همسه في اذن زوجة مقاتل[

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم
همسه في اذن زوجة مقاتل
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي اله وصحبه ومن والاه
اما بعد
كلمه ونصيحه من القلب اوجهها الي زوجة المقاتل؛ولكن قبل ان يتبادر الي الاذهان اني اعني بالمقاتل هنا الذى يقاتل في سبيل الله بسيفه
لا بل اعني الذى يقاتل في سبيل الله بلسانه وقلمه
نعم المقاتل الذى اختاره الله ليكون له داعيه
يذب عن الدين؛ويعلم الجاهلين؛ويكون سبب في هداية الحائرين؛وتوبة العاصين
نعم هو يجاهد في سبيل الله؛لايفتر عن الجهاد لحظه؛جهاده دائم ليس فيه هدنه؛وليس عنده دعة اوراحه
فمن اجل ذلك تجده يقضى جل وقته؛مابين القاء الدروس وكتابة المحاضرات؛والافتاء؛والرد علي المخالفين والمبتدعين؛ورد شبهات اعداء الدين؛وقراءة كتب الائمه المتقدمين
فليس عنده وقت كغيره للهو واللعب والراحه والاستجمام
فان اخلد للنوم فسويعات قليله؛وان اكل فلقيمات صغيره؛وان تواجد وسط اهله فلبرهة من الزمن يسيره
ومن هذه النقطه تتولد المشاكل في بعض بيوتات الدعاه؛اللاتي لايقدرن نسائهن طبيعة عملهم
ولتسمح لي زوجه المقاتل او الداعيه؛ان اذكرها في البدايه بنعمة الله عليها؛بان جعلها زوجه لرجل يدعوا لدين الله
وليس رجل يثبط عن دين الله
رجل يحارب من اجل الدين
وليس رجل يحارب الدين
رجل يامر بالمعروف وينهي عن المنكر
وليس رجل يامر بالمنكر وينهي عن المعروف
رجل وان شغل عنها فابلخير ومحاربة الفساد
وليس رجل مشغول عنها بالشر والافساد
رجل ان امرها فبطاعة الله وان نهاها فعن معصية الله
وليس رجل ان امرها فبمعصية الله وان نهاها فعن طاعة الله
وماذكرته من محاسن زوجك غيض من فيض
الست معي الان اخيتي الكريمه انك في نعمه يغبطك عليها الكثيرات من النساء اللاتي ابتلين بزوج لايعرف دين ولاخلق؛لايعرف الاالشهوات من اى طريق حصلها لايبالي من حلال او حرام
فلماذا اذا اخيتي تكفرين هذه النعمه وتعرضينها للسلب
اليس الذى اعطي بقادر علي السلب بعد العطاء
ويحك اخيتي؛الاتعلمين ان النعمه يجب علينا شكرها حتي لاتسلب
قال تعالي((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ))ابراهيم 7
وانا اسالك بالله اختي الكريمه هل انت شكرتي نعمه الزوج بافتعالك المشاكل معه؛واحالة البيت الذى من المفترض ان يجد فيه السكن والهدوء؛الي جحيم لايطاق؛بسبب ما تكليه اليه من الاتهامات في ذهابه وايابه!!!!!!!!!
اين الكلمات المعسوله!انت مشغول عني! انت لم تعد تحبني
انت؛انت؛انت
بل الادهي وامرمن ذلك ان هناك من الزوجات من تشهر بزوجها في كل مكان
بالله عليك كيف يعبد الله فضلا عن ان يدعوا الي الله من كان هذا
حاله يعيش في نكد وهموم
الا تعلمي اخيتي انك تعرضين نفسك لن اقول لغضب الله عليك بل لمحاربة الله لك
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب رواه البخارى
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله:معاداة اولياء الله من كبائر الذنوب
قال الامام النووى رحمه الله:المراد هنا بالولي المؤمن فمن آذى مؤمنا فقد آذنه الله:اى اعلمه انه محارب له والله تعالي اذا حارب العبد اهلكه فليحذر الانسان من التعرض لاى مسلم
قال الامام بن دقيق العيد رحمه الله:ان الله سبحانه وتعالي قدم الاعذارلكل من عاد وليا انه قد اذنه بانه محاربه بنفس المعاداه
وولي الله هو الذى يتبع ماشرعه الله فليحذر الانسان من ايذاء قلوب اولياء الله
انتهي كلامهم رحمهم الله
قال صلى الله عليه وسلم (( لاتؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين :
لاتؤذيه قاتلك الله،فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا))
رواه أحمد والترمذي ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7192).
