أماني2006

أماني2006 @amany2006

محررة ماسية

همسات بأذن عروس ....بدرية البليطيح

الأزياء والموضة

بدرية البليطيح
عندما تعانق سماء الحلم أرض الواقع.. وتتسلل عبارات التهاني أذنها لتستقر بقلبها المرتجف خوفاً وخجلاً من حياة جديدة لها خصوصيتها وتميزها فتدمع عينها وهي تفارق البيت الذي ضم طفولتها وصباها وهي تودع كل حائط وركن شهد معها سهر الليالي وسنوات الدراسة العصيبة ومكتبتها وكتبها المتناثرة حولها.. ودعت مرحلة سابقة واستعدت لفتح صفحة جديدة مع رفيق العمر الذي قررت أن يكون لها وحدها أو هذا ما أوحاه لها تفكيرها على ضوء اهتمامه بها وحرصه على تلبية كل مطالبها.. قررت أن ترسم لحياتها خريطة وتجعل مهمة الزوج هي التنفيذ فلا تريد أحداً يشاركها باهتمامه أو رعايته ولو كانت من حملته بأحشائها وسقته من دمها ووسدته راحتها من أفنت حياتها لإسعاده.. تغضب وتثور وترسم التكشيرة على وجهها عندما يلاطف والدته أو يداعب أخته ويمازحها أو يشتري لأخيه حاجة أو هدية.. تشعر بأنه ملكها لوحدها وخيره لها دون سواها.. تجن عندما تطلبه الوالدة وتسترق السمع ما ذا تريد من العجوز.. لم لا تتركنا بحالنا..؟؟ وبخبث منها تحاول إشغاله عنهم وعن مطالبهم بكثرة زيارات أهلها وتلبية مطالبهم وإكثار الطلبات عليه كي تنفذ الأموال فلا يجد ما يعطيهم يوم أهله من أطول الأيام بحياتها لا تخرج إلا وقد مضى من النهار معظمه.. تعتذر بوضع الماكياج والاستعداد وعندما تجد هناك انسجاماً بين أهله وأحد زوجات أخوته تقوم قيامتها وتتوعد بإلقاء اللائمة عليه أهلك بهم وبهم... ولم تفكر بسبب محبتهم لزوجة ابنهم التي تتحرك كالفراشة بمنزلهم تصب القهوة وتقدم الطعام وتشارك بكل شيء بينما هي كالضيفة الثقيلة حتى الابتسامة لا تجيد رسمها على محياها.. صور لها عقلها السقيم أنهم وحوش قد اعتادوا على الأخذ بسخاء وأنها لا بد أن تضع حداً للمأساة فأخذت تحيك القصص والافتراءات حول تلك الأسرة المسكينة والتي قد وضعت كل آمالها بأبنائها فالأم لا ترجو إلا الله ثم هؤلاء الأبناء... ولأن الزوج قليل الخبرة بالحياة ويحب زوجته حرص على عدم إغضابها خصوصاً وهو لم يصدق أن يكون لديه زوجة وبيتاً مستقلاً... وحياة مختلفة بكنف زوجة تمنحه كل ما يحتاج لم تعد الزيارات متقاربة فقد استطاعت أن تغير برمجة عقله وتبعده شيئاً فشيئاً عنهم وعن اجتماعاتهم... وعن همومهم ومطالبهم.. سمحت للغيرة أن تنهش قلبها فتنزع الرحمة منه.. وعندما بشرتها الطبيبة بالحمل أول ماقالت : لا تقول اسمي على فلانه أو علانه... لا تعلم تلك الزوجة أنها تسير بطريق بدايته النكران والجحود ونهايته مريرة هل سيستمر هذا الزوج بطاعة عمياء لها... والأبناء هل سيبرون بها وهل ترجو رحمتهم في حال عجزها أم ستكون الحياة قصاص.. مسكينة هي عندما أمسكت بباقة الورد ظنت أنها الأحق بالورد كله وأنها الوحيدة بهذا العالم بحياة زوجها وأن قدومها يعني طمس كل تاريخ الزوج ومسؤولياته تجاه الأم والأخوة بحب أو مساعدة.. !!
فهل تعي كل مقبلة على الزواج هذه الحقيقة قبل أن تضع خطواتها الأولى على عتبة باب الزوج.. هل تعي أن له أهل لهم به الحق رعاية وحباً.. وأن حبه لهم لن ينقص من مكانتها بل سيكون بذرة طيبة بأبنائها الذين يعتادون من والدهم على البر وحب الوالدين... وهل تعي أن أكثر ما يهدم بناء الزوجية ويزلزل أركانه كثرة الكلام واختلاق الأكاذيب لإبعاد الرجل عن أهله.. وهل تعي أن حبه لوالدته لا يقارن بحبه لها.. فإن استغنى عنها يوماً لن يستغني عن لحمه ودمه.. عليها أن تعينه على حبها والبر بها وملاطفتها وعدم ذكرها أمامه بما يسيء إليها مهما لاقت منها من مضايقات فهو بالنهاية سيعود لرشده ويعرف كيف يعيد حساباته... فإن كانت هي تنتظر حياة مقبلة فأم الزوج تقف على أطلال بيت قد بعثر الزمن أفراده وتبحث عن الحصاد والارباح.. فكم من امرأة جمعت القلوب وكم من أخرى شتت أسراً وقست قلوب بعضهم على بعض... وكم من ابن عاق عاد لأهله بسبب زوجة صالحة عملت لآخرتها قبل دنياها... فكانت حلقة الوصل وطريق الخير..


--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة اليمامة الصحفية 2007
تصميم وتطوير وتنفيذ إدارة الحاسب الالي - قسم الإنترنت
6
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بيادر الورد
بيادر الورد
كلام في الصميم....وما سطرته اناملها كاسهم اصابة بهِ كبد الحقيقة تستحق الشكر
والثناء عليه....وبارك الله فيكما من كتبت ومن نقلت وجعله الله في موازين حسناتكمـــــــا.
أماني2006
أماني2006
مشكورة أختي بيادر الورد على المرارو والتعليق الله يعطيكي العافيه
انوارالعمر
انوارالعمر
روعه وكلامها صح100%
ويعطيك العافيه عالنقل اللطيف ولاتحرمينا من الجديد:)
leibling
leibling
مقالة اكثر من رائعة تنقل واقع بعض الزوجات
مشكورة اختي اماني على نقلها لنا وننتظر المزيد:)
الله يعطيكي العافية
wـcـlـo g
wـcـlـo g
تسلم ايدك على النقل وتسلم يد بدرية على كتابة هالاسطر الرائعه