هل يعاني ازواجنا من أزمة تدين ؟.... ( الزوج المتدين وتساهله في المعاصي)

الأسرة والمجتمع

في الحقيقة ترددت كثيراً في طرح الموضوع ..

لكن الذي دفعني إليه امور .. منها
ان كثير من الزوجات يتكلمن هنا عن ازواجهن ويُسبقِن كلامهم عنهم بانهم ملتحون ومتدينون وانهم مصلون .. وغير ذلك ثم يُتبعون كلامهم بان هؤلاء الازواج يشاهدون الأغاني وربما الافلام الجنسية وربما يهاتفون النساء ..

كثير من الرسائل الخاصة تصل من هنا وهناك تؤكد على هذا الامر مما يعني انه ليس حالة خاصة ..

سنحت لي الفرصه لقرائت موضوع هنا في القسم عن تحرشات الرجال بالنساء في الاسواق .. وذكرت الاخوات حوادث ( مهوووله ) في الحرم وفي الطواف ومن اناس ملتحين وضاهرهم التدين .. :232:

وقبل ان نطرح الموضوع .. لابد ان يكون متقرراً لدينا امران :
الأول : ان هؤلاء لايعدون من المنافقين ولا نعني بذكر اغلاطهم اننا نتهمهم بالنفاق .. بل كل انسان معرض للوقوع في الخطاء

الثاني : لايعني الكلام هنا ان من لم يكن ضاهره الصلاح او لديه بعض المخالفات الشرعية .. ولكنه يعدل بين زوجاته او لا يحادث النساء انه افضل ممن حرص على الالتزام بالدين لكنه اخفق في بعض الامور .. بل المقياس هو شرع الله فمن تمسك به اكثر كان من الله اقرب واحب

ثم نقول ...

سؤال : ماذا نعني بالتدين .. وهل هو المظاهر الخارجية فقط ؟ كاللحية والثوب القصير
وهل وقوع بعض المتدينين في بعض الاغلاط ولو كانت كبيرة يخرجهم من هذه الدائرة ؟

لو قلنا ان التدين .. هو التزام العبد بشرع الله .. في اخلاقة ومعاملاته مع من يجاوره من زوجة واولاد ..
ويكون الإلتزام باداء الفرائض بالدرجة الاولى في اوقاتها : الصلاة , الصيام , الزكاة
الأبتعاد عن المحرمات بأنواعها : الزنا , الخمر , اكل الربا ..
ويحسُن في هذا الباب ان نذكر حديث ضماد بن ثعلبة ..الذي رواه احمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن طلحة ابن عبيد الله (( أن أعرابيا جاء إلى رسول الله ثائر الرأس فقال يا رسول الله اخبرني ماذا فرض الله علي من الصلوات قال الخمس إلا إن تطوع شيئا فقال اخبرني ماذا فرض الله علي من الصيام فقال شهر رمضان إلا إن تطوع فقال اخبرني ماذا فرض الله علي من الزكاة قال فاخبره رسول الله بشرائع الإسلام قال والذي أكرمك لا أتطوع شيئا ولا انقص مما فرض الله علي شيئا فقال رسول الله افلح إن صدق أو دخل الجنة إن صدق )) متفق عليه
وعلى هذا التعريف : يكون كثير من الناس داخلون في دائرة التدين والإلتزام :)

إذاً ليس هذا هو الإلتزام والتدين الذي نعنيه ..

الألتزام الحقيقي هو .. هو ان ينعكس هذا السلوك وهذه العبادات على ظاهر العبد وباطنة اما الباطن فأمره إلى الله عز وجل ..واما الضاهر فهو ما يبدوا لنا من اطالة اللحية وتقصير الثوب واستخدام العبارات الإسلامية في الحديث والمحافظة على السنن والنوافل وقراءة القران وترك الاغاني والملهيات ..
16
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عبدالسلام الصالح
تابع ( حتى ما تملون من طول الموضوع :) )

ويجب هنا ان اشير إلى جانب مهم .. بعض السلوكيات لا دخل لها في مسالة التدين .. مثل حب الطعام او رفع الصوت او الزواج من زوجتين او ثلاثة .. او غلظة الاخلاق .. وحدة الطبع

سؤال .. هل لو وقع المتدين بنوع من التقصير يكون كاذباً ؟
مثال على التقصير ... لو كان مثلاً يطيل النظر إلى النساء .. لو كان مثلاً يتبسط في الحديث مع النساء .. لو كان يشدد على زوجته ويعاملها بجفاء .. لو كان يشاهد الامور الجنسية ..لو لم يكن يعدل بين نسائه ؟

اعتقد ان مثل هذه الامور لا تخرجة من دائرة التدين .. كما انها لم تخرج غيره من دائرة الافضلية .. ومن الامثلة على ذلك :

المثال الاول : يوسف عليه السلام قال الله عنه ( ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه ) فهم يوسف وهو في مقام النبوة لا يعني عدم افضليته ..علما ان الذي ثبته هو الله وليس ذاته ونفسه ..

