إخواني وأخواتي الأعزاء أصطحبكم اليوم في سياحة في كتاب الله تعالى مع تفسير آية جليلة كريمة عظيمة شريفة طاهرة من آيات الله تعالى، نعيش معها ومع ما فيها من معاني رائعات باهرات ونجيب فيها على السؤال عنوان هذا الإدراج.
قال تعالى(ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) سورة ق (الآية16)
قال بن كثير: يخبر تعالى عن قدرته على الإنسان بأنه خالقه وعلمه محيط بجميع أموره، حتى إنه تعالى يعلم ما توسوس به نفوس بني آدم من الخير والشر.
وقد يطرأ هنا سؤال إخواني في الله وهو هل يحاسب الرب سبحانه وتعالى العبد على الخواطر التي تخطر على باله؟
والجواب هو أن الله لا يحاسب العبد على الخطرات التي تخطر على باله مالم يترجمها إلى أفعال والدليل على ذلك ماثبت في الصحيح :عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:إن الله تعالى تجاوز لأمتي ما حدثت به نفسها مالم تقل أو تعمل.
وروي في الصحيحين:عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه سبحانه وتعالى قال: إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك: فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة ،وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة.
ولكن ينبغي أن ينتبه لشئ مهم أن الرجوع عن فعل السيئة لابد أن يكون خوفا من الله تعالى ولا لشئ آخر فإذا تراجع عن فعلها خوفا من الله تعالى إستحق هنا الأجر من الله تعالى.
فهذا الحديث القدسي الجليل تتجلى فيه رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين في أبهى صورها لذلك قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : شقي والله من غلبت سيئاته حسناته.
وفي هذا الحديث حض للمؤمن لكي يحسن نيته بأن تكون نيته دائما لفعل الأعمال الصالحة لإنه إن نوى فعل عمل صالح ثم منعه من ذلك عذر فإن الله تعالى برحمته سوف يكتب له هذا العمل كاملا كأنه عمله لذلك كان الإمام مالك رحمه الله يقول: نية المرء خير من عمله.
وفائدة أخرى من هذه الآية هي قرب الله تعالى من عبده وإطلاعه على كل كبير وصغير من أفعاله وأقواله فينبغي أن يستشعر المسلم هذا القرب الإلهي الرهيب فيسعى لفعل الخيرات وبقدر الإمكان إجتناب المنكرات.
هذه وقفات قليلات مع آية من كتاب الله تعالى أسأل الله تعالى أن ينفعكم بها ولا يحرمني أجر نقلها وأسأله تبارك وتعالى أن يجمعني بكم في جنة عرضها السموات والأرض مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وجعلها في موازين حسناتك