*** همسات رمضانية ***

ملتقى الإيمان


إن الحمد لله نحمده ونسعين به ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعملنا أنه من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق و البشر


من حِكمة الله سبحانه وتعالي أن فاضل بين خلقه زماناً ومكاناً , ففضّل بعض الأمكنة على بعض , وفضّل بعض الأزمنه على بعض .


ففضّل في الأزمنة شهر رمضان على سائر الشهور وأختصّه بمزايا عظيمة . لذا حُـرِيّ بنا أن نعرف لهذا الشهر حقه , وأن نُقدّره حق قدره , وأن تُغتنم أيامه ولياليه , عسى أن نفوز فيه برضوان الله تعالى



يا باغي الخير أقبل:

إن أبواب الأجر في الإسلام كثيرة وإن أسباب اكتساب الحسنات متعددة
وفي شهر رمضان تتضاعف أجور الأعمال الصالحة فضلاً من الله - عز وجل - على عباده،
وينادي مناد في أول ليلة من رمضان فيقول:
«يا باغي الخير! أقبل، ويا باغي الشر! أقصر»
رواه الترمذي والنسائي وحسنه الألباني.

ومن هنافي هذه الصفحات بعض همسات وأبواب الأجور في شهر رمضان اخترتها لكم نسأل الله القبول
اللَّهُمَّ انْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا , وَعَلِّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا , وَزِدْنَا عِلْمًا إِلَى عِلْمِنَا "
كيف نحصل على محبة الله ؟؟
وقفات مع حديث :
من حديث سعد وأبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
إذا أحب الله عبدا نادى جبريل إني قد أحببت فلانا فأحبه قال فينادي في السماء ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض
فذلك قوله تعالى : سيجعل لهم الرحمن ودا
وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل إني أبغضت فلانا فينادي في السماء ثم تنزل له البغضاء في الأرض
في هذا الحديث إثبات صفة المحبة لله عز وجل .. قال بعض السلف :
(الشأن كل الشأن في أن يحبك الله لا أنك تحب الله)
كل يدعي حب الله ولكن الشأن هل يحبك الذي في السماء ...
قال ابن القيم _ رحمه الله :
الأسباب الجالبة لمحبة الله والموجبة لها _ هي عشرة :
الأول : قراءة القرآن الكريم بالتدبر والتفهم لمعانيه
الثاني : التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض
الثالث : دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال
فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر .
الرابع : إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى
الخامس : مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها
وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومبادئها
السادس : مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الظاهرة والباطنة
السابع : وهو من أعجبها _ انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالي
الثامن : الخلوة به وقت النزول الإلهي في الثلث الأخير من الليل
لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية
بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
التاسع : مجالسة المحبين الصادقين .
العاشر : مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل .
عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
إن الله أعطى المؤمن الألفة والملاحة والمحبة في صدور الصالحين والملائكة المقربين ثم تلا :
((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ))



وكان هرم بن حيان يقول :
ما أقبل أحد بقلبه على الله تعالى إلا أقبل الله تعالى بقلوب أهل الإيمان إليه ، حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم
وقيل : يجعل الله تعالى لهم مودة في قلوب المؤمنين والملائكة يوم القيامة .
قلت : إذا كان محبوبا في الدنيا فهو كذلك في الآخرة فإن الله تعالى لا يحب إلا مؤمنا تقيا ولا يرضى إلا خالصا نقيا

جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه




17
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اخت المحبه
اخت المحبه
قرآننا ربيع صدورنا ، ونور قلوبنا ..


به تستقيم النّفوس وتصلح ، فترسم دربًا قويماً منهجه كلام الله
وهدي الحبيب المصطفى ..


:




{ إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْ‌آنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ‌ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ


يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرً‌ا كَبِيرً‌ا }


(الإسراء: ٩)
وفي شهر رمضان شهر القرآن ؛ حيث في محكم تنزيله :



{شَهْرُ‌ رَ‌مَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْ‌آنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْ‌قَانِ}

(البقرة: ١٨٥)







حريٌّ بالمؤمن الصَّالح أن يسارع خطاه في قراءة كتاب الله وتدبّر آياته الكريمة






يتعطر به وبمعانيه الجليلة ..


