هموم الفتيات .. لمـــــــاذا ؟؟

ملتقى الإيمان

" هموم الفتيات " موضوع يشكل اهتمامًا مشتركًا بين قطاعات كبيرة في المجتمع ، فبه ينشغل بال الوالدين ، ولمناقشته تجتمع المعلمات في المدارس ، وحول موضوعه يتباحث الدعاة والداعيات .. فيا ترى لماذا ؟

لأن الأمل المعقود عليك يا فتاة الإسلام كبير .
نأمل أن نرى فيك نموذج المؤمنة التقية النقية المراقبة لله عز وجل .
نأمل أن نرى فيك نموذج الشخصية المتميزة الفاعلة المعطاء .
نأمل أن نرى فتاتنا تلك المسلمة الربانية العابدة لله في كل أمور حياتها .
نأمل أن نلمس اعتزازها بانتمائها . وفرحها بفضل الله تعالى عليها بالإسلام .
فلا شيء والله أبهج للقلوب من هذه النماذج التي تؤذن ببشائر الخير والنصر للأمة .
ففتياتنا اليوم أمهات الغد وإما أن يكن صانعات لمجدنا ، أو مقدمات لهزيمتنا .

لنتصارح قليلاً .. ما هي هموم الفتيات ؟ ما الذي يشغل بالهن ؟

ولأن اللسان كثيرًا ما يفصح عما يكون في النفس من الهموم وما لها من الاهتمامات ،،
فسنستعرض نماذج من أحاديث فتياتنا :
أحاديث عن نجوم شاشات التلفاز ـ ولم يأخذوا من النجم سوى اسمه عند بعض السفهاء ـ ، وعن أهم مواقع المحادثات ومنتديات ( دردشة النت ) .
إحداهن تقول لصديقتها : لقد مللت حياتي ، كانت البارحة ليلة ثقيلة ، لم أجد شيئًا أفعله ، فأغلقت باب غرفتي ووضعت السماعات على أذني ومضيت أرقص كما على الشاشات كل يوم ... حتى تعبت فنمت !!

أحاديث أخرى لا تتجاوز صيحات الموضة ، وصرعات الزينة ، وأماني الدخول والخروج والتجوال ، تقول إحداهن : يومي مقسم على المدرسة والسوق و ( التلفون ) وتضيف ضاحكة : أو النوم و ( الطفش ) !!

وعند فتياتنا على مشارف التخرج الجامعي .. أحاديث عن المستقبل ، وهل سأجد وظيفة ما ذا أفعل بشهادتي ...

فهل يا ترى تقف هموم فتياتنا واهتماماتهن عند هذا الحد ؟!!

إن ميزان العدل يجعلنا لا نغفل نماذج فذة من فتياتنا نرى أعدادهن ـ ولله الحمد ـ في تزايد ، حملن من الهموم ما تتصاغر أمامه هموم كثير من الكبار ، فنرى أناملهن الرقيقة تكتب لتنافح عن الدين ، ونسمع صدى مواعظهن في المدارس والملتقيات ، ونراهن يتدارسن في مجالس العلم ، ويتزاحمن في حلق الذكر ، وتبهرنا إبداعاتهن في الدعوة ، ودورهن في كل المناسبات ومع جميع الفئات واغتنامهن لكل تجمع نسوي ليذكرن فيه بكلمة أو بطاقة أو قصيدة ، أو نشيد ، لا هم لديهن أكبر من هم الآخرة وهم الدعوة ونصرة الدين ، تقول إحداهن : همي الأول أن أرى نصر الإسلام نصرًا مبينا ، وتقول أخرى : أنا ألبس وأخرج وأفكر بزوج صالح لكنها هموم حياتية يومية لا تشغلني أبدًا عن هم الآخرة فهو أساس كل تحركاتي وسر سعادتي وحيويتي وأسأل الله الثبات ..
فإلى هذه النماذج بنفوسها الكبيرة أهدي تحية إكبار وأقول : لله دركن أينما كنتن . إن همومكن هموم مباركة شريفة ، فامضين موفقات مسددات ليغرف العالم أجمع من الفتاة المسلمة .

وإلى فتياتنا الحبيبات اللاتي جرين وراء هموم تافهة ، وتقلبن في تبعية مقيتة حتى غدت الأشكال غريبة ، والكلمات أعجمية ، ومظاهر السلوك غير مرضية أقول : تذكري هويتك ، واعرفي من أنتِ يا ابنة الإسلام ، وعودي لنبع سعادتك والله الله في صلاتك وفي حجابك ، التزمي بأمر ربك ،واهتدي بهدي نبيك تكفين همك وتملأ السعادة قلبك ..

وأهمس للحبيبات المترقبات لوظيفة أو زوج : لا تعيشي حياتك في قلق الانتظار .. فإن ما ترقبينه بيد الله تعالى .قد يأتيك وقد لا يأتيك وفي كل حال خير لك ، ولا تقلقي بشأن المال فالله تعالى سيكفيك أمرك ، فهو وليك ومصرف شأنك ..

أكثري من الدعاء بما ترجين .. واملئي حياتك بالعمل ـ ولو بدون وظيفة رسمية ـ اكتبي .. اقرئي .. شاركي .. ساعدي أمك .. اعتني بدراسة أخوتك .. علمي جاراتك ..
دور الأيتام تحتاج مساهمتك ، الجمعيات الخيرية تفتقر إلى مثل نشاطك ، الانترنت فرصة لك لتخدمي دينك ، إن مجال العمل والنفع كبير واسع فلا تجعلي خيارات إما وظيفة أو خمول ...
أما عواطفك الفياضة فأغدقيها على كل صغير ، اعتني بإخوتك الصغار ، لا في صغار عائلتك ، ليكن لأيتام الدور الاجتماعية حظًا ن حنانك .. واسألي الله أن يرزقك زوجًا وأبناء ولكن لا تعطي لذلك كل همك واهتمامك تمضين أيامك مترقبة ..

وهمسة في الختام لفتاة الإسلام أينما كانت : أنتِ الأمل فكوني في الناس كالشامة .. وارفعي رأسكِ عاليا معتزة بدينك ، متميزة باهتمامك .. حولي سلبكِ إيجابًا ، واجعلي إيجابكِ وثابا ...
فقد تكونين سببًا في هداية فتيات العالم الحائرات ...

ــــــــــــ
منقول من مجلة حياة ـ بتصرف يسير ـ
2
451

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

fraternity
fraternity
يزاج الله خير..وفي ميزان حسناتج..
وفقك الله ..وسدد على الخير خطاك..