عطاء
عطاء
لاأعرف أيها الحبيب ..ماالذي جعل تلك الصور تخرج لي من صندوق الذاكرة لتمثل أمامي

قائمة لأحبابٍ كانوا معي في عامٍ منصرم شهدوك..أملوا أن يدركوك..كثر هم ...كانت آمالهم

ممتدة في اللقاء بك ..واعتناق أيامك..كم حدثوا أنفسهم أن يعجل في اللقاء ..فكيف سيكون

لقاء الأحبة بعد طول غربة!!؟؟

لكن يارمضان ...أين هم الآن؟؟؟

أين ذهبوا؟؟

أين رحلوا؟؟

كيف طاب لهم ألايعفروا الجباه..ويذرفوا الدموع سقيا لأرضك..؟؟

إيه يارمضان..غصة تعتلج في دواخل نفسي..لترسم للحزن ألف حكاية

لقد رحلوا وتركوك رغماً عنهم

لقد رحلوا وقد سطرت في صفحات الأماني ألف أمنية وأمنية في استغلال أيامك

لقد رحلوا وهم يؤملون...فهاجمهم الموت فقطع عليهم حبال الأماني..

ولم يدركوا..لم يدركوك..أيها الحبيب..وأدركنا نحن ..ترى ماذا صنعنا حين مدّ لنا

في الآجال ..وقطعت بهم الحبال!!!!!
عطاء
عطاء
أتشبث بما بقي من سود الليالي النيرات..

أحاول ألا تفر مني دقيقة وهيهات...

تتفلت الليالي ليطلع نهار يجبرني على الوداع والفراق

وهكذا..حتى تستسلم نفوسنا لأمرٍ قضاه الله...أنك قد رحلت يارمضان وتركتنا..

تركتنا وقد تركت أثراً في كل نفس ..فبركاتك لاتعدُّ ولاتحصى..

ونفحاتك أطفأت لهيب كل نفسٍ عطشى..

ولكن..هل نلام إذا أردنا المزيد يارمضان..أيام وليالي نكونها يارمضان!!!

نعيش صورة أخرى..

ونشتم أنفاساً زكية طاهرة..

وتدور أمانينا وأحلامنا ومشاريعنا ..بما سنقضي غدك الآتي..وكيف سنرضي

الرب عنا..يالله ماأجملها من هموم ..لوكانت ترفرف حول قلوبنا دائماً..لله وفيما يرضي

الله..هل حقاً سترحل؟؟

هل هان عليك أن تتركنا وقد تعلقت قلوبنا بك..؟؟

هل ستمضي على عتب من أعمالنا المخرومة ؟؟

هل تعد أن تعود يارمضان..أعواماً عديدة وأزمنةً مديدة؟؟

ترى هل سنكون في تلك الأعوام وتلك الأزمنة...من يدري؟؟!!
نــــور
نــــور
غاليتي عطاء

كتبت ردا هنا ولكنه قد مسح

وددت فيه أن أعبر لك عن مدى إعجابي بكل خاطرة خطتها يمينك



كلمة حق احتبست داخلي و أردت أن أوفيها لك

كل خاطرة أجمل من أختها


كلماتك يا غالية الرائع فيها أنها تسافر بنا بعيدا
تنسينا أننا أمام شاشة الكمبيوتر

تأخذنا لأجواء روحانية لطالما حلمنا بها

وفقك الله وزادك من فضله
عطاء
عطاء
أسعدك الله يانور..كم أسعدتني كلماتك..ليس لأنها كلمات إطراء وثناء

ولكن لأن كلماتي راقت لأخت فأدخلت على نفسها شعوراً غامراً

بالسعادة..

ماذا تكون همهماتي أمام ومضاتك النورانية يانور..أسعدك الله بلقياه..





هل هي الأيام الراحلة منك باتت بطيئة في الرحيل والمضي نحو أيام

لاتختلف عن غيرها من الأيام..أم أن نفسي التي سلمت لرحيلك

أخذت تتشبث بباقي وميض لعل نفسها تشرق..

يارمضاني الحبيب..

أخاف دائماً من اللحظات الأخيرة ..ولاأخير في عمل العبد مالم

يمضي إلى ربه..

