ينخدع الكثير بالسحرة الماكرين
الذين يستغلون حاجة الضعفاء والبسطاء والفقراء والمصابين
فيعرضون عليهم الشرك في صورة وكانها شرعية .....
اليكم الحكم :
بيان صادر عن الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين في رابطة العالم الإسلامي حول ما تبثه القنوات الفضائية المتخصصة بالسحر والشعوذة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد :
فقد تلقى الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين في رابطة العالم الإسلامي تقارير موثوقة ، حول بعض القنوات الفضائية التي تمارس الكهانة ، وتبث الشعوذة ، وتروج للسحر ، وقد جندت بعض المشعوذين والمشعوذات ، ممن يدعون علم الغيب ، والقدرة على حل مشكلات الناس ، وتلبية احتياجاتهم كالشفاء من مرض ، ونيل الرزق ، وحدوث الزواج ، وكشف المستقبل ، وغير ذلك مما لا يعلمه ولا يحيط به إلا الله سبحانه وتعالى ، وقد لحظ أن معظم المتصلين بهذه القنوات من النساء والشباب ، ممن يجهلون حقيقة الشعوذة والدجل ، وتلتبس عليهم بسبب جهلهم أكاذيب المشعوذين الذين يطلون من تلك القنوات ، ويجيبون من يتصل بهم على أنهم على معرفة بمشكلاتهم عن طريق الجن والشياطين ، ثم يقدمون لهم الحلول المفتراة ، مع إعلامهم بما سيكون بعد ذلك في مستقبلهم من نتائج، وخلال ذلك يربط المشعوذون أقوالهم وأعمالهم بالدين ، ليوهموا الناس بصحة افتراءاتهم ، فيشوهون بما يفعلون دين الله ، ويسيئون إلى تعاليمه ومقاصده السامية.
وقد ظهرت في هذه الفضائيات علامات السحر والشعوذة واضحة لا لبس فيها ، حيث يتم سؤال المتصل عن اسمه واسم أمه ، كما يطلب منه استعمال البخور ، وذبح حيوان بأوصاف معينة ، للشفاء من مرض أو جلب حظ وطرد نحس ، وتلطيخ أماكن في الجسم أو جدران البيت أو غير ذلك بدمه ، بالإضافة إلى كتابة الطلاسم ، ومنها مربعات بداخلها حروف وأرقام ، وترديد كلمات غير معروفة ، فيها استغاثة بالشياطين ، ودفن أشياء في الأرض ، أو الدخول في قذارة ، أو طلب كتابة آيات بالنجاسات والعياذ بالله !!
إن الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين يعلن أن ما يتم عرضه في قنوات الكهانة والسحر والشعوذة محرم قطعاً ، فهو يخالف تعاليم الشريعة الإسلامية ، ويؤثر على عقيدة المسلم، وله مضار ومفاسد على الناس ، بالإضافة إلى أنه يسهم في تفشي الخرافة والجهل، وانتشار البدع والإشراك بالله ، وتصديق الكهنة والسحرة والمشعوذين ، والانجرار وراءهم إلى أعمال السحر المحرمة المؤدية إلى اهتزاز عقيدة التوكل على الله تعالى.
ويحذر الملتقى المسلمين من خطورة هذه القنوات ومن المشعوذين والسحرة الذين يتعاملون معها ، ويؤكد أنهم معاول هدم لعقائد الناس ، بدعوتهم إلى الشرك والاعتماد على غير الله والتوجه بالدعاء للشياطين، لأن السحر لا يتم للساحر إلا بالتزلف للشياطين وبصرف الناس عن دعاء الله والتضرع إليه وسؤاله والتوكل عليه ، وبسؤال هؤلاء المشعوذين والسحرة المبارزين الله بالمعاصي مع التلبيس على الناس وخداعهم وإيهامهم بأن هؤلاء يعلمون الغيب ، وقد قال الله تعالى : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ) (النمل:65) .
ويبين الملتقى أن ما تبثه هذه القنوات من أعظم المنكرات والفتن التي ظهرت في الآونة الأخيرة والتي تمثل نذير شر ، ولا يخفى على كل مسلم خطورة السحر الذي يقوم أصلاً على الشرك بالله وطاعة الشياطين ، وقد عد العلماء ذلك من نواقض الإسلام ، وعدّوا السحرة مشركين لأنهم يستخدمون الشياطين ويعتمدون عليهم، والشياطين لا تطيعهم إلا إذا خدموهم بدعائهم من دون الله ، والذبح لهم ، وترك العبادات ، والتلطخ بالنجاسات ، ونحو ذلك ، وكلها كبائر وموبقات ناسفة لأصل العقيدة.
