لو أنك سألت أي شخص صغيرا أو كبيرا و قلت له أن الحجاب الكامل وتغطية الوجه للمرأة هو الأصل عند جميع المسلمات في جميع البلدان الإسلامية و كذلك الأقليات المسلمة???
لأنكر ذلك و نفاه لأنه لم ير ذلك و لم يعهده
لكنك لو سألت التاريخ فإنه سيجيبك بكل صراحة و يثبت لك
أن الإسفار عن الوجه لم يكن معروفا البته إلا عند غير المسلمات
و أن هذا البلاء حادث لم يحصل إلا في بدايات القرن الرابع عشر للهجرة
على يد عدد من نصارى العرب والمستغربين من المسلمين، ومن تنصر منهم بعد الإسلام
ليس كما يقول البعض أن هذا من عادات أهل نجد أو بعض الأتراك و من عرف بعض البلدن العربية
أضع بين يديك أمور تثبت ذلك من هذه الأمور :
الأول
الوثائق و الصور التي تثبت أن ستر الوجه من الحجاب المعروف عند المسلمات من أقطار العالم الإسلامي و يرجع تاريخ الصور إلى مئة عام تقريبا
فكانت تغطية الوجه هي الأصل قبل عام 1924م في جميع دول العالم الإسلامي
امرأتان من النساء في موستار بالبلقان و قد تحجبتا بحجاب عجيب لا تجد له مثيلا في أنحاء العالم إلا في هذه المدينة و هو يغطي جسد المرأة بأسره و لا يظهر منها شيئ حتى أصابعها


صورتان لبعض أشكال الحجاب الشائع في الهند


صور لبعض النساء في مصر


و هذه الصورة ألتقطت عام ( 1909 م)

و من بلاد الشام صور من سوريا نساء محجبات في شوارع دمشق


أما حال حجاب المرأة في أفغانستان
يتبع لحد يرد
مسلمات من باكستان
مسلمات من إقليم كشمير
الحجاب في اليمن
صور من الإمارات
و أيضا من الجزيرة العربية
نساء من الجزائر
ثانيا مما يثبت ذلك :
دعوات السفور الأولى التي دعت إلى كشف الوجه
دعوة قاسم أمين في بلاد مصر التي كانت بدايتها عام 1899 م بخراج كتاب سماه بـ تحرير المرأة حيث كان الهدف الأساسي لهذه الدعوة و الحملة السيئة هو كشف وجه المرأة و تبع ذلك من الشرور العظيمة ، وكانت هدى شعراوي أول مصرية مسلمة رفعت الحجاب هذا يدلنا أيضا دلالة قاطعة على أن الحجاب في ذلك الوقت الأصل فيه ستر الوجه عن الأجانب و عدم السفور .
و مما يدل على ذلك ما حدث في تركيا سنــة 1922 م بعد ما حكم مصطفى كمال أتاتورك دولة تركيا أسس نظاما علمانيا في بلد الإسلام و انقلب على كل شيئ له صلة بالإسلام و كان منها الأمر بكشف الوجه .
. قيام الملك زوغو بنزع الحجاب عن المسلمات في ألبانيا .
أصدار أبو رقيبة في تونس قانوناً بمنع الحجاب وتجريم تعدد الزوجات، ومن فعل فيعاقب بالسجن سنة وغرامة مالية !!
و في الجزائر لما تقرأ قصة نزع الحجاب، قصة تتقطع منها النفس حَسَرات، ذلك أنه سُخِّر خطيب جمعة بالنداء في خطبته إلى نزع الحجاب، ففعل المبتلى، وبعدها قامت فتاة جزائرية فنادت بمكبر الصوت بخلع الحجاب، فخلعت حجابها ورمت به، وتبعها فتيات
-منظمات لهذا الغرض- نزعن الحجاب، فصفق المسَخَّرون، ومثله حصل في مدينة وهران، ومثله حصر في عاصمة الجزائر: الجزائر، والصحافة من وراء هذا إشاعة، وتأييداً .
و كذا إستمرت في بلاد الشام و بعض مناطق الجزيرة العربية , و الله المستعان .
ثالثا :
إجــماع المسلمين العملي على أن النساء يخرجن ساترات وجوههن عن الأجانب و أن الخلاف في هذه المسألة لم يعد الكتب و مما يقرر ذلك كلام الحافظ بن حجر العسقلاني (733 - 859 هـ ) - رحمه الله - حيث قال في كتاب فتح الباري : ( و لم تزل عادة النساء قديما و حديثا يسترن وجوههن عن الأجانب ) .
و أختم بكلام الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد في كتاب حراسة الفضيل:
إن البداية مدخل النهاية، وإن أول عقبة يصطدم بها دعاة المرأة إلى الرذيلة هي الفضيلة الإسلامية: الحجاب لنساء المؤمنين، فإذا أسفرن عن وجوههن حَسَرْن عن أبدانهن وزينتهن التي أمر الله بحجبها وسترها عن الرجال الأجانب عنهن، وآلت حال نساء المؤمنين إلى الانسلاخ من الفضائل إلى الرذائل، من الانحلال والتهتك والإباحية، كما هي سائدة في جل العالم الإسلامي، نسأل الله صلاح أحوال المسلمين.
واليوم يمشي المستغربون الأجراء على الخطى نفسها، فيبذلون جهودهم مهرولين، لضرب فضيلة الحجاب في آخر معقل للإسلام، حتى تصل الحال
-سواء أرادوا أم لم يريدوا- إلى هذه الغايات الإلحادية في وسط دار الإسلام الأولى والأخيرة، وعاصمة المسلمين، وحبيبة المؤمنين: جزيرة العرب التي حمى الله قلبها وقبلتها منذ أسلمت ببعثة خادم الأنبياء والمرسلين إلى يومنا هذا من أن ينفذ إليها الاستعمار، والإسلام فيها -بحمد الله- ظاهر، والشريعة نافذة، والمجتمع فيها مسلم، لا يشوبه تجنس كافر، وهؤلاء المفتونون السَّخابون على أعمدة الصحف اتَّبعوا سنن من كان مثلهم من الضالين من قبل، فنقلوا خطتهم التي واجهوا بها الحجاب إلى بلادنا وصحافتنا، وبدأوا من حيث بدأ أولئك بمطالبهم هذه يُجَرِّمون الوضع القائم، وهو وضع إسلامي في الحجاب، وفيه الطهر والعفاف، وكل من الجنسين في موقعه حسب الشرع المطهر، فماذا ينقمون ؟ إنتهى كلامه .
هذا ما تيسر إيراده و الله تعالى أعلم .