{ هم العدو فاحذرهم }
هذا الوصف خص به الله تعالى طائفة من الناس هم المنافقون ، وهذا اللفظ ( العدو ) يقتضي الحصر لأنه معرف بأل ، أي لا عدو إلا هم ، ولكن لم يردها هنا حصر العداوة فيهم وأنهم لا عدو للمسلمين سواهم ، بل هذا من إثبات الأولوية والأحقية لهم في هذا الوصف وأنه لا يتوهم بانتسابهم إلى المسلمين ظاهرا ، وموالاتهم لهم ومخالطتهم إياهم أنهم ليسوا بأعدائهم ، بل هم أحق بالعداوة ممن باينهم في الدار ، ونصب لهم العداوة وجاهرهم بها ، فإن ضرر هؤلاء المخالطين لهم ، المعاشرين لهم ، وهم في الباطن على خلاف دينهم ، أشد عليهم من ضرر من جاهرهم بالعداوة وألزم وأدوم ، لأن الحرب مع أولئك ساعة أو أيام ثم تنقضي ويعقبها النصر والظفر ، وهؤلاء معهم في المنازل والديار صباح مساء يدلون العدو على عوراتهم ، ويتربصون بهم الدوائر ، ولا يمكنهم مناجزتهم ، فهم أحق بالعداوة من المباين المجاهر ، فلهذا قال تعالى :{ هم العدو فاحذرهم } .
من كتاب مجموعة المناهل العذاب للشيخ صالح السعوي رحمه الله .
------------------
وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ماكتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه

الوائلي. @aloayly
عضو متميز
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️