إن أنواع الشعوذة والكهانة والسحر التي تعرض في قنوات التضليل تربط قدر الناس بإرادة الشياطين وأعمالهم ، كما تربطها بالنجوم والأفلاك وحركة الأنواء وغير ذلك من أعمال ، وإن كثيراً مما تعرضه هذه القنوات من التنجيم المحرم ، المعدود من السحر، ففي حديث عبد الله بن عباس رضي الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر . زاد ما زاد " رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد صحيح .
ويوضح الملتقى أن علماء الأمة من السلف والخلف قالوا بحرمة ذلك حرمة مغلظة لإدعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 52/871 ـ 971 وابن قيم الجوزية في مفتاح السعادة 2/92 أنه لما أراد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه أن يسافر لقتال الخوارج عرض له منجم ، فقال يا أمير المؤمنين : لا تسافر فإن القمر في العقرب فإنك إن سافرت والقمر في العقرب هزم أصحابك . فقال علي رضي الله عنه : بل نسافر ثقة بالله وتوكلاً على الله وتكذيباً لك ، فسافر علي رضي الله عنه بجيشه وكان النصر حليفه وظهر كذب المنجم، وذكر العلماء أن كتب التنجيم والشعوذة وغيرها من المؤلفات الباطلة المحرمة ، بيعها باطل ، لأنه ليس فيها منفعة مباحة ، وقد عد ابن حجر الهيثمي الشافعي التنجيم من كبائر الذنوب ، ولذلك فإن الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين يحذر المسلمين من متابعة هذه القنوات وما أشبهها ، مؤكداً أنها من المصائب العظيمة ، ويحذرهم من الانخداع بما تروجه من باطل ، ويطالبهم بعدم مشاهدتها مطلقاً ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من أتى كاهناً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) .
وفي ضوء هذه الأدلة الواضحة من كتاب الله العظيم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد أجمع فقهاء المذاهب الإسلامية المعتمدة على تحريم السحر والكهانة وتكفير الساحر . وينبه الملتقى إلى أن الاتصال بالمشعوذين والكهنة محرم ، سواء بالذهاب إليهم في مكاتبهم ، أو التواصل معهم عبر شبكة الإنترنت والتلفاز وغير ذلك من وسائل الاتصال.
إن تحصين المجتمعات الإسلامية وحمايتها من خطر هذه القنوات المتخصصة بالشعوذة ، وغيرها من القنوات التي تعرض مثل هذه البرامج ، واجب على علماء الأمة ودعاتها ومثقفيها ، بل هو واجب على كل مؤمن بما نزل على محمد صلوات الله وسلامه عليه ، وهذا يتطلب التعاون وتبصير الناس بحرمة ما تعرضه قنوات الدجل والشعوذة والسحر ، وذلك عن طريق :
وسائل الإعلام المتنوعة التي تحمل رسالة توجيه ونصح وإرشاد للأمة ، والتي ينبغي لها أن توليه اهتماماً كبيراً .
التعليم ودور المعلمين والمعلمات وسائر المربين والمربيات على كافة المستويات وذلك بتوجيه الطلبة والطالبات وتوعيتهم بخطرها .
عقد الندوات واللقاءات التثقيفية وعرضها من ثم في مختلف وسائل الإعلام لتعميم فائدتها على المسلمين.