والسؤال : هل توجد اخت مؤمنة تؤذي زوجها؟!
بالطبع لا / فاحرصي يا أختي على إدخال السعادة والسرور على زوجك فإن الغريب يأنس إلى
غريب مثله فعلينا ان نتراحم فيما بيننا لتكون المودة والرحمة بين الزوج وزوجته
ومما يعينك علي ذلك اخيتي؛ان تضعي امام عينيك؛انك لست زوجة رجل عادى؛بل انت زوجة مقاتل في سبيل الله
وانك بتهيئة الجو المناسب له من راحه وهدوء والقيام علي خدمته افضل قيام ومراعاة شئونه ومراعاة اهله وولده؛وحسن السمع والطاعه والتادب معه في الكلام؛والقناعه والرضا بالوقت اليسير الذى يقضيه معك؛والتغاضي عن بعض تقصيره في حقك؛وتقديمك لحق الله علي حقك
انك بذلك تجهزين غازيا في سبيل الله وانك لك من الثواب في دعوته الي الله مثل ثوابه
ما رواه البخاري و مسلم عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا..." .
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله
يؤخذ من مثال الغازي أن كل من أعان شخصاً في طاعة الله فله مثل أجره ، فإذا أعنت طالب علم في شراء الكتب له، أو تأمين السكن، أو النفقة، أو ما أشبه ذلك، فإن لكل أجراً مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيئاً ، وهكذا - أيضاً لو أعنت مصلياً على تسهيل مهمته في صلاته في مكانه وثيابه ، أو في وضوئه، أو في أي شيء فإنه يكتب لك في ذلك أجر.
فالقاعدة العامة: أن من أعان شخصاً في طاعة من طاعة الله كان له مثل أجره ، من غير أن ينقص من أجره شيئاً، والله الموفق
فكيف بك انت ايتها الاخت الكريمه؛وانت تعيني داعيه في دعوته الي الله اليس هذا من فضل الله عليك وشرفا عظيما لك
ولنا في الصالحات القانتات اسوة حسنه
كيف ازلن العوائق من طريق ازواجهن؛ليمهدن لهم طريق الدعوه الي الله
فهذه هاجر زوج ابراهيم عليه السلام؛يذهب بها وابنها الي صحراء جرداء؛ليس معهم انيس ولا جليس
فانظرى اخيتي ماذا قالت بعد ان علمت ان الله هو الذى امر زوجها بذلك
هل بكت هل تضرعت له ان لا يتركها وابنها في هذه الصحراء الموحشه؛هل ندبت حظها انها ليست كغيرها من النساء اللاتي يحظين بوجود ازواجهن معهن
لا والله بل قالت بلسان المؤمنه الراضيه بقضاء الله وقدره
كلمات لايقدر علي قولها اقوى الرجال لو كانوا في نفس ظروفها
((اذا لا يضيعنا))
السيدة خديجة وموقفها من الدعوة:
لقد كانت خديجة هي السكن والملاذ الآمن الذي يجد فيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنسه إذا استوحش، وكنزه إذا احتاج وأمله إذا استيأس، وطمأنينته إذا اضطربت من حوله الحياة،وكشأن المؤمنين في تلك الفترة العصيبة فقد حملت خديجة نصيبها من البلاء والشدة، وجاءت عليها المكاره والمحن تباعًا، ولكن لم تلن لها قناة، ولم تتنازل عن ذرة واحدة من الحق الذي أشرق في قلبها وأضاءت له جوانب حياتها، وتحملت شظف العيش والحرمان من نعيم الحياة الزائف وحبست مع زوجها والمؤمنين في شعب أبي طالب ثلاث سنوات كاملة حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ، ولكنها مع ضعف جسدها ووهن صحتها وتغيير ما اعتادت عليه من نعومة العيش وطيب المأكل والمرقد والمسكن – فهي سليلة المجد والشرف والوجاهة وصاحبة الغنى والثراء والنعيم – لم تعبأ بذلك كله في سبيل نصرة الحق والثبات على المبدأ.
خديجه التي آثرت نعيم الاخره علي نعيم الدنيا؛فلم تثني زوجها عن دعوته الي الله بل شدت من ازره قائله
«كلا والله لن يخزيك الله ابدا، انك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق، أبشر يا ابن عم واثبت فوالذي نفس خديجة بيده اني لارجو ان تكون نبي هذه الأمة».
