بعد القسم الأول من المادة، الذي تابعنا فيه مكونات الأرز، وأهميته وانتشاره بين الناس، نستكمل القسم المتبقي بمعلومات تفصيلية عنه، وخاصة فيما يتعلق بالعلاجات التي يقدمها، وعلاقته بالبدانة.
كيف يساعد الرز في زيادة الوزن؟
هناك اعتقاد شائع، بأن الرز يساعد على زيادة الوزن والسمنة، ويقول الكثيرون: "إن النشويات الموجودة في الرز، تتحول إلى سكريات". وهذا الأمر صحيح، ولكن إليك الحقيقة التالية:
تتحول النشويات الموجودة في الأرز، كما في البطاطس والمعكرونة وغيرها، إلى سكريات، ولكنها تختلف عن السكريات الأخرى الموجودة في الشوكولاه والحلويات وغيرها، لأن السكاكر المتحولة من النشويات، هي سكريات بطيئة الامتصاص. على خلاف السكريات الموجودة في الحلويات، فإنها سكريات سريعة الامتصاص.
والسكريات بطيئة الامتصاص، تساعد الكثير من مرضى السكر، لأن مفعولها طويل الأمد، حيث تساعد مرضى السكري على عدم انخفاض السكر في دمهم لفترة طويلة نسبياً.
والنشويات تتحول إلى سكريات، بفعل العصارة الهاضمة، أو اللعاب، ويحدث تحوّل النشويات إلى سكاكر، بالقدر الذي تتعرض فيه النشويات لهاتين المادتين الحيويتين.
وبشكل عام، ينتمي الأرز إلى فصيلة "السكريات والنشويات"، والتي تمد الجسم بالحرارة والطاقة، مثلها مثل القمح والذرة وبعض الخضروات وبعض البقوليات وغيرها.
الاستخدامات الطبية للأرز:
يمكن لماء الأرز، والذي يمكن الحصول عليه عبر غلي القليل من الرز مع الماء، المساعدة في تنعيم وتلطيف طبقات الجلد، وترطيبها، وامتصاص رائحة العرق منها. حيث يستعمل مسحوق الرز المطبوخ في التجميل، ويدخل في تركيبة بعض مستحضرات التجميل، بعد إضافة مسحوق (التالك) أو (البزموت) لتطرية الجلد وتليينه وامتصاص العرق.
ويستعمل بديلة للحبوب لمرضى الحساسية ضد الحبوب، لأن الأرز لا يحتوى على بروتين الجلوتين المسبب لتلك الحساسية .
ويشير بعض الأطباء إلى دور الأرز في معالجة الحروق الجلدية، وبعض أنواع الالتهابات، التي يطلق عليها اسم (Erysipeals). كما يمكن استعماله مع مرضى الكلى وحصر البول.
ويستعمل مسحوق الرز المطبوخ ككمادات ضد الالتهابات، كما يوصف ماء الرز لمعالجة الإسهالات خصوصاً عند حديثي الولادة والرضع، خاصة وأن الأطفال قد يتعرضون للإسهال بسبب الحليب الدسم. ويقوم الأرز هنا بدور المادة القابضة.
وصفة مغلي الأرز للأطفال:
وللحصول على هذه الوصفة، يوضع مقدار ملعقتين كبيرتين من الرز في كأسين من الماء، وترفع على النار مدة تكفي لتتحلل حبات الأرز، حتى تذهب معالمها، ويصبح الأرز مزيجاً أشبه بالنشاء. ثم يصفى المزيج بواسطة قطعة قماش نظيفة، فنحصل على مستحلب ذي لون يشبه لون الحليب، فيحلى بالسكر ويعطى للأطفال.
وبشكل عام، يبقى الأرز من أهم الحبوب التي يحتاجها الإنسان، نظراً لما يتصف به من قلة الدهون والكولسترول وعدم وجود الصوديوم وقلة الأملاح ومحدودية السعرات الحرارية، مع ضرورة أن يؤكل بجانبه الخضروات والفواكه، لتدعيم ما ينقصه من فيتامينات.
ولو أمكن أكل الأرز الغير مقشور (البني) لكان أكمل في الطعام، وأكثر في الفائدة، وأسلم للصحة، لكثرة الألياف والمعادن والفيتامينات في القشور.
الأرز والبدانة:
في النهاية، هل حقيقة أن الأرز له دور في البدانة؟
إن الأرز يبدو بريئاً إلى حد كبير من تهمة التسبب بالبدانة والسمنة، لأنه نفسه يوصف حمية لبعض البدينين، بشرط عدم إدخال الدهون إليه. وعملياً، يعطي الرز سعرات حرارية بدرجة معقولة (160 كالوري فقط لكل كوب من الأرز مطبوخاً)، وجدير بالذكر أن الخبز الأبيض أو أي مادة مصنوعة من الدقيق الأبيض تحوي ثلاث أضعاف ما يحويه الأرز من سكريات وسعرات حرارية، هذا إذا لم تتم إضافة السكر إليه، إذ يحتوي كل 100 جرام من الدقيق الأبيض على 67% سكريات (كربوهيدات \ نشويات).
وعليه، تتضح براءة الأرز بصورة كبيرة، من هذه التهمة.. والتي تنطبق على الوجبة الكاملة التي يتم أكلها مع الأرز، من دسم ولحم وحلويات، دون أي رياضة تساعد الجسم على صحته وعافيته.
:(:(:)
عبير الزمن @aabyr_alzmn
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️