ما علي زود @ma_aaly_zod
محررة ذهبية
هل يذهب بكرامتــــــــــــــــك؟
- الجنس غريزة مثل غريزة الجوع وغريزة الخوف.
- طاعة الله لا تذهب بالكرامة.. بل تجلبها.
- الزوج مأمور بإعفاف زوجته كما هي مأمورة بتلبيته.
من الأعذار التي تطلقها الزوجة مبررة بها امتناعها من زوجها: الكرامة. إنها ترى استجابتها المتكررة لزوجها كلما دعاها إلى المعاشرة تذهب بكرامتها، وتنال من إنسانيتها .
والرد على هذا في ما يلي:
أ- الجنس غريزة مثل سائر الغرائز. مثل غريزة الجوع وغريزة الخوف وغريزة العطش. وتلبية أي غريزة منها، عن طريق شرعي، لا ينافى الكرامة ولا يذهب بها، ولا يتعارض مع الإنسانية ولا يلغيها .
فحين يدعوك زوجك إلى إعداد الطعام له ثلاث مرات في اليوم، فإنه يلبي غريزة الجوع فيه. وأنت لا تجدين في إعدادك هذا الطعام، أكثر من مرة في اليوم، ذهاباً بكرامتك أو إلغاء لإنسانيتك .
وكذلك الحال حين يطلب منك كأس ماء، أو عصير، ليروي به عطشه، ويطفئ ظمأه .
الجنس إذن، عزيزتي الزوجة، غريزة من الغرائز، بل هي من أقوى الغرائز، وتلبيتها عن طريق شرعي، لا ينفي الكرامة ولا يلغي الإنسانية .
ب- لو وجدنا إنساناً يسجد لإنسان آخر لحكمنا على الفور بأن الإنسان الساجد مهدور الكرامة .
لكن، لو كان هذا السجود طاعة لله رب العالمين؛ فإن كرامة هذا الساجد، ولو كانت لإنسان آخر، محفوظة مصانة
وليست مهدورة .
لقد سجد الملائكة لآدم عليه السلام، وسجد القوم ليوسف عليه السلام:{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً } (يوسف: 100). ويريد رؤياه أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ساجدين له حين كان صغيراً { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } (يوسف: 4) .
وعلى الرغم من أن السجود ما عاد في شريعتنا إلا لله رب العالمين؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أنه لو كان لأحد أن يسجد لغير الله لأمر الزوجة أن تسجد لزوجها. ولم يكن للزوجة- لو أمرت بهذا السجود- أن تجد فيه ذهاباً لكرامتها.. لأنها تطيع به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أردت بهذا أن أبين أن تلبية الزوجة لطلب زوجها معاشرتها لا يذهب بكرامتها وإنسانيتها ما دامت تطيع الله ورسوله بهذه التلبية.
إنه مستقر في إيمانها أن طاعتها زوجها في هذا الشأن (مثل طاعتها له في غيره من الشؤون) إنما هو أيضا طاعة لربها سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم. هذا الإيمان يصرف عنها وسوسة إبليس لها؟ بأن تلبيتها زوجها؟ إذا دعاها إلى معاشرته، تذهب بكرامتها، وتلغي إنسانيتها .
ج - كما يأمر الإسلام الزوجة طاعة زوجها إذا دعاها إلى فراشه، فإنه يأمر الزوج أن يعف زوجته؛ حتى إنها تستطيع أن ترفع أمرها إلى القاضي، وتطلب منه أن يطلقها من زوجها إذا كان عنيناً (عاجزاً أو ضعيفاً جنسياً) .
فالإسلام لا يحرص على إرواء شهوة الزوج وحده، بل على إرواء شهوة الزوجة أيضاً؛ ففي عفافهما معاً حفظ للمجتمع من الزنا والفساد بمختلف أشكاله وألوانه. ومن هنا فإن دعوى الذهاب بالكرامة، كرامة الزوجة، دعوى غير منطقية، وغير مقبولة، لأنه من حق الزوجة أن تستمتع بزوجها في مقابل حقه أن يستمتع بها .
أو أشد من فقد الولد؟!
- أريد من الزوجة أن تقف عند هذه العبارة.
- للغرائز ضغط على أعصاب الإنسان فيزيد غضبه.
- 3 ثمرات جنتها من استجابتها لزوجها.
من الأعذار التي تبديها الزوجة وتبرر بها امتناعها من زوجها: التعب، والقلق، والحزن، وغيرها .
ما رأي الإخوة والأخوات في زوجة مات ابنها فلم يمنعها هذا من الاستجابة لزوجها في يوم وفاته نفسه ؟!
