•.• هل يدخل الإنسآن » الجنه « بعمله •.• ₪]

ملتقى الإيمان

لا شك أن كلا منا عليه ذنوب، وعليه خطايا..



وأننا بحاجة إلى أن نستغفر ربنا، وأن نتوب إليه ..



ولو عمل أحدنا ما عمل، ولو أتى بأمثال الجبال من الحسنات ...



فإنه لا بد وأن يستقل عمله، ولا بد أن يتمنى أنه تزود...




إن كان مسيئا تمنى أن يرد حتى يتوب، وإن كان محسنا تمنى أن يرد حتى يتزود من الحسنات..



وذلك لأنه مهما عمل من الحسنات فإنها قليل بالنسبة إلى فضل الله تعالى عليه...



وبالنسبة إلى ما تفضل الله به تعالى عليه من النعم التي لا تحصى، والأيادي التي لا تستقصى.



روي في بعض الأحاديث أن الله تعالى يحضر رجلا، وله حسنات أمثال الجبال فيقول:



أدخلوه الجنة برحمتي. فيقول: يا رب: أليس بأعمالي هذه؟!



فيقول الله: حاسبوا عبدي على نعمي عليه.



فيحاسب على نعم الله فلا يبقى له من عمله شيء.



فيقول الله: أدخلوه النار. فيقول: يا رب بل برحمتك أدخل الجنة. فيدخله الله الجنة برحمته. .




مهما كانت الأعمال، ومهما كانت الحسنات..



فإنها قليلة بالنسبة إلى نعم الله سبحانه وتعالى..



حيث تفضل على عباده بما أسداه عليهم من الفضل الكبير..



فلو حاسبه على نعمة البصر ما بقي له من عمله شيء..



ولو حاسبه على نعمة السمع، ولو حاسبه على نعمة العقل..



ولو حاسبه على نعمة البطش، وعلى نعمة المشي، وعلى نعمة الأمن..



وعلى نعمة الصحة، وعلى نعمة المال، وعلى نعمة الأولاد، وعلى نعمة الهداية..



.




وأصرح من ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-







هكذا أخبر بأنه مع كونه صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى الأمة يرجو رحمة الله تعالى ..



ويؤمل أن يرحمه وأنه لا يدخله عمله الجنة ولو عمل أي عمل.



قد عرف أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العبادة..



وقد غفر الله له ما تقدم له من ذنبه وما تأخر، كما قال تعالى:








وقد كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليالي حتى تفطرت قدماه..



فقيل له: أتفعل ذلك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال:



-اللهم صل وسلم عليه-







يعني: أن من شكر الله تعالى أن يأتي العبد بما يستطيعه من الأعمال الصالحة..




مهما عمل فإنه سوف يستقله، وسوف يتمنى أن يعاد إلى الدنيا حتى يتزود.



وقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم:



( قاربوا وسدِّدوا، واعلموا أنه لنْ يَنْجُوَ أحدٌ منكم بِعَمَلِهِ )



قالوا: و لا أنت يا رسول الله؟ قال: (و لا أنا إلا أن يتغمَّدني الله برحمة منه و فضل)



أي: لن ينجو من النار بعمله. وذلك لأن العمل لا يبلغ ما يجب لله_ عز وجل _ من الشُّكر وما يجب له على عباده من الحقوق..



ولكن يتغمد الله_ سبحانه وتعالى _ العبد برحمته فيغفر له.



فلما قال: ( لَنْ يَنْجُوَ أحدٌ منكم بِعَمَلِه ) قالوا له: ولا أنت؟! قال: ( ولا أنا )



حتى النبي عليه الصلاة والسلام لن ينجو بعمله( إلا أن يتغمدني الله برحمة منه ).



فدلَّ ذلك على أن الإنسان مهما بلغ من المرتبة والولاية، فإنه لن ينجوَ بعمله، حتى النبي عليه الصلاة والسلام..



لولا أن الله مَنَّ عليه بأن غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر، ما أنْجاه عمله.




