السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين يأتي شخص يزعم العلم ويسمي نفسه دكتوراً وصاحب التجديد الذي سيُخرجنا من الجمود الفقهي، ويبدأ يتحايل لتحليل الربا مثلاً بشتى الطرق، فيسميها مثلا إيجاراً للمال مقابلَ مقابلٍ مادي، والإيجار حلال في دين الله..
هل نعتبر هذا خلافا ونحترم رأيه؟
الإنسان إذا لم يغلِ دمه عند سماع هذه السفاهات ومافيها من مكر، هذا إنسان يجب أن يراجع دينه! فضلاً عن أن يحترم هذا الجور!! فضلاً على أن يغلظ على من لا يحترمه غيرة منه على دين الله!!
طيب انت يا مسلم مع أي فرقة؟ هل انت مع الحق أم انك مع أهل الباطل؟ أنا لا أفهم! إذا كنت مع أهل الحق فصَرِّف حميتك وغضبك في الحق ودفاعاً على أهل الحق، لا دفاعا على أهل الباطل، ثم تزعم بذلك الخوف من النفور من الحق.
احترام الآراء و تقبل الرأي المخالف يكون فيما هو مختلف عليه فقهياً، فقد تكون أنت تؤيد هذا القول و أنا أؤيد آخر، لكن حين يتعلق الأمر بإنكار المعلوم من الدين، فهنا لا تنتظر منا الإعتذار أو المداهنة لك ولو كنت صديقاً مقرباً، فتنعت من يخالفك بأنه ناقص أدب أو مسيء للظن في شخص معين قال أو فعل فعلا معينا...الدين لا يعلى عليه.
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :
(فالذين يقولون: تُحترم الآراء والأقوال قولهم باطل. فلا يُحترم إلا الحق ، وأمّا الباطل فإنه لا يُحترم. بل يُبيّن بطلانه و يُفنّد و يُحذّر الناس منه، وإلا فإنها تهلك الأمة إذا بقي كلٌ على خطئه)
أما وإنا أولئك الدراويش الذين يحسنون الفلسفة، والألفاظ العلمية البراقة الغير المفهومة الدالة على سعة العلم وحسن الإطلاع، وربما يوصلون الرسالة بلغة بسيطة جدا قد يفهمها الأطفال ويأنف عنها من له حظ في العلم..
لكنها ليس الغاية في نفسها، وإنما الغاية الله وقرب الله ورضى الله، وإنا كلنا حولها ندندن، كل بحسب قدرته، نسأل الله أن يجعلنا من الصادقين..
أنصح بطلب العلم، والقراءة للصواب بمعزل عن التصورات الباطلة.
يقول ابن الجوزي رحمه الله في كتابه أخبار الحمقى والمغفَّلين:
قيلَ لبعض البُلْه وكان يتحرَّى من الغيبة: ما تقول في إبليس؟!
فقال أسمعُ الكلامَ عليه كثيراً، والله أعلم بسريرته!
قلت: كم بيننا من الحمقى والمغفلين والبُله!
نجلاء . @najlaa_
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
نجلاء .
•
اللَّهُمَّ أَرِنَا الْحَقَّ حَقًّا وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَهُ ، وَأَرِنَا الْبَاطِلَ بَاطِلًا وَوَفِّقْنَا لِاجْتِنَابِهِ، وَلَا تَجْعَلْهُ مُلْتَبِسًا عَلَيْنَا فَنَضِلَّ، وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.
الصفحة الأخيرة
( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ)
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ}
أي: من روائها ونضارتها، أي أشكالاً حسنة، لاستواء خلقها وحسن صورها.
{وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ}
أي: من حسن منطقهم تستلذ لاستماعه، فأجسامهم وأقوالهم معجبة، وذوي فصاحة وألسنة، إذا سمعهم السامع يصغي إلى قولهم لبلاغتهم، فتحسب أنها صدق، ولكن ليس وراء ذلك من الأخلاق الفاضلة والهدى الصالح شيء، ولهذا قال تعالى: {كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} لا منفعة فيها، ولا ينال منها إلا الضرر المحض.
{يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} وذلك لجبنهم وفزعهم وضعف قلوبهم، والريب الذي في قلوبهم يخافون أن يطلع عليهم.
فهؤلاء {هُمُ الْعَدُوُّ} على الحقيقة، لأن العدو البارز المتميز، أهون من العدو الذي لا يشعر به، وهو مخادع ماكر، يزعم أنه ولي، وهو العدو المبين.
{فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}
أي: كيف يصرفون عن الدين الإسلامي بعد ما تبينت أدلته، واتضحت معالمه، إلى الكفر الذي لا يفيدهم إلا الخسار والشقاء.