قد تقول..مم الخوف؟؟

الخوف من لحظة التفات من النفس للعمل المنجز ..فتراه بعين

المعجب المستكثر على ربه..

الخوف من لحظات خيانة وخذلان من النفس التي أرجو أن تكون

تهذبت فيك يارمضان..تلك اللحظات التي هي حاسمة لأنها لحظات

امتحان وربما افتتان..

يارمضاني الحبيب..

كأنني أبثُّ روح العمل في العمل لكي يكون كغيره في أول الشهر

حتى لاأرجع على عقبي..بخفي حنين..

وحسن ظني بربي هو مايحملني على طرد تلك المخاوف

والاستمرار في استغلال الدقائق الأخيرة من عمرك يارمضان..

رمضان..

كيف سأكون في كل ليلةباقية من لياليك..

ترى يارمضاني الحبيب..هل حقاً تغيرت؟؟

أترك الجواب للأيام المقبلات
عطاء
عطاء
تخيل لو أنك بنيت بناءً ثم أتممته ولم يبق إلا أن تضع حجراً أوحجرين..ثم وقفت وتأملت هذا البناء

ونظرت إليه..فأي الآفات قد تهاجمك في وقوفك ذلك؟؟

*قد يعجبك البناء فتطيل النظر فيه وتنسيك فرحة الظفر والنهاية أن تتم البناء..فيمضي الوقت المتبقي

وأنت مشغول بالنظر مفتونٌ بالبناء..فهل ياترى سيتم البناء ولم يبق إلا ليالٍ يسيرة؟؟؟؟

*أو قدتنظر للبناء بعين الإعجاب فيثنيك ماصنعت عن إجادة مابقي وإن كان يسيراً فيدركك الزمان

وقد امتلأت نفسك بالرضا عمّا صنعت وإن كان غير تامٍ..فتخادعك بذلك وتثنيك..وتعدك بالمكافأة

وتقول لك:أنت أفضل من غيرك قد عملت كيت وكيت ..وهل البناء تمام؟؟ومتى يأخذ الأجير

أجره..أليس إذا أتمّ عمله؟؟

*أو قد تباطيء سيرك وعملك في الليالي الأخيرة...وتعدك بأن في الوقت فسحةفلم العجلة؟؟ وليس الأمر إلا وضع

حجرٍ أو حجرين..وما تعلم أن انقداح فتيل الهمة بعد تباطيء من الصعوبة بمكان..ومازال العبد يصبر

نفسه على السير ونفسه متقدة مشغولة بالعمل ولو وجد مشقة عظيمة..أهون عليه من ساعة يسايس

نفسه ويهادنها وينفخ فيها روح الجد وقد آثرت الركون والراحة في زمن العمل فإنها لاتحبذ المرابطة

على الثغور والسهر في الحراسة؟؟

كل هذه أحوالٌ مهلكة تعترضنا في دقائقك الأخيرة يارمضان ولن ينجينا منها إلا رحمة يمن بها علينا

الحي القيوم الذي يعلم ماتسر تلك النفوس وماتعلن وماهي عليه قد جبلت من التفلت من الطاعات

بل إدمان قرع الباب وإظهار الفقر والافتقار واحتقار العمل وإرجاع الفضل في العمل إلى من وفق

العبد للقيام به..

دقائق حاسمة تشتد النفوس علينا يارمضان تنازعنا عبودية الطاعة والامتثال ..

دقائق مرة مؤلمة تحترق فيها النفس احتراقاً لتنجو بما ظفرت به وتسلمه لربها عزوجل علّه يقبل

ويتفضل..

دقائق ترتفع همة النفس صعوداً ونزولاً في الدقيقة الواحدة وتدال عليك الحرب كرّاً وفراً عليك ومنك

فأي خلاصٍ تؤمل إن لم يمن عليك من بيده القلوب والنفوس سبحانه..

دقائق عصيبة لاينجيك منهاإلا المسارعة إلى الطاعات والانغماس في أنهارها العذبة وعدم

الالتفات لذلك الصوت المخذل المزهد في العمل..

إيه يارمضان أترانا نعاني حرقة فراقك أم حرقة فراق عوائدنا التي أنتنت منها نفوسنا..

حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان أولاً وآخراً...