•••





فإن قال قائل: هناك نُصُوص من الكتاب والسنة تدل على أن العمل الصالح ينجي من النار ويُدخل الجنة، مثل قوله تعالى:



﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ،



فكيف يُجمَع بين هذا وبين الحديث السابق؟



والجواب عن ذلك:



أن يقال: يُجمع بينهما بأن المنفيَّ دخول الإنسان الجنة بالعمل في المقابلة..



أما المثْبتُ: فهو أن العمل سبب وليس عوضا. فالعمل _ لا شكَّ_ أنه سَبَب لدخول الجنة والنجاة من النار..



لكنه ليس هو العوض، وليس وحده الذي يدخل به الإنسان الجنة..



ولكن فضل الله ورحمته هما السَّبب في دخول الجنة وهما اللذان يوصلان الإنسان إلى الجنة وينجيانه من النار.




•••





::: وفي هذا الحديث من الفوائد :::



أن الإنسان لا يعجب بعمله، مهما عملت من الأعمال الصالحة لا تُعْجَبْ بعملك، فعملُكَ قليل بالنسبة لحق الله عليك.



قرأت في رسالة الأمام أحمد التي في الصلاة ...



ذكر قصة عن إبراهيم الخليل عليه السلام، أنه قام ليلة يصلي حتى أصبح، ولما أصبح قال:



نعم الرب رب إبراهيم ونعم العبد إبراهيم – كأنه أعجب بقيامه هذه الليلة ..



فقال نعم العبد إبراهيم وفي ذلك شيء من تزكية النفس..


لما أصبح وهيأ طعامه، خرج يلتمس أضيافا، فجاءه ملكان في صورة رجلين...



فقال: هلما إلى الطعام، هلما إلى الغداء، ولما استجابا له قال:



هلما إلى هذا المكان الذي فيه ماء حتى نأكل ونشرب.



لما جاء إلى ذلك المكان وجد الماء قد يبس والعين قد نضبت؛ فشق ذلك عليه..



فقال له أحد الملكين أو قال له الملكان: ادع ربك يا إبراهيم حتى يعيد هذا الماء، فدعا ودعا ولم يستجب له، فشق ذلك عليه..



فقال للملكين: ادعوا ربكما، فدعا أحدهما فنبع الماء، ودعا الثاني أيضا فجرى الماء إلى أن وصل إليهما..



فقال الملكان: يا إبراهيم إن إعجابك بعبادتك سبب عدم قبول دعوتك.



لذلك لا يعجب الانسان بعمله ولا يفتخر بما عمل، ولو عمل أي عمل فإن ذلك قليل بالنسبة إلى ما يجب عليه لربه سبحانه.



فإن نعم الله علينا كثيرة والإنسان لا يزكي نفسه؛ ولذلك قال الله تعالى:



.



وفيه أيضا من الفوائد: أنه ينبغي على الإنسان أن يُكثر من ذكر الله دائما، ومن السؤال بأن يتغمَّده الله برحمته ،فأكثر من ذلك ..



وقل دائما : ( اللَّهم تغمدني برحمة منك وفضل )



لأن عملك لن يوصلك إلى مرضاة الله، إلا برحمة الله عز وجل.



وفيه دليل على حرص الصحابة_ رضي الله عنهم _ على العلم..



ولهذا لما قال: ( لَنْ يَنْجُوَ أحدٌ منكم بِعَمَلِه ) استفصلوا ..



هل هذا العموم شامل له أم لا؟



فبَيَّنَ لهم صلى الله عليه وسلم أنَّه شامل له.



و من تدبر أحوال الصحابة - رضي الله عنهم - مع النبي صلى الله عليه و سلم.



وجد أنَّهم أحرص الناس على العلم، وأنهم لا يتركون شئيا يحتاجون إليه في أُمور دينهم و دنياهم إلا ابتدروه و سألوا عنه.
منقووووووووووووول
يااااارب تغمدنا برحمتك وفضل
ك
14
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نور نور الدنيا
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا وإياكي
الإخلاص في القول والعمل وأن يرزقنا الفردوس الأعلى
الرصافة
الرصافة
جزاااااااااك الله خير...ونفع بما كتبت
مدام جويل
مدام جويل
الله يرضى عنك وعني وعن جميع المسلمين
حبيته ماما وبابا
جزاك الله خير الجزاء
ملكة الآحساس
ملكة الآحساس
جزاك الله خير