همسات لأبنائي الطلاب أثناء الامتحانات
علي مختارمحفوظ
حث الإسلام على العلم، وحض على الاجتهاد في طلبه؛ بل جعله الفقهاء فرضا على كل مسلم ذكرًا كان أو أنثى، خاصة فيما يجب عليه أن يتعلمه، لتكون نيته خالصة لله، صافية لابتغاء مرضات الله، فيرفع الجهل عن نفسه، ويدعو غيره، وينفع بلده، وأيضا لتكون عقيدته سليمة، وليؤدي عبادته بصورة صحيحة، ويحسن معاملاته مع الناس، ويتقرب إلى الله تعالى بطلب العلم النافع.
ومن مستلزمات طلب العلم وتحصيله اجتياز الامتحانات؛ لا للحصول على الشهادات فقط، بل بنية طلب العلم لله وأن ينفع نفسه وأمته، وإذا وضع الطلاب هذه النية الصالحة نصب أعينهم؛ و علموا أن الامتحانات وسيلة للوصول للأهداف النبيلة والغايات العظمى؛ فسوف يستعدون لها مبكرا، و يواجهون الاختبارات بيسر، ويؤدونها بسهولة؛ ويتخذون الأسباب الكفيلة بنجاحهم بل بتفوقهم في الاختيارات.
ولكن لابد لأبنائي الطلاب والطالبات من مراعاة بعض الأمور:
فأولا: حسن التوكل على الله
نهمس في آذانهم بأنكم قد أديتم ما عليكم، وأخذتم بالأسباب، واجتهدتم؛ وأخلصتم العمل لله، ونظمتم الأوقات مع مواعيد الصلوات، وحضرتم المحاضرات، واستمعتم لنصائح المعلمين أو المعلمات، فلا تقلقوا وتوكلوا على الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، واستعينوا في الأيام الاختبارات بربط بقية أموركم بالإيمان.
ثانيا: الاستفادة من حالة انكسار القلب.
فأنت أخي الطالب / أختي الطالبة الآن في وقت حاجة، أو شدة، فتشعر بحاجتك وفقرك لله، وتنكسر وتتذلل بين يدي الله، وتدعو الله عز وجل مع الإلحاح والتكرار، وتتوجه إليه بصدق وتدعوه بإخلاص، مستغلا أوقات إجابة الدعوات، متعرفا على بقية آداب الدعاء، وتتوجه إليه وحده سبحانه أن يوفقك في أداء الاختبارات، وأن يفتح عليك ويذكرك ما قد تنساه.
وعليك أن تتذكر وأنت في حالة انكسار القلب:
يوم وقوفك بين يدي الله سبحانه وتعالى؛ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وصحائف الحسنات خالية، وأعمالك الصالحة خاوية، وتستلم كتابك أو صحيفتك بشمالك! فلماذا لا تبدأ بالندم من الآن، والاعتبار بفترة الامتحان الذي يحتاج لقوة التجهيز وحسن الاستعداد.
أو إذا فاجأك الموت وأنت لم تقدم الأعمال الصالحة التي تنفعك في سؤال القبر، فماذا ستفعل؟ وكيف تتصرف؟ ألا يدفعك هذا إلى وقفة صادقة مع نفسك؛ أنك إذا فرطت في الاستذكار قد تنجح في العام القادم؛ ولكن إذا خطفك الموت، ولم تعط لك فرصة أخرى فكيف تكون النتيجة؟ هل ستنعم بروضة من رياض الجنة في قبرك؟ أو بحفرة والعياذ بالله من حفر النار؟ ألا نعرف الفرق بينهما؟
ألا يذكرك هذا الفرق بين فترة اجتهدت فيها، وواصلت السهر والمذاكرة، وحافظت على الدروس، وأداء الواجبات، فكيف ستكون فرحتك عند أداء الاختبار؟ وكم ستكون سعيدا مع ظهور نتيجة التفوق والنجاح؛ وبين فترة أخرى كنت فيها مهملا، غير مواظب، وتتفنن في ضياع الأوقات في بعض المنكرات! ألا يدعونا هذا لمواظبة السير على طريق الاستقامة، والبعد عن طريق الغواية.
فعلينا أخي الطالب أختي الطالبة:
الاستفادة بهذه الفترات الإيمانية التي يكون الطالب فيها قريبا إلى الله تعالى، فيسأل المولى سبحانه وتعالى في أوقات إجابة الدعاء، وفي حالة انكسار القلب، يسأله إضافة إلى التوفيق في الاختبارات، والنجاح في أداء الامتحانات، وتسأله أن يبعدك عن رفقاء السوء الذي عطلوا أوقاتك في بعض الأحيان، وأشغلوك عن الدروس والاستذكار، و أن يقربك من الجلساء الصالحين، ويوفقك لمصاحبة الأخيار الطيبين الذي يعينونك على طاعة الله والاستقامة على طريق الجنات.
وتسأل الله تعالى أن يبعدك عن الأمور المضيعة للوقت، من رؤية برامج غير مفيدة على الفضائيات، أو الدخول على مواقع مضرة في النت، أو إجراء محادثات غير نافعة، أو الاتصال بمحادثات غير جائزة في برامج الشات، أو تضييع الأوقات في أمور غير مباحة، أو التنزه والخروج في رحلات أو لقاءات غير مفيدة أو غير جائزة.
وبذلك تنوي في الأيام القادمة نية صادقة، وتعزم عزما أكيدا بالابتعاد عن كل هذه المـُلهيات، مع الحرص على الاستفادة بجميع الأوقات لتكون في طاعة الله، مرتبطة بأوقات الصلوات، متفقة مع مبادئ الإسلام، وتوجهات القرآن.
وإن كنت مقصرا في طاعة والديك، أو عدم البر بهما؛ لأسباب قد تكون واهية؛ لأن والدك يوبخك أو يقسو عليك أحيانا، أو الأم تغضب عليك بعض الأوقات، فاعلم أن الوالدين يحبا مصلحتك، ويسعدا بنجاحك ويتمنيان تفوقك، ويقسو عليك أبوك أحيانا لتنشأ ابنا بارا تنفع نفسك، وتخدم أهلك وتفيد بلدك، فاندم عل التقصير في حق الوالدين، وتوجه إلى الله تعالى أن يوفقك للبر بهما، وادعو الله تعالى أن يعينك على طاعته وحسن عبادته، وأن يوفقك لطريق الاستقامة، وحسن الخاتمة.
</b></i>
اشراقة املّّ @ashrak_aml_23
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
امي نورة ...
•
جزاك الله خيرا ....تشكرااات
الصفحة الأخيرة