الخطباء وأئمة المساجد والدعاة بحيث تخصص الخطب والمقالات والندوات في الموضوع على كافة المستويات، كما ينبغي على أئمة المساجد أن يتعهدوا عامة المصلين ببيان خطر هذه القنوات التي تبث الشرك والسحر والشعوذة، وتعليمهم الأذكار المشروعة للتحصين ، والثابت ورودها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن خطر القنوات الفضائية التي تبث برامج السحر والشعوذة والكهانة عظيم ، والواجب منعها لما تبثه من محرمات ، والملتقى يطالب حكومات الدول الإسلامية ووزارات الإعلام والثقافة فيها بسحب تراخيص القنوات التي تبث هذه المواد المحرمة التي تسيء إلى الدين ، وتتلاعب بعقول البسطاء من الناس ، كما يطالب منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية بالسعي لمنع بث برامج قنوات السحر والشعوذة بواسطة الأقمار الصناعية العربية ( عرب سات ونايل سات ) ويدعو المحطات الفضائية الإسلامية ووسائل الإعلام الأخرى إلى تنظيم حملات إعلامية مدروسة ، لفضح زيف ما يروجه السحرة والكهنة والمشعوذون ، بالإضافة إلى إعداد برامج لتوعية الناس بحقيقة السحر وكفر السحرة وبطلان ما يروجونه من أقوال وأعمال ، والواجب على الإعلاميين المسلمين بذل جهودهم في مواجهة هذا الباطل، والتعاون في ذلك مع المنظمات الإسلامية وعلماء الأمة عملاُ بقول الله سبحانه وتعالى: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (المائدة:2)
إن الملتقى حين يبين تحريم هذا العمل ، فإنه يذَكّر عموم المسلمين والإعلاميين خاصة بأن واجب الأمة يحتم عليهم النصح لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ، وأن من النصح نشر الخير ووسائله ومكافحة الشر ووسائله ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص من أجورهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً " رواه مسلم في صحيحه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين
رابطة العالم الإسلامي
مكة المكرمة 25/5/1428هـ

كاندريل @kandryl
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

كاندريل
•
وجه وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بحظر الاتصال على أرقام قنوات السحر والشعوذة من داخل السعودية باستخدام ما لدى الوزارة من تقنية.
جاء ذلك في خطاب حصلت "الوطن" على نسخة منه تضمن توجيهاً من سموه لوزارات التعليم العالي والشؤون الإسلامية والتربية والتعليم والاتصالات وتقنية المعلومات والثقافة والإعلام ورابطة العالم الإسلامي وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتحذير المواطنين من بعض القنوات الفضائية التي تهدف إلى تعليم السحر والشعوذة ، وذلك بإصدار بيان من رابطة العالم الإسلامي يبين حرمة بث مثل تلك القنوات، وحث العلماء والخطباء لتحذير المجتمع من أعمال السحر والشعوذة خشية أن يتسبب الأمر في إيقاع الضرر على عامة الناس وتفشي البدع والشركيات وأخذ أموال الناس بالباطل إلى غير ذلك من السلبيات العقائدية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية.
إضافة إلى ذلك وجه الخطاب مختلف وسائل الإعلام ببحث الأمر عن طريق عقد الندوات والبرامج التي تعالج مثل تلك المشكلات والقيام بحملات توعوية في الجامعات والكليات والمدارس وعمل مطويات وكتيبات تحذر من السحر والشعوذة، وتكثيف حملات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتتبع السحر والمشعوذين، والقبض عليهم بالتعاون مع الجهات الأمنية المعنية وإنزال عقوبات رادعة بحقهم.
جاء ذلك في خطاب حصلت "الوطن" على نسخة منه تضمن توجيهاً من سموه لوزارات التعليم العالي والشؤون الإسلامية والتربية والتعليم والاتصالات وتقنية المعلومات والثقافة والإعلام ورابطة العالم الإسلامي وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتحذير المواطنين من بعض القنوات الفضائية التي تهدف إلى تعليم السحر والشعوذة ، وذلك بإصدار بيان من رابطة العالم الإسلامي يبين حرمة بث مثل تلك القنوات، وحث العلماء والخطباء لتحذير المجتمع من أعمال السحر والشعوذة خشية أن يتسبب الأمر في إيقاع الضرر على عامة الناس وتفشي البدع والشركيات وأخذ أموال الناس بالباطل إلى غير ذلك من السلبيات العقائدية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية.
إضافة إلى ذلك وجه الخطاب مختلف وسائل الإعلام ببحث الأمر عن طريق عقد الندوات والبرامج التي تعالج مثل تلك المشكلات والقيام بحملات توعوية في الجامعات والكليات والمدارس وعمل مطويات وكتيبات تحذر من السحر والشعوذة، وتكثيف حملات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتتبع السحر والمشعوذين، والقبض عليهم بالتعاون مع الجهات الأمنية المعنية وإنزال عقوبات رادعة بحقهم.


الصفحة الأخيرة
وحسبي الله عليهم .