هل هناك علاقة بين مضاد التعرق وسرطان الثدي؟

كلنا تصلنا رسائل دعائية بالبريدي الإلكتروني من وقت لآخرـ وبالطبع لا نشعر بالذنب إذا قمنا بحذفها مباشرة دون الإطلاع على محتوياتها. لكن ماذا عن تلك الرسالة التي عنوانها "معلومات طبية "،
حسنا، لقد مررت بهذه التجربة من قبل، وصدقوني لقد أصابتني الرسالة بالذعر الشديد، لأنها ببساطة كانت تقول بأن مضادات التعرق تسبب سرطان الثدي، نعم مضادات التعرق التي تستعملها أنت وأنا يوميا قبل الخروج من المنزل، وحتى قبل القيام بأي شيء. وبعد فترة من التفكير، بالطبع في تلك العلبة الوردية ذات رائحة الفراولة القابعة في خزانتي والتي تبدو بريئة جداً، قررت البحث عن المزيد من المعلومات لأن الشك لا يعني الاتهام المطلق. فوجدت أن إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية، وهي هيئة صارمة جدا فيما يختص بمعايير السلامة، والآمان والتي تشمل جميع أنواع المنتجات الغذائية والاستهلاكية المتوفرة في الأسواق، وجمعية السرطان الأمريكية، وجمعية بحوث الصحة النسائية، وبالإضافة إلى العديد من المنظمات الأخرى تحدثت عن هذا الموضوع، وحاولت نفيه نفيا قاطعا. فلا يوجد دليل واحد يؤكد مزاعم تلك الرسالة الخبيثة. علاوة على ذلك، تخضع جميع منتَجات مضادات للتعرق ومزيلات الروائح لاختبارات ومتابعة حثيثة قبل أـن تصادق عليها أدارة الغذاء والدواء، وحتى بعد المصادقة عليها.

بينما الرسالة لا تحتوي على رابط يشير إلى الدراسة التي نتجت عنها. بل تدعي بأن حلقة دراسية ربطت استعمال مضادات العرق باحتمال الإصابة بسرطان الثدي. وبأن مضادات التعرق تمنع الجسم من تطهير السموم تحت الإبط الأمر الذي يعزز السموم في العقد اللمفاوية ويسبب سرطان الثدي في النهاية. وفي الحقيقة، العرق لا يزيل السموم: فالعرق لا يحتوي على "سموم" بل يتكون من ماء وصوديوم، وبوتاسيوم، ومغنيسيوم.

كما أن السموم لا تتجمع في العقد اللمفاوية، وسرطان الثدي لا يبدأ في العقد اللمفاوية على أية حال. ومضادات التعرق لم تكن أبدا جزءا من دراسة عن العوامل المسببة لسرطان الثدي.

بالطبع بعد هذه الأخبار الجيدة، عدت إلى خزانتي واستعملت مضاد التعرق مرة أخرى، لأني شعرت أنني بحاجة لأشم رائحة منعشة، وأبعد الأفكار السيئة إلى الأبد. وأنت أيضا لا تهمل استعمل مضاد التعرق، لأنه ببساطة بريء وينقذك من المواقف المحرجة.




منقول