تنتاب فترة الأسواق والمراكز التجارية فترة نشاط وازدهار سيما في مواسم الأعياد والإجازات حيث تكثر الحفلات والمناسبات .
وفي إحدى المواسم الماضية اضطررت للنزول مع الأهل لبعض الأسواق والمراكز التجارية فلفت نظري مكثنا الساعة والساعتين ونحن نجوب المحلات دون الخروج بنتيجة ترضي الطرفين إما لعدم وجود ما يناسب النساء أوالاعتراض على بعض ما يشترى لاحتوائه على مخالفة شرعية كلباس قصير أو به فتحات مثيرةأو غير ذلك مما يدركه الجميع . طال صبري على كثرة ولوج الأسواق والخروج منها فسألتُ الأهل ما سبب عدم اقتناءكم ما تريدون على كثر الأسواق التي ولجتموها ?
فكان الجواب كالصدمة لي دعتني لأنثر الحروف على الورق لكي يشاركني القراء الهمَّ وتثمر تلك الكلمات ما يفرج الهم وينفس الكرب . قالت قريبتي : في الآونة الأخيرة اعتادت بعض الأسواق - وسمتها لي - على طرح أزياء وملابس تحاكي الموضة الحالية وبخاصة ما يتعلق بملابس الفتيات ? وأسواق أخرى لا تكاد تجد فيها زي أو فستان يلائم مقاس ابنتك أو أختك .
قلت : وكيف ?
قالت : تذهب تفتش فلا تجد إلا ذلك الفستان الجميل الذي نال إعجابك مع أنه قصير يصل إلى نصف الساق وأحياناً أعلى منه ? تطلب نفس الموديل فلا تجد أعلى من ذلك الموديل لكونه يناسب أغلب الأعمار في الجزء الأعلى منه ، وأما الأسفل فغالباً يكون قصيراً أو به مخالفات لا تروق لذوي العفة والحشمة والحياء .
ومما زادني ألماً قولها : لقد تحاورتُ مع بعض زميلاتي حول هذا الموضوع فأجبنني بأنهن ذهبن لكثير من الأسواق ووجدنا بها موديلات جميلة ولكنها قصيرة ولا تعتني بالحشمة .
فعندما تنازل صاحب المحل يجيبك فوراً : هذا ما يطلبه الزبون .
أُدرك أن بعض ملاك تلك المحلات والمراكز يستهدف الربح بجلبه ما يكثر الطلب عليه بغض النظر عن إباحته أو حرمته .
وأُدرك أن البعض يتبنى جلب ما يستهويه فكره من ملابس قصيرة وشفافة ومخالفة للعادات والقيم .
والبعض منهم يجلب موديلات متعددة قصيرة وطويلة ترضي جميع الأطراف ولكن تمتاز بقدمها وعدم مناسبتها وبخاصة ما كان منها ساتراً ومحتشماً .
لستُ هنا أتهم أصحاب وملاك المراكز التجارية بالأسواق ولكن ما سبق يحكي حال البعض منهم ،
والبعض منهم غيور لكن يصدقك فيقول الأسواق التي تجلب منها الملابس وغيرها لا توفر لك ما تطلبه ولا تملك لوبي أو سلطة قوية تفرض عليها ألبسة لا تناقض القيم والتقاليد المحلية .
بقي أن يقال هناك خطوات تسهم في سد الفجوة وتعالج المشكلة ولو نسبياً وعلى سبيل المثال :
لم يخطئ من يقول أن المصانع التي نستورد منها لا تلبي رغباتنا ولا توافق في الغالب تقاليدنا بل تصنع وتصدر المطلوب والمرغوب بكثرة وهو ما يوافق الموضة .
ولذا حبذا أن يتحد مجموعة من التجار وكلاء الماركات ومستوردي الملابس النسائية على مطالبة أصحاب المصانع الخارجية والمحلية بالتزام ضوابط ومواصفات معينة فيما يصنعون ويقدمون لأهل هذه البلاد .
ولو رافق ذلك الاتفاق من لدن التجارة متابعة ومراقبة من الجهات المسئولة كوزارة التجارة ،
ومناصحة وإلزام بالإيقاف وسد السبل المؤدية إلى ذلك من قبل هيئة كبار العلماء ? لكان في ذلك خير كثير وسبيل كفيل بتخفيف الشر أو تجنبه وإلغائه .
تبني فئة من التجارة وأصحاب رؤوس الأموال إنشاء مصانع داخلية أو خارجية تغني البلد عن استيراد ما يخالف عاداتنا وتقاليدنا ، وتسهم في تصنيع ما يطلبه أبناء البلد .
ينبغي على دعاة الإصلاح مناصحة مستوردي ووكلاء الملابس النسائية في ما يستوردونه وتأليف قلوبهم للدين حتى يتفقوا على ذلك ويكون مصدر ضغط على المصانع في تقديم مايخدم الوطن والمواطن .
نحن أفراد المجمع ذكوراً وإناثاً علينا دوراً لا يقل عن دور رجال الأعمال في دعم أصحاب المحلات والمراكز التجارية التي تقدم ما يرضي رغباتنا وتعتني بتقديم اللباس المحافظ
ويتشكل دعم أولئك في الشراء منهم ، والترويج لمحلاتهم ، وبعث رسائل الشكر لهم ، وحث الأقارب والأصدقاء للشراء منهم حتى لو كانت أسعارهم أعلى من غيرهم ، ومقاطعة من يجلب ملابس مخالفة .
هذه بعض السبل تعالج هذه المشكلة وهي متسعة لسبل أخرى يدلي بها القراء . والله ولي التوفيق .
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
اللهم وفق نساء المسلمين الى كل خير وابعدهم عن التبرج والسفور