المثال الثاني : ماحدث من اخوة يوسف وهم الاسباط الذين هم من صُلب نبي ابن نبي ابن خليل الله لم يخرجهم من دائرة الافضلية

المثال الثالث : ماحدث من قابيل واخيه وهم ابناء ادم ولا يشك احد في تربية ادم لولديه .

المثال الرابع : ما حدث من نوح حين سال الله ان اينقذ ابنه وهو يعلم انه كافر .. ولا يعني هذا عدم اعترافة برحمة الله ولقد اعتذر بعد ذلك ..

المثال الخامس : ما حدث من يونس عليه السلام من مخالفة امر الله عزوجل وخروجه من قريته وهو مُغضب في الايات التي قصها الله علينا ..ولم يخرجه فعله عن دائرة الافضلية ومقام النبوة .. بل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يقل احدكم انا خير من يونس ابن متى)
المثال السادس : ماحدث من محمد صلى الله عليه وسلم حين قال الله تعالى (( وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً{73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً{74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً)) فالتثبيت من الله عز وجل ..

المثال السابع : ماحدث من الصحابي الجليل حاطب بن ابي بلتعة من مظاهرته للمشركين ومحاولته إبلاغهم بمسير الرسول إليهم ثم بين الرسول انه يحب الله ورسوله ..

المثال الثامن : ماحدث من الصحابي ورواه الإمام أحمد 1445 ومسلم 2763 4468 والترمذي 3112 والنسائي 7322 وبن جرير وهذا لفظه من طرق عن سماك بن حرب أنه سمع إبراهيم بن يزيد يحدث عن علقمة والأسود عن بن مسعود قال جاء رجل إلى رسول الله e فقال يا رسول الله إني وجدت امرأة في بستان ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها قبلتها ولزمتها ولم أفعل غير ذلك فافعل بي ما شئت فلم يقل رسول الله شيئا فذهب الرجل فقال عمر لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه فأتبعه رسول الله بصره ثم قال ردوه علي فردوه عليه فقرأ عليه ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) فقال معاذ وفي رواية عمر يا رسول الله أله وحده أم للناس كافة فقال بل للناس كافة

المثال التاسع : ما حدث مع الصحابي ابو محجن في معركة القادسية وهي قصة معروفة لا نريد ذكرها خشية الإطالة..لكن ملخصها انه شرب الخمر فحبسه سعد بن أبي وقاص ومنعه من الجهاد فقال ابياتا معروفة وهو في حبسه تدل على ندمة وعلى حبه للجهاد ..

والامثلة على ذلك كثيره ..

من هنا نصل إلى ملخص في نقطتين ..

1 - ان تدين الإنسان لا يعني انه في مقام العصمة او ان نبلغ به منازل الأولياء والصالحين بل إن كل انسان معرض للزلل والخطاء حتى المتدين .. وقد يصدر منه ما يصدر من غيره من معاصي وخطيئات..ولا ينبغي ان نجعل اللحية او الثوب القصير او غيرها من المضاهر هي المقياس الوحيد لتدين الإنسان وصلاحة

2- ان خطاء هذا الانسان المتدين لايعني ان نخرجة من دائرة الأفضلية وانه اصبح ساقطاً او منافقاً بل نعامل الناس بظواهرهم ونكل سرائرهم إلى الله عز وجل .. ونحسن الظن به ونرجوا له الخير والتوبة اكثر من غيره ونعتقد انه اقرب من غيره إلأى التوبة والرجوع ..