ونأتي للموقف العظيم الآخر، وهو عندما كانت تذهب اليه في الغار فكانت تمشي من بيتها تحمل إليه الطعام والشراب، وتقطع المسافة بين بيتها وجبل النور وهي تقدر بخمسة كيلومترات واربعمائة متر تقطعها ذهابا وايابا، لا تكل ولا تمل، ثم تصعد الى الجبل الذي يبلغ ارتفاعه ثمانمائة وستة وستين مترا فوق سطح البحر. كل ذلك لتطمئن عليه، وتعينه على ما هو فيه، فاذا ما وجدته منشغلا في عبادته عادت وتركت الطعام من دون ان تزعجه تقديراً منها لتلك الخلوة وحرصا على عدم ازعاجه بأي شكل من الأشكال، تفعل ذلك وهي فرحة سعيدة..
وظلت هكذا تقف خلف زوجها وتسانده حتي توفاها الله رضى الله عنها وارضاها
وهذه أم سلمة و زوجها و ابنهما كانوا من أوائل المهاجرين،
و بينما هم في طريق الهجرة أوقفتهم عائلة أم سلمة،وقالوا
لأبي سلمة:" هذه نفسك غلبتنا عليها، لكن هذه المسكينة ما ذنبها أن تأتي معك، و الله لا تخرج معك أبدا"،
فانتزعوا أم سلمة و ابنها من أبي سلمة، فاضطر أبو سلمة للهجرة بمفرده، فجاء أهل أبي سلمة و قالوا لأم سلمة :"
أهكذا فعل أهلك فوا لله لا نترك ابننا عندآم، و لنأخذن ابننا، فوقع سلمة بين أهله لأمه و أهله لأبيه، كلم منهم يجره من ذراع،حتى خلعت كتفاه و أخذه أهله لأبيه،
و هكذا و بعدما كانت العائلة مجتمعة أمسى الآن أبو سلمة في المدينة، و سلمة محبوس عند أهله لأبيه،
و أم سلمة محبوسة عند أهلها،
تقول أم سلمة:" ثم قال لي أهلي" أخرجي فلن تستطيعي
الهجرة الآن بعدما أخذ أهل زوجك إبنك منك" ، تقول:
" فبقيت سنة كاملة، أذهب كل يوم إلى المكان الذي أخذ فيه ابني و زوجي، فأبكي حتى المغرب، و أعود إلى بيتي
ثم أعود في اليوم التالي، تقول فوا لله لا أعرف أحدا بقي سنة يبكي، حتى مر علي رجل من أهل زوجي، فوجدني أبكي
فذهب إلى أهل زوجي وقال :
" حتى متى تتركون هذه المسكينة ردوا إليها ولدها،
فردوا إلي ابني بعد سنة.
فلتتعلمي اخيتي منهن التضحيه التي يغفل عنها كثيرا من الناس الامن رحم ربي؛ التضحيه التي هي روعة العطاء
ولقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.. لقد بذل صلى الله عليه وسلم وبذل أصحابه النفس والمال والوقت والحياة في سبيل الله تعالى. ولقد أبرموا صفقة التضحية, فكانت التجارة الرابحة, وكانت الجائزة الجزيلة والجنة العالية, قال الله: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} .
لقد عاشوا معاني التضحية في كل حركاتهم وسكناتهم, في سبيل الله, وبذلوا الجهد الجهيد, والوقت الثمين, في سبيل الله
اختاروا السلاح على اللقاح, والجياد على الأولاد, ولم تشغلهم أعباء البيت عن الجهاد, ولم تشغلهم الأموال والأعمال عن الخروج في سبيل الله
ولتعلمي اختي الكريمه ان ماتبذليه في سبيل الله لايضيع
وقبل ان اختم كلامي معك دعيني اوجه اليك هذا السؤال
لوكنت تحملين في صدرك بعض الهموم هل كنت ستشعرين بلذة الحياة وسط هذه الهموم؟؟
بالطبع لان الهموم تنغص كل لذة ومتعه
فما بالك بزوجك الذى يحمل اعظم الهموم الا وهو هم الدين
فهلا اعنتيه علي حمله؛اعانك الله علي ذكره وشكره وحسن عبادته
وفي ختام كلامي اسال الله باسمائه الحسني وصفاته العلي ان يجعلني واياك من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
انه ولي ذلك والقادر عليه
هذا والله هو الهادى وهو سبحانه الموفق الي سواء السبيل
كتبته
فاطمه ابنة البدر

2
502

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عصيرخوخ
عصيرخوخ
لااله الا الله