( هموم فـتـيـاتنـا .. أحزان وأسرار ) ملف شامل في خضم الواقع

ملتقى الإيمان

( هموم فـتـيـاتنـا .. أحزان وأسرار ) ملف شامل في خضم الواقع



حورية الدعوة


رأيتها في أحد الزوايا الكئيبة قد انطوت على ذاتها .. الحزن قد عبث
في صفحة وجهها .. والهم قد علا محياها .. كانت هي واحدة
من مئات الفتيات اللاتي قد وقعن في وحل
الآلام والهموم .. وذُقنَ أشواك الأحزان والغموم ..

( فدعونا نقلب صفحات الحقيقة وإن كانت مؤلمة .. ونتجرع
كؤوس الواقع وإن كانت مرة )

وما ذاك .. إلا لنغوص في أعماق القضية .. والتي يتخللها آراء .. ومواقف.. وحلول .. واسفتاءات .. وغيرها ..
وهل تُستخرج الدرر إلا من الأعماق ؟!


كلمة لمشرف موقع الإسلام اليوم :
تعيش الفتاة المسلمة في عصر نا الحاضر وضعاً صعباً تواجه من خلاله جملة اشكاليات وتحديات تهدد وجودها النفسي وتأثيرها الاجتماعي وشخصيتها الاسلامية الواعية ..

فهي تقف أمام تحدي داخلي من خلال بعض مظاهر اللامبالاة التي تحيطها بها بعض الأسر نتيجة غياب الوعي الكافي بدور المرأة واهمية وجودها كحاضن للمجتمع المسلم وحارس امين لكيانه ..

وهي تعاني من مشكلات في التعامل السليم مع أسرتها ..الأم والأب والأخوة..وانتقالاً الى الصديقة التي تتعامل معها بمعزل عن الاسرة التي تشعر بعدم قدرتها على فهم مشاعرها
فتتحول الصديقة في كثير من الأحيان بوابة لتشكيل صورة نمطية سيئة عن الحياة قد تقودها الى الانحراف..مروراً بتحولات مرحلة المراهقة وماتحتاجه من مقومات معرفية مهمة لتجاوزها الى بر الامن والايمان..

انتهاء بعجلة التشويه المركز الذي تطالعه عبر الانترنت والفضائيات لصور تروج على انها نماذج لنساء عصريات تختفي ورائهن صور الحياء وتتكشف المرأة الغربية كقائد للرذيلة مما اجج في بعض الفتيات ونتيجة ظروف موضوعية تجمعت امامهن الانبهار بالنموذج النسائي الغربي والانجرار خلف أبهة هذه الظهور الهش..
انتهى كلامه وفقه الله ...



فمن طبيعة الإنسان سواء كان رجلا أم امرأة .. صغيرا أم كبيرا .. أن يكون لكل واحد منهما همومه وأحزانه وأفراحه وأتراحه .. ويختلف كل واحد منهما عن الآخر على حسب ما يلي :

1 ـ العمر :
فنجد مثلا هموم الفتاة ما قبل سن المراهقة تختلف عن همومها ما بعد سن المراهقة ..
أوهموم الفتاة تختلف عن هموم المرأة الكبيرة في السن ..

2 ـ المجتمع الذي تعيش فيه :
فهموم فتاة أو شاب القرية والذي يسكن في مدينة ريفية يختلف عن ذلك الذي يتربع في وسط العاصمة ..
وكذلك هموم الفتيات اللاتي من مجتمع ديني ملتزم تختلف همومهن عن فتيات من مجتمع غير ملتزم ..

لأن لكل ذلك تأثيره الكبير على بني آدم .. فالمجتمع والمؤثرات هي التي تشكل شخصية الفرد بل وهي التي تنمي تلك النفس" نفسية الإنسان " وتسيطر عليها .. وليس الإنسان هو الذي يسيطر على المجتمع أو المؤثرات كما يتفوه بها البعض ..

3 ـ على حسب علمها وثقافتها :
نجد مثلا هموم الداعية تختلف عن هموم المرأة العادية
هموم المتعلمة تختلف عن هموم الجاهلة
وهكذا ........

وبعد كل هذا .. نقول :
وأيضا تلك الهموم نفسها تختلف فيما بينها .. فمثلا نجد - في سن واحدة - أن هناك هموم تتلعق بأشياء دنيئة كمثل تعلق الفتاة بلاعب أو ممثل أو غير ذلك عافانا الله من ذلك .. أو هموم دنيوية فأضحى لكل واحد هم من هموم الدنيا يتبعه ويجري خلفه !

أو نجد هموم يسطرها التاريخ ، وتحفظها الأمجاد ، كمن أضحى قلبها معلقاً بالآخرة فهي تعمل لها حتى ملكت لبها وعقلها ..
أو تلك التي تحمل هموم أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي تذبح كالشياه وتُسال دمائهم وتراق في الطرقات بلا مراقبة لجبار السماوات والأرض لا حول ولا قوة إلا بالله .. أو نجد من تحمل هم الدعوة وتبيلغ الرسالة وغير ذلك ..