ولا يفوّت فرصته العظيمة ، بل يمشي بالختمة تلو الأخرى ،
فيربّي نفسه ويعوّدها أنه لا حياة ولا راحة دون القرآن .
اخت المحبه
اخت المحبه
ايهم أنت من هؤلاء؟؟ :

1_الملتزمين:
وهم الذين يتبعون الحق ولا يعاندون أو يجادلون فهؤلاء يكفي في دعوتهم بالقول الحكيم أن يبين لهم الصواب
علما وعملا واعتقادا وحينئذ ينقادون لذلك بإذن الله تعالى ولربّما المعلم الوحيد والكفيل بردّهم إلى جادة الإصلاح
بالتذكير وذلك باعتبار أن الإنسان ليس معصوما من الزلل ولا مأمونا من الخلل وأن من كان على هذه الشاكلة فطرته لا زالت سوية نقية متى وخزت استجابة، ولهذا قال تعالى: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) الأعلى: ٩.

2/ المخالفون
وينقسمون إلى قسمين:
أ_ العصاة: هم الذين عندهم غفلة وشهوات وأهواء من المسلمين تحملهم على اقتراف
"ما نهى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه في الكتاب والسنة الصحيحة وما ثبت من الآثار عن السلف الصالح

ب_ أهل الأهواء والبدع:
عرّف البدعة الإمام الشاطبي رحمه الله فقال:
"هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه" الاعتصام 1/28، ومنه سمي المتلبس بها مبتدعا -بشروطها طبعا شأنها شأن التلبس بالكفر- ومتبعا للهوى المضاد للهدي الإلهي والنبوي الوارد في الكتاب والسنة على فهم صالح سلف الأمة


عقوبة المخالفة:
باعتبار أنّ المبتدع قد خالف أحكام الشريعة عموما وخصوصا فقد أنزل عليه عقوبة
نظير حيدته عن الحق وتلبسه بالباطل قال تعالى في شأنه:
(لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) النور: ٦٣.
المرجع/
مقتبس من مجلة القرآن الكريم



اخت المحبه
اخت المحبه
ضآعفوآ آلإجتهاد في هذه آلليالي ، أكثروَآ من آلذكر
أكثروآ من تلآوة القرآن ، أكثروَآ من آلصلآة ، أكثروآ من آلصدقآت
آكثروآ من تفطير آلصائمين ، ففي صحيح مسلم أن رسولّ آلله كان يجتهد في آلعشر
ما لآ يجتهد في غيرهآ






آطلبوآ تلك الليلةِ آلزآهَية ، تلك آلليلة آلبهية ، ليلة العتق وآلمبآهآة ،
ليلة القرب وآلمنآجآة ، ليلة آلقدر ، ليلة نزول آلقرآن ،
ليلة خير من ألف شهر






آتركوآ لذيذ آلنوم ، وجحيم آلكسل ، وآنصبوآ أقدآمكم في جنح لياليّ ،
وآرفعوآ هممكم ، وآدفِنوآ فتوركم ونافسوآ أصحاب محمد صل الله عليه وسلم
حتى يعلموآ أنهم خلفوآ ورآهم رجالآ أصحآب تقىً وقيآم






اخت المحبه
اخت المحبه
اجمع كل شيء، واجعله لا شيء !!


عاتبني بقسوة ، رغم أنه الظالم ..

أساء إليّ أمام الجميع فشعرتُ بِهوان الكرامة ،
يستفزني في كل حين فأصبحت مشاعري قاتمة.
ماذا أفعل ، أأردّ إليه الإساءة أم أكتفي بقطع العلاقة معه !!
ها هي المشاحنات لا تكاد تنتهي فيما بيننا ..
ولو أننا جميعاً طبقنا هذا التفاعل السلبي معها لما بقيت علاقة مستمرة في أمتنا !!
والجانب المعتم الذي أخفي علينا هنا ،



أننا نشترك مع الطرف الآخر في تدهور العلاقات !

لكن كيف يكون ذلك ؟!
نفسر الكلام والحركات بنكهة إبليسية



فنبدأ بإساءة الظن ونطلق التحاليل السلبية،

فيولّد ذلك بغضاً بسيطاً تطوّره (الأيام وإنعدام اللقاء) لتجعل



منه بغضاً كبيراً ينذر بقطع العلاقات الأخوية ..

