هنا سنكتب عن شخصيات مؤثرة في مسيرة العمل الاسلامي (عوة للمشاركة من جميع المناطق)

ملتقى الإيمان

هنا سنكتب عن شخصيات مؤثرة في مسيرة العمل الاسلامي

(شخصيات في مسيرة الحركة النسائية العربية الغالبية من صاحبات الفكر العلماني والإسلاميات لم يأخذن حقهن من الشهرة)

تحتاج أي قراءة تاريخية للحركات النسائية في العالم العربي إلى الوقوف عند أسماء لبعض الرموز النسائية التي لا يمكن تجاهل دورها أو تأثيرها البالغ في مسيرة المرأة العربية طوال أكثر من قرن من الزمان ، وسواء اتفقنا أو اختلفنا في تقييمنا لأفكارهن والآراء التي دعون إليها ، لا يمكن أن نتجاهل ذكرهن كشخصيات للمعركة النسائية العربية .. والقاسم المشتركة لهؤلاء النسوة - بصرف النظر عن اختلاف توجهاتهن الفكرية بل والعقائدية - أنهن قصرن حياتهن على خدمة قضايا المرأة في كافة جوانبها المختلفة كل من المنظور والرؤية التي تتبناها .
والتسلسل التاريخي يبدأ باثنتين من أهم الرموز النسائية في التاريخ الحديث ، الأولى هي زينب فواز (1860 - 1914) وهي لبنانية الأصل لكنها عاشت في مصر والثانية هي ملك حفني ناصف المعروفة بباحثة البادية (1886 - 1912) ورغم أن زينت فواز لم تنل الشهرة التي نالتها باحثة البادية إلا أنها كانت صاحبة تأثير بالغ في إثارة قضايا المرأة في فترة مبكرة حتى قبل ظهور كتابي قاسم أمين (1863 - 1908) الشهيرين : تحرير المرأة (1899) والمرأة الجديدة (1900)
فقد أصدرت كتابها " الدر المنثور في طبقات ربات الخدور " سنة 1892 وأثارت فيه عددًا من قضايا المرأة بل وكانت صاحبة أو ل رواية عربية معاصرة وهي رواية " حسن العواقب أو غادة الزاهرة" ، أما ملك حفني ناصف فقد كانت أول فتاة تنال دبلومًا من المدارس الحكومية المصرية ، أول خطيبة من النساء وأول من مثلت النساء في مؤتمر عام ولها كتاب معروف بعنوان "النسائيات" قصرته على معالجة قضايا المرأة وشاركت أيضًا بالكتابة في الصحف والمجلات وإلقاء المحاضرات في المحافل والجمعيات المختلفة .
والملاحظ أن مطالب المرأة وقتها لم تكن تمثل خروجًا على الشريعة والتعاليم الإسلامية وإنما انصبت في اتجاه إزالة العادات والتقاليد الاجتماعية التي تحمل إجحافًا بحقوق المرأة وربما يرجع ذلك إلى أن معظم رائدات العمل النسائي في هذه الفترة كن ينتمين لأصول عريقة وبيوت علم ودين فكلاً من زينب وملك حفني ناصف تلقت دروس العلوم الشرعية واللغوية والأدبية على يد علماء وشيوخ ولم يