



بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ
مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن
كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ
بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ
اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

للأحبة في الله
إخواتي ابتداء أتوجه إلى المولى المجيب مع إطلالة هذا الشهر المبارك سائله جل في علاه أن يعيده علينا وعليكم وعلى المسلمين بالعمر المديد، والنصر الأكيد، والخير العتيد، والعيش الرغيد، كما أسأله سبحانه أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا إنه سميع مجيب.

إخواتي، بالأمس القريب ودّعنا شهر رمضان واليوم نستقبله، ما أعجب عجلة الزمان؛ إنها تسير بسرعة هائلة فتطوي بدورانها الأيام والشهور والسنين؛ فيتلاشى الزمن ويمحى ويتحول –مهما طال- إلى مجرد ذكرى.. ذكرى قلما تنجو من قبضة النسيان، والكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، وعليه فإنه لا بد من لحظات للتذكر، لا بد من لحظات للتدبر، لا بد من لحظات للتفكر عملا بقوله تعالى:{الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار}.
إنه لا بد لكل منا أن يخلو مع نفسه فيراجع حسابه مع ربه؛ لينظر هل هو سائر في الطريق الذي يحبه ربنا ويرضاه؟ فإن كان كذلك فليحمد الله، وليسأله الثبات والقبول، وإن كان غير ذلك فليتدارك عمره قبل فوات الأوان.

وشهر رمضان محطة من محطات التزود بالطاقة الإيمانية ففيه الحسنات مضاعفة، والذنوب مغفورة، والشياطين مصفدة، فلنفتح صفحة جديدة من حياتنا مسطرة بحروف البر والتقوى والطاعة للمولى، ولنراجع فيه حسابنا مع ربنا ومع إخواننا المسلمين المعوزين والضعفاء والمضطهدين والمعذبين.
ولا بد أن نسأل أنفسنا بصدق : هل آلمتنا جراح المسلمين ورخص دمائهم في كثير من بقاع هذا العالم ؟!
في فلسطين وفي كشمير وفي الشيشان وفي غيرها؟ ثم إن التألم وحدة لا يكفي بل لا بد من الوقوف معهم لا بد من القيام بالواجب تجاههم ،لا بد من دعمهم لابد من مؤازرتهم، وهذه من أحق حقوق الإخوه وأوجب واجباتها كما قال سبحانه:{أنما المؤمنون إخوة}
نسأل الله المولى القدير أن يعمق إيماننا به ويوثق إخوتنا فيه ، وأن يبلغنا رمضان ، ويرفع عن أخواننا المضطهدين الذل والهوان .
أنه سميع مجيب ..وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين ،
جميــــــــع أخواتـــــــــــــــي في عــــــــــــــــالم حــــــــــواء
... كـــــــل عــــــــــام وأنتــــــــــم بخــــــــــــــــــير ...



والله يعطيك العافيه