ودمتم ..
لــــــــــيــان
جزاك الله ياأخي على هذا الموضوع المهم لكن ألا ترى معي ان هذه الظاهره
في تزايد مستمر فأنا شخصيا أعرف رجالا يتساهلون مثلا في التحدث مع الخادمات والمزاح والسؤال عن احوالهن والضحك معهن (مثال) وهم أئمه لمساجد وملتزمين بكل الفروض ويتساهلون في الأمور التي تخص شهواتهم فمن الخارج هم ناس صالحين وهم صالحين ان شاء الله ولكنهم يلاحقون النساء بنظراتهم واحيانا بمحاولة التحدث معهن فعلا لدرجة اصبحت أحس ان كل الرجال سواسيه في مايخص هذا الموضوع أعذرني أخي الكريم لتحدثي بهذه الطريقه التي قد تكون مجحفه بحق الكثيرين وايضا لي تساؤل أخر لو سمحت لو حدث وكان هناك فعلا مثل هذا التصرف من أناس ملتزمين فماهو التعامل الأنسب معهم هل يكون بالتعنيف والتوبيخ ام بالتذكره بالحساب والعقاب ام بالتجاهل ولك كل تقديري وأحترامي
عبدالسلام الصالح
شكرا ً لك اخت ليان .. واعتقد اننا قبل طرح العلاج لابد ان نستكمل تحد يد الظاهرة ..
وننتظر منك ومن الاخوات وضع خطوط عريضة لهذه الظاهرة قبل الكلام عن العلاج ..
وكلامك يصب في تحديد الظاهرة .. والامثلة التي ذكرتيها كلها صحيحة ونسمع ونشاهد ما هو اكثر من ذلك ..

شاكر لتفاعلك ..



ملحوظة : ليس عيباً ان ننقد أنفسنا .. فهو خير من ان ينقدنا الأخرون
ياسمينة
ياسمينة
أخي عبد السلام ..

الموضوع رائع بالرغم من اني لم افهم بعض النقاط .. أو لنقل شعرت ببعض التضارب .. لا أدري هل هو بسبب عدم فهمي ؟؟؟

ولكن ما اود قوله .. أن المرأة حين تذكر ما يقع من زوجها المتدين .. لا بهدف اصدار حكم عليه ..
ولكن لأن الصدمة تكون أكبر فيمن رأت ظاهره التدين .. وباطنه عكس ذلك

فتلك التي اختارت هذا الزوج .. لابد أنها وثقت به ثقة عمياء .. ولكن جاءت النتيجة عكسية .. لذلك تتحدث عن كون ألمها ناتج من صدمة أعظم وأكبر من الحالات العادية ..

والأمر لا يقتصر على الزوج فقط .. فمثلا حين يتم اختيار مرشح أو مسؤل .. و تحمله أمانه و أنت تثق به بسبب تدينه .. ثم ترى سوء أفعاله .. فلابد أن صدمتك أكبر ..

الخطأ يقع من جميع البشر ..
من زوج متدين خائن
أو زوجة متدينة خائنة
أو زوج متدين يعظ الناس بالعدل في التعامل مع الزوجات .. ولا يعدل هو
أو زوجة تحتسب نفسها داعية وهي مقصرة في حق بيتها و زوجها ..

الدين ليس مجرد أداء فروض .. و إلا كان على الدنيا السلام .. و يا مرحبا بالزاني و الشارب و السارق و القاتل طالما يصلي و يزكي ويصوم ..
ولكن الدين سلوك وخلق .. ومن لم يتصف بذلك فهو منافق ..


ولا تنسى أخي أن بعضهم مستعد للحلف على القرآن .. كي يواري فعلته وهو غير نادم
كما لا تنسى أن البعض يكشفه الله مرة ومرتان فلا يشعر بالندم ..
و اعتقد أن ذلك نقص في الدين ..
لأن المصيبة أن الدين أصبح الآن موروثا .. فالواحد منا قد يكون تعود على الصلاة وهو يزني ( مع أن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر ) و اصبح يصوم وهو يسمع الأغاني .. و يحج وهو يتحرش بالنساء ..

فهل يكون من مثل ذلك ((( ملتزما ))) حقا ؟ وبماذا هو ملتزم .. فروض أم نواه وأوامر ؟؟

اذا كان الالتزام هو الفروض .. فاعلم أن الله ليس بحاجة إلى تعبدنا .. ولكن تلك علامات تدل على المؤمن .. انما الهدف الاسمى هو التعامل بين الناس .. ولذلك وضعت القوانين و العقوبات .
عبدالسلام الصالح
الاخت يسمينة .. تعقيب اكثر من رائع
ونحن فعلاً كما ذكرتي نطلب من الجميع إلا يعطي مسالة التدين الظاهري اكبر من حجمها الذي يجب ان تكون عليه ..
نعم هي مظاهر تبشر بخير ونرجوا لصاحبها التوفيق .. ونسأل الله ان يكون على خير .. لكن يبقى اننا في زمان فتن وان المعصوم هو من عصمة الله وسددة ..

كما واننا يجب ان نعلم ان المتدين وإن أخطاء فهو اقرب إلى الرجوع والتوبة وبحكم ارتباطة بأهل الخير وبالصلاة وبأماكن العبادة وبحكم ما يطرق سمعه من مواعظ وحكم صباح مساء فإنه يرجى له خير .. وتنفع معه موعظة وتذكير ..

شاكر لك مرة اخرى ,, وننتظر تعقيب الاخوات