(((هل هم سعداء...أم لا..؟؟ )))

في ذلك اليوم اختلفت أنا و أختي في مسألة السعادة بالنسبة للكفار ..فهي تقول بأنهم سعداء و بأن الدنيا جنتهم و هم راضون قانعون بها ..و تتمنى أن تكون مثلهم تخرج بلا حجاب و تذهب للملاهي مثلهم لولا أنه حرام و شرعنا ينهانا عن ذلك …فهي بحمد الله لديها وازع ديني ..ولكنها غير مقتنعة بأن الكفار يعيشون حياة تعيسة بهيمية بل أضل من الحيوان ..و تكثر لديهم الأمراض النفسية و العضوية أيضا _لأنها تقول بأن رضاهم بهذه الحياة بما فيها من مساوئ هي سعادتهم _…و أنا لا أنكر بأنهم يتمتعون بأشياء كثيرة و لكنها سعادة و متعة لحظية ..و تعقبها كآبة و ضيق في الصدر ..هذه دنياهم و جنتهم البئيسة ..مع أن هذه الحياة الدنيا هي نعيمهم و هي متعتهم و لكنها لا ترضيهم لما فيها من الشقاء الكثير و المصائب فضلا أن الموت يعقبها …فكيف بالله هم في سعادة _كما تقول أختي _أنى سعادة هذه …….


حاولت أن أقنع أختي بأن للمؤمن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة- و أن أحد الصالحين قال :لو يعلم الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف …لكنها مع كل هذا لم تقتنع وقالت بأن الدنيا سجن المؤمن ..نعم كلامك صحيح ولكنه سجن ممتع جميل ..فيها لذة الطاعة و انشراح الصدر لا يشعر به إلا من دخل هذا السجن و نعم به من سجن ..يتمناه كل مؤمن عاقل …ثم بعد هذا كله يدخل جنة عرضها السماوات و الأرض..فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر ….فطوبى لمن لم يخرج من هذا السجن ..فهو حينئذ حر طليق .. و روحه عالية لطيفة خفيفة لا تثقل عليه ….


اللهم إنا نسألك أن ندخل هذا السجن و أن ندخل الجنة في دنيانا هذه ..كي ندخل من بعدها جنة الآخرة ……..

ما رأيكم فيما قلت ..و أي منا كلامه الصحيح ..و إن كان صحيحا فأرجو أن تضيفوا ما عندكم لكي تقتنع أختي أكثر و نستفيد ..وان كان العكس فأيضا أفيدونا بالجواب الكافي الشافي.