هل يخلو بيت من مشكلةّّ!!( رسالة إلى كل مهمومة)

بسم الله الرحمن الرحيم
لايخلو بيت من مصيبة ولا أسرة من مشكلة، تبدو هذه القاعدة فيما أظن مسلماً بها! غير أن الإنسان مع توالي المشكلات عليه، ومع ترادف الأزمات حواليه ينسى ما ترسخ في ذهنه من أنه لامناص ولا محيد عن نوائب الدهر وعوادي الزمان!
لعل ما يدفعني إلى هذا الكلام هو اتصال هاتفي من إحداهن تشكي غصصاً أقضت مضجعها وكدراً أرق منامها! ولها الله فلقد كانت متزنة عاقلة بالرغم من حداثة سنها وعظم مشكلتها والضيم الذي لحقها! لم يمض كثير وقت حتى فوجئت بمشكلة أدهى، ومصيبة أعتى، تقع علي وقوع الطوام فتتكسر النصال على النصال ! فأنستني مصيبة الأمس ،حتى غدوت أنظر لها صغيرة لا تستحق مجرد التفكير فيها.. المشكلة هذه المرة من متزوجة، لكنها غير ذات زوج! مقترنة برجل له من الرجولة اسمها! ولو صدق لقال إنه ذكر وليس برجل! إذ الرجولة لها أهلها..
لن أدخل في تفاصيل ما قالت وقيل لها، فليس ثمة جدوى من ذلك؛ غير أن ما لفت انتباهي هو أن هذه الحياة :
جُبلت على كدر وأنت تريدها ***** صفواً من الأقذاء والأكدار!!
وكلام ربنا أعلى وأجل : (لقد خلقنا الإنسان في كبد)
نعم أيها الأخوات والإخوة .. في كل بيت مصيبة، وفي كل زاوية نائحة، وكم وراء الأستار من أسرار ،و في جوف البيوت من حتوف!
إن السعادة كل السعادة في هذي الحياة الدنية -بعد إرضاء الرحمن- هي في إدراك الإنسان أن مصابه عند غيره يسير! وأنه وإن أصيب فهو في نعمة يتمناها الألوف، وكم من مصيبة هي أنكى من مصيبتك قد سلمك الله منها وقُضي بها على غيرك! فليحمد الإنسان ربه وليرضَ ويُسلّم..
هذا ما رأيته واقعاً من معايشتي لبعض المشكلات حولي، فهانت علي مشكلات كنت أظنها معضلات، وحمدت ربي عبى نعمه وآلائه، ورأيت أن كل مصاب فهو يتقلب في نعمة ولن يدركها حتى يرى مصاب غيره.
ولا أخفي سراً حين أقول إن الإنسان يضيق ذرعاً بما يسمع، فيتمنى لو اعتزل وقطع اتصاله بالآخرين ليرتاح ولو قليلاً .. وهيهات!! غير أن "بعض الشر أهون من بعض!!"
كشف الله كرب المكروبين من المسلمين وفرج الله هم المهمومين وكان الله في عون المضطهدين ..
وحسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم..