتقى العام

هدي النبي صلى الله عليه وسلم بالتعامل مع العاصي


صحيح البخاري

حدثنا ‏ ‏قتيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو ضمرة أنس ‏ ‏عن ‏ ‏يزيد بن الهاد ‏ ‏عن ‏ ‏محمد بن إبراهيم ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏
أتي النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏برجل ‏ ‏قد شرب قال اضربوه قال ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏فمنا الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه فلما انصرف قال بعض القوم أخزاك الله قال ‏ ‏لا تقولوا هكذا لا تعينوا عليه الشيطان ‏





فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث أبي هريرة .


‏قوله ( أبو ضمرة أنس ) ‏
‏يعني ابن عياض . ‏

‏قوله ( عن يزيد بن الهاد ) ‏
‏هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن عبد الله بن شداد بن الهاد فنسب إلى جده الأعلى , وهو وشيخه وشيخ شيخه مدنيون تابعيون , ووقع في آخر الباب الذي يليه " أنس بن عياض حدثنا ابن الهاد " . ‏

‏قوله ( عن محمد بن إبراهيم ) ‏
‏أي ابن الحارث بن خالد التيمي , زاد في رواية الطحاوي من طريق نافع بن يزيد عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم أنه حدثه عن أبي سلمة . ‏

‏قوله ( عن أبي سلمة ) ‏
‏هو ابن عبد الرحمن بن عوف , وصرح به في رواية الطحاوي . ‏

‏قوله ( أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب ) ‏
‏في الرواية التي في الباب الذي يليه " بسكران " وهذا الرجل يحتمل أن يفسر بعبد الله الذي كان يلقب حمارا المذكور في الباب الذي بعده من حديث عمر , ويحتمل أن يفسر بابن النعيمان , والأول أقرب لأن في قصته " فقال رجل من القوم اللهم العنه " ونحوه في قصة المذكور في حديث أبي هريرة لكن لفظه " قال بعض القوم أخزاك الله " ويحتمل أن يكون ثالثا فإن الجواب في حديثي عمر وأبي هريرة مختلف , وأخرج النسائي بسند صحيح عن أبي سعيد " أتي النبي صلى الله عليه وسلم بنشوان فأمر به فنهز بالأيدي وخفق بالنعال " الحديث , ولعبد الرزاق بسند صحيح عن عبيد بن عمير أحد كبار التابعين " كان الذي يشرب الخمر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وبعض إمارة عمر يضربونه بأيديهم ونعالهم ويصكونه " . ‏

‏قوله ( قال اضربوه ) ‏
‏هذا يفسر الرواية الآتية بلفظ " فأمر بضربه " ولكن لم يذكر فيهما عددا . ‏

‏قوله ( قال بعض القوم ) ‏
‏في الرواية الآتية " فقال رجل " وهذا الرجل هو عمر بن الخطاب إن كانت هذه القصة متحدة مع حديث عمر في قصة حمار كما سأبينه . ‏

‏قوله ( لا تقولوا هكذا , لا تعينوا عليه الشيطان ) ‏
‏في الرواية الأخرى " لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم , ووجه عونهم الشيطان بذلك أن الشيطان يريد بتزيينه له المعصية أن يحصل له الخزي فإذا دعوا عليه بالخزي فكأنهم قد حصلوا مقصود الشيطان . ووقع عند أبي داود من طريق ابن وهب عن حيوة بن شريح ويحيى بن أيوب وابن لهيعة ثلاثتهم عن يزيد بن الهاد نحوه وزاد في آخره " ولكن قولوا اللهم اغفر له اللهم ارحمه " زاد فيه أيضا بعد الضرب " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بكتوه " وهو أمر بالتبكيت وهو مواجهته بقبيح فعله , وقد فسره في الخبر بقوله " فأقبلوا عليه يقولون له ما اتقيت الله عز وجل , ما خشيت الله جل ثناؤه , ما استحييت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أرسلوه " وفي حديث عبد الرحمن بن أزهر عند الشافعي بعد ذكر الضرب " ثم قال عليه الصلاة والسلام : بكتوه فبكتوه , ثم أرسله " ويستفاد من ذلك منع الدعاء على العاصي بالإبعاد عن رحمة الله كاللعن , وسيأتي مزيد لذلك في الباب الذي يليه إن شاء الله تعالى .

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&ID=64161&SearchText=والضارب%20بنعله&SearchType=root&Scope=0&Offset=0&SearchLevel=Allword
3
500

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

( شـــذراتـ الـذهـبـ)
مشكوره جدا على التوضيح