لنقرأ ما جاء في صحيح البخاري :
كان لأبي طلحة- رضي الله عنه- ابن يشتكي (أي مريض). فخرج أبو طلحة، فقبض الصبي (مات في أثناء خروج والده من البيت) فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت أم سليم (زوجته) : هو أسكن ما كان. فقربت إليه العشاء فتعشى، ثم أصاب منها (نال منها ما ينال الزوج من زوجته)، فلما فرغ قالت : يا أبا طلحة عارية استعارها قوم وكانت العارية عندهم ما قضى الله ، وإن أهل العارية أرسلوا إلى عاريتهم فقبضوها؟ ألهم أن يجزعوا ؟ قال : لا . قالت: فإن ابنك قد فارق الدنيا. قال : فأين هو ؟ قالت : هاهو ذا في المخدع. فكشف عنه واسترجع ( قال : إنا لله وإنا إليه راجعون). فلما أصبح ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثه بقول أم سليم فقال:(( والذي بعثني بالحق لقد قذف الله تبارك وتعالى في رحمها ذكراً لصبرها على ولدها )).
وأريد من الزوجة أن تقف عند هذه العبارة:(( فقربت إليه العشاء فتعشى..ثم أصاب منها )) أي نال منها ما ينال الزوج من زوجته.
هل بين القارئات من تقوى على هذا؟ تلئي دعوة زوجها في اليوم نفسه الذي مات فيه ابنها؟
لقد فعلت هذا أم سليم. صبرت على فقد ولدها صبراً نجحت معه في إخفاء مشاعرها الحزينة إلى حد قدمت فيه لزوجها العشاء وجعلته ينال منها ما ينال الزوج من زوجته !
وهذه ثلاثة توجيهات نخرج بها من هذا الموقف لأم سليم رضي الله تعالى عنها :
أ- أي عذر من الأعذار التي تقدمها الزوجة لزوجها، مبررة بها امتناعها منه يمكن أن يفوق حزن الأم على وفاة ولدها؟! وولدها الوحيد آنذاك- كما جاء في بعض الروايات- ؟! أليس في هذه الصحابية الجليلة أسوة للزوجات المسلمات ؟
ب- معروف أن للغرائز ضغطاً على أعصاب الإنسان، ولهذا تزداد ثورة الإنسان إذا تلقى خبراً مزعجاً وهو تحت ضغط غريزة أو أكثر. وهذا ما يعبر عنه الناس حين يلتمسون العذر لهياج إنسان(( اعذروه فهو جائع لم يأكل منذ الصباح ))، أو (( اعذروه فإن زوجته مسافرة )) .
ولهذا فإن الحكيمة أم سليم لم تشأ أن يتلقى زوجها خبر وفاة ولده إلا بعد أن يلبي غريزة الجوع وغريزة الجنس.. ليكون أكثر تسليماً ورضى. لقد قدمت إليه العشاء لتلغي ضغط غريزة الجوع، وجعلته يصيب منها لتلغي ضغط غريزة الجنس .
ج - لتعلم الزوجة أن أجرها على استجابتها لزوجها كبير، في الدنيا والآخرة. ولقد وجدنا عدة ثمرات قطفتها أم سليم رضي الله عنها في موقفها الحكيم ذاك :
- تلقى زوجها خبر وفاة ابنه بالرضى والتسليم رغم حبه الشديد له
- أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على صنيعها ووصفه بالصبر .
- نتج عن هذه الاستجابة حمل عوضها الله به عن ولدها الذي مات. بل تسعة أولاد كلهم قرؤوا القرآن رزقت بهم فيما بعد.
إنه ارتقاء سامق عظيم، من هذه الصحابية الجليلة، يصلح ليكون من ضمن مناهج تعليم الزوجات فن مساكنة الزوج، وحسن التبعل له، في هذه الأيام التي تتصاعد فيها نسب الطلاق تصاعداً خطيراً .
هل لزوجة، بعد هذا، أن تتعلل بأي علة من العلل، أو عذر من الأعذار، خاصة إذا كان مبعثه المزاج، أو الهوى، أو العناد، أو غيره من المبررات التي يمكر أن تتجاوزها، وتستطيع أن تتعداها، مع توفيق الله تعالى، وابتغاء رضاه سبحانه (لتتذكر كل زوجة تمتنع من زوجها أن أم سليم رضي الله عنها لم تمتنع من زوجها بعد وقت قصير من وفاة ولدها، فلذة كبدها،بل لعلها هي التي تقربت من زوجها وعرضت نفسها عليه .
إنه ارتقاء سامق عظيم، من هذه الصحابية الجليلة، يصلح ليكون من ضمن مناهج تعليم الزوجات فن مساكنة الزوج، وحسن التبعل له، في هذه الأيام التي تتصاعد فيها نسب الطلاق تصاعداً خطيراً.
من كتاب الى المتمنعة عن زوجها للاستاذ محمد رشيد العويد
8
668
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
رافعه الهامه
•
الله يجزاك خير على هذا الطرح المفيد جعله الله في ميزان اعمالك
الصفحة الأخيرة