أو نجد هموم شخصية كمثل هم مرض أصابه أو هم العمل والوظيفة وغير ذلك وهذا الهم بذاته ليسنا في محل الحديث عنه الآن ..

وبعد ذلك ........
وكما ننظر في مجتمعنا الآن .. وفي زماننا هذا زمان الفتن والمغريات .. نجد في المدارس وفي
المجتمعات أن غالب هموم الفتيات تتعلق بشيئان لا ثالث لهما :
1 ـ فتيات همهن بتلك الممثلة فلانة أو الممثل فلان أو الجري وراء الموضات والأغاني الماجنة سواء عن طريق الفضائيات أو عن طريق أشياء أخرى .. وبذلك نجد نفوسهن ضيقة يعلوها الكآبة وكل هذا نتيجة للبعد عن الله تعالى وصدق الله سبحانه وتعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )

هذه احدى الفتيات نشرت قصتها في إحدى المجلات الإسلامية فكانت تقول :
(( تطلب المرأة – في جميع أحوالها .. وفي جميع مراحل عمرها - الأمن والحب والسعادة
ولكن السؤال : كيف سيتحقق لها ذلك ؟

سأروي قصة حياتي مختصرة .. لأرى جوانب الأمن .. والسعادة .. والحب :

نشأت في عائلة ثرية جداً ، طفولتي سعيدة هانئة .. ولكن في مرحلة المراهقة انتابني شعور بالوحشة
والضجر .. شعرت بأن المال والجاه والشهرة وحتى الجمال لا يحقق لي الطمأنينة في نفسي .

كنت أشتري الملابس الغالية فأكون سعيدة للحظات ثم يكون شيئاً عادياً لا إثارة فيه .. تقدم لخطبتي كثير .. أقارب وأباعد فالصفات : جمال ومال ونسب وحسب .. تزوجت زواجاً سعيداً وما زلت لا أشعر بالأمن مع أنني أمتلك الثروة والزوج ..

قلت لعلي بعد الإنجاب أشعر بالسعادة التي تبقى ولا تزول سريعاً .
وبعد الإنجاب لا تتغير ، كل شيء عادي روتيني .. سعادة لحظات قليلة ثم يعود كل شيء على ما كان عليه .
أحسست أن هناك شيئاً أفتقده سيحقق لي السعادة الدائمة التي لا تنقطع والأمن المستمر والطمأنينة ولكن ما هو الشيء الذي أفتقده ؟
إن جميع مُتع الدنيا حولي .. فما هو الشيء الذي ينقصني ؟
وأين أجد السعادة التي لا تنقطع ؟

لقد بحثت في نفسي .. ماذا تريدين ؟
وما هو الشيء الذي لم تحصلي عليه بعد ؟
فأجابتني …… أريد أن أكون قريبة من الذي بيده السعادة الحقيقية لكي يعطيني إياها ..
لقد عرفت ما تريدينه يا نفسي .. عرفت لماذا أنت مضطربة .

إنك تشعرين بالوحشة لأنك بعيدة عن الله .. فلماذا لا تقتربين منه فتأمني وتشعري بالسعادة الحقيقية .. لقد تداركتني رحمة الله تبارك وتعالى .. وهداني إلى صراطه المستقيم ، أسأل الله لي ولكم الثبات .

كنت في السابق أُصلي متى استيقظت من النوم .. أغلب الصلوات أؤديها بلا خشوع ولا طمأنينة .. ولم أكن أحافظ على الأذكار .

وبعدما حافظت على الصلوات في أوقاتها مجتهدة على أدائها بأكمل وجه وحافظت على الأذكار .. تبدلت حياتي .. اطمأنت نفسي وهدأت روحي .. مسكينة أنت يا روحي .. كم كنت أحرمك من زادك الحقيقي .. كنت أُطعم جسدي بإسراف ولكني أُقتر عليك . . ما أقصر نظري وما أصغر عقلي .. حيث ظننت أني أسعدك بالذهاب والإياب والشراء واللباس والطعام .. فوجدت أنك تسعدين بالقرب من خالقك وبارئك الذي سوف ترجعين إليه .

يقول الله تعالى ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية )
ويقول ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
نعم لقد وجدت الطمأنينة فلك الحمد يا رب العالمين .
ويقول الله تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) .

نعم لقد وجدت الحياة الطيبة السعيدة فلك الحمد يا رب العالمين ، ولنستمع ماذا يقول ربنا تبارك وتعالى في هذه الآيات
( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا ) .

ما أكرمك يا ربي وما أرحمك ، تسعدنا في الدنيا إذا كنا مؤمنين نعمل الصالحات وتدخلنا الجنة في الآخرة وأي سعادة بعد هذا ؟! ..
إنها السعادة الحقيقية التي لا تنقطع في الدنيا ولا في الآخرة .

وختاماً :
هذه رسالتي لمن يبحث عن السعادة الحقة والأمن والطمأنينة ))
انتهى كلامها حفظها الله ..
منقولة
0
468

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️