وحينئذ يا لها من مصيبة بل هي كارثة إجتماعية إذ بحدوثها تتناثر الذكريات



وتتبعثر الأخوّة ، معلنين الإستسلام لكيد الشيطان كي

يُجهز على ما تبقى منها..
ربما نتساءل ما هو الحل وكيف يكون السبيل لدحر هذه المصيبة ؟!
نقول لك :
اجمع كلّ شي من إساءة الغير لك أو إنتقاصك حقك



واجعله لا شيء فلا تقاطع ولا تحقد،

بل اعف واكظم غيظك فإن الله رافع شأنك ،



وإن قدرت على هذا فأبشر فإن هذا من قوّة إيمانك ..

:



{ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّ‌اءِ وَالضَّرَّ‌اءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ


وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }


(آل عمران: ١٣٤)


وقال رسوله :





وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ]

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم -المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2588خلاصة حكم المحدث:صحيح
وأرجوك أخي أن تأخذ هذا الكلام بعين الإعتبار



فلا تترك الشيطان وأحزابه يشمتوا بنا ،

وإن لم نتخطى ونتنازل لهفوات وزلات إحدانا للآخر



فلا عتب على أعدائنا في الإنتقاص منا وإستهوانهم إيانا !!
اخت المحبه
اخت المحبه
أصناف الناس في رمضان
جعل الله سبحانه وتعالى شهر رمضان مضماراً لخلقه، يتسابقون فيه لطاعته امتثالاً لقوله:
{فاستبقوا الخيرات} (البقرة48).
فسَبَق قوم ففازوا، وتخلف أقوام فخابوا. وقد أخبر سبحانه عن ثلاثة مواقف لعباده في تلقي أوامره وشرعه
فقال سبحانه:
{ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله} (فاطر:32)
فأصناف الناس في تلقي شرعه سبحانه ثلاثة
منهم مقصر في حق خالقه
وبعضهم آخذ بظاهر العبادة دون حقيقتها
وثالث عالم وعامل بحقيقتها وحكمتها.
ومواقف الناس في صيام شهر رمضان ينطبق عليها ما تقرر سابقاً وقد بينها الإمام الغزالي عندما اعتبر أن الناس
في صوم رمضان على ثلاث درجات صوم العامة، وصوم الخاصة، وصوم خاصة الخاصة.

أما صيام الصنف الأول -وهو صوم العامة-
فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة فحسب وليس وراء ذلك شيء. وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم عن هذا الصنف
من الناس بقوله:
(رُبَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش) رواه الإمام أحمد وابن ماجه، وحسنه الألباني.

وأما صوم الخاصة
فهو كف الجوارح عن الآثام، كغض البصر عما حرم الله، وحفظ اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة، وكف السمع
عن الإصغاء إلى الحرام، وكف باقي الجوارح عن ارتكاب الآثام، وهذا الصنف ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم:
(إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث ولا يَصْخَب، فإن سابَّه أحد أو قاتله أحد فَلْيَقُلْ إني صائم) متفق عليه.
ثم إن من صفات هذا الصنف أنك تجد قلبه معلقاً بين الخوف والرجاء، مستحضراً قوله تعالى:
{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون} (المؤمنون0)
إذ ليس يدري أيُقبل صومه، فيكون من أصحاب اليمين المقربين، أم يرد فيكون من أصحاب الشمال المبعدين المحرومين.

أما صوم خاصة الخاصة
فهو صوم القلب عن الأفعال الدنيئة، والأفكار الدنيوية، وكفه عما سوى الله سبحانه بالكلية
وقد وصف الغزالي صاحب هذه الرتبة بأنه مقبل بكامل الهمة على الله، منصرف عما سواه، متمثلاً -في كل ذلك-
قوله تعالى:
{قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون} (الأنعام:91)
وهذه رتبة الأنبياء والصديقين والمقربين من عباده المخلَصين.
فحقيق بالمسلم أن يربأ بنفسه عن صوم العوام -وهو صوم البطن والفرج- وأن يأخذ بنفسه إلى مراتب صوم الخواص
ليكون من المقربين عند رب العالمين، وَلِيَصْدُقَ عليه قوله تعالى:
{أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون}
(الأحقاف6)
والله الموفق.