فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ همس المشاعر ـ ـ قرآن الفجر ـ مع الرافعي

الأدب النبطي والفصيح




تقدمتي للخاطرة ~
........... ..........
الفجر..بهجة العمر بمهجة الحياة
و أول افترار لغرة الصباح ، وأنقى أنفاس يومنا ..
وأسعد لحظاته وأعمقها حضوراً في القلب 💕
تشف وترق فيه المعاني المترعة بالإيحاءات الروحية الإيمانية ..
على سطور القلب المتفتحة أكمامه وتنثال عذوبه وتدفقاً
كسلسبيل ماء يتلألأ فوقه همس الشعور ..!
قرآن الفجر .. بوح الرافعي.. قرأته
فخطف روحي من حاضرها .
وعلّقها قنديلاً يتراعش مع فوانيس مساجد الأعوام الغابرة
في لحظات يقف فيها الزمن بخشوع ..
حين يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.. من الفجر!.
سطور الرافعي في ( قرآن الفجر ). .
تلهم الخيال وتذكي الإيحاءات ..
وتنطلق في سماء الروح اللامحدودة على كف الطفولة المسحورة
وتحلق عالياً.. !
تجوب فضاءات معطرة بمسك الأطياف الروحانية ..
لنعيش معها ..!
🌼🍃🌼
سطور في حياة الرافعي :
........... ............
ولد في دمنهور وكان أبوه كبير القضاة الشرعيين في هذا الإقليم،
وفي العاشرة من عمره جمع الرافعي القرآنَ كلَّه حفظاً وجوَّده بأحكام القراءة،
....... ........

وكان من عادة أبيه أنه كان يعتكف كل سنة في أحد المساجد
عشرة الأيام الأخيرة من شهر رمضان،فلا يبرحهإ الا ليلة عيد الفطر
وفي إحدى ليالي رمضان ذهب الصبي إلى والده في المسجد وبات عنده
وسجل في هذه الخاطرة المشاهدات التي طافت بروحه والروحانية التي
حفت المسجد في حضور صلاة الفجر ...

يقول الصبي الرافعي :
16
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
وأقبل الناس ينتابون المسجد، فانحدرنا من تلك العِلْيَة..
التي يسمونها الدكة، وجلسنا ننتظر الصلاة،
وكانت المساجد في ذلك العهد تضاء بقناديل الزيت..
في كل قنديل ذبالة يرتعش النور فيها خافتاً ضئيلاً..

يبص بصيصاً كأنه بعض معاني الضوء لا الضوء نفسه؛
فكانت هذه القناديل والظلام يرتج حولها ..
تلوح كأنها شقوق مضيئة في الجو..
فلا تكشف الليل ولكن تكشف أسراره الجميلة..
وتبدو في الظلمة كأنها تفسير ضعيف لمعنى غامض
يومئ إليه ولا يُبَيِّنُه..
💫
فما تشعر النفس إلا أن العين تمتد في ضوئها...
من المنظور إلى غير المنظور كأنها سرّ يشف عن سرّ .
وكان لها منظر كمنظر النجوم يتم جمال الليل بإلقائه الشُّعل
في أطرافه العليا، وإلباس الظلام زينته النورانية..
فكان الجالس في المسجد وقت السحر يشعر بالحياة كأنها مخبوءة
ويحس في المكان بقايا أحلام...

ويسري حوله ذلك المجهول الذي سيخرج منه الغد،
💫
وفي هذا الظلام النوراني تنكشف له أعماقه منسكباً فيها روح المسجد ؛
فتعتريه حالةٌ روحانيةٌ يستكين فيها للقدر هادئاً وادعاً راجعاً إلى نفسه..

مجتمعاً في حواسه، منفرداً بصفاته، منعكساً عليه نور قلبه..
كأنه خرج من سلطان ما يضيء عليه النهار...
أو كأن تلك الظلمة قد طمست فيه على ألوان الأرض اختلاط آخر الظلام
بأول الضوء
ثم يشعر بالفجر في ذلك الغَبَش عند اختلاط آخر الظلام...
بأول الضوء شعوراً نديَّاً..
💫
كأن الملائكة قد هبطت تحمل سحابة رقيقة تمسح بها على قلبه..
ليتنضَّر من يُبْس، ويَرِقَّ من غلظه، وكأنما جاءوه مع الفجر ..
ليتناول النهار من أيديهم مبدوءاً بالرحمة مفتتحاً بالجمال..!
فإذا كان شاعرَ النفس التقى فيه النور السماويّ بالنور الإنساني
فإذا هو يتلألأ في روحه تحت الفجر.
💫
لا أنسى أبداً تلك الساعة ونحن في جو المسجد..
والقناديل معلقة كالنجوم في مناطها من الفلك..

وتلك السرج ترتعش فيها ارتعاش خواطر الحب،
والناس جالسون عليهم وقار أرواحهم ...
ومن حول كل إنسان هدوء قلبه، وقد استبهمت الأشياء في نظر العين؛

ليلبسها الإحساس الروحاني في النفس ..
فيكون لكل شيء معناه الذي هو منه ..
ومعناه الذي ليس منه ...
فيخلق فيه الجمال الشعري كما يخلق للنظر المتخيَّل.
💫
ساعة لا تنسى...
لا أنسى أبداً تلك الساعة، وقد انبعث في المسجد صوت غِرد رخيم،
يشقُّ سُدْفَةَ الليل في مثل رنين الجرس
تحت الأفق العالي وهو يردد هذه الآيات من آخر سورة النحل

إلى آخر السورة ...
💫
وكان هذا القارئ يملك صوته أتمَّ ما يملك ذو الصوت المطرب؛
فكان يتصرَّف به أحلى مما يتصرَّف القمري وهو ينوح في أنغامه..
وما كان إلا كالبلبل هزته الطبيعة بأسلوبها في جمال القمر..
فاهتز يجاوبها بأسلوبه في جمال التغريد.
قرآن الفجر ....
كان صوته على ترتيبٍ عجيبٍ في نغماته؛
يجمع بين قوة الرقة وبين رقة القوة،

ويضطرب اضطراباً روحانياً كالحزن اعتراه الفرح على فجأة؛
يصيح الصيحة تترجح في الجو وفي النفس،

وتتردد في المكان وفي القلب ..
ويتحول بها الكلام الإلهي إلى شيء حقيقي، يلمس الروح
فيَرفَضُّ عليها بمثل الندى...
💫
فإذا هي ترف رفيفاً، وإذا هي كالزهرة التي مسحها الطل.
وسمعنا القرآن طريَّاً كأول ما نزل به الوحي ..
فكان هذا الصوت الجميل يدور في النفس كأنه بعض السر
الذي يدور في نظام العالم،
وكان القلب وهو يتلقى الآيات كقلب الشجر يتناول الماء ويكسوها منه .
واهتز المكان والزمان ..!
وبدا الفجر كأنه واقف يستأذن الله أن يضيء من هذا النور!
وكنا نسمع قران الفجر، وكأنما محيت الدنيا..
التي في الخارج من المسجد وبطل باطلها ..
فلم يبق على الأرض إلا الإنسانية الطاهرة ومكان العبادة..
💫
وهذه هي معجزة الروح متى كان الإنسان في لذة روحه
مرتفعاً على طبيعته الأرضية.
أما الطفل الذي كان فيَّ يومئذٍ فكأنما دُعيَ بكل ذلك ليحمل هذه الرسالة
ويؤديها إلى الرجل الذي يجيء في من بعد؛
فانا في كل حالة أخضع لهذا الصوت:

(ادع إلى سبيل ربك )
وأنا في كل ضائقة أخشع لهذا الصوت:
(واصبر وما صبرك إلا بالله)

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
رحم الله الرافعي ..
ياالله ..!
مااروع تلك اللحظات الروحانيةالتي ننفصل بها..
عن تراب بشريتنا الملتصقة بالأرض
إلى ملائكية تحلق في أجواز الفضاء ..
وترفرف في فضاءات الإيمان بلا أجنحة..!!
المحامية نون
المحامية نون
ماشاء الله وقفة رائعة مع خواطر الرافعي رحمه الله
أخذتنا الى عالم من الصفاء الروحي ...
ماأجمله من تصوير بديع لأنفاس الفجر
فيض الغالية ...شكراً لك على هذا الجمال الذي أزدان بالمقدمة الرائعة التي سطرها قلمك السخي
جزاك الله كل خير 🌺🌼🌺
حنين المصرى
حنين المصرى
رائعة حقا
سلمت فيض على تلك الاجواء الروحانية الصافية التي انتقلنا اليها معك وكاننا نتشاركها مع الرافعي رحمه الله
دام العطاء حبيبتي ودمت بود وحب دائمين غاليتي فيض الواحة الرقراق وعطرها
زحمة سواليف
زحمة سواليف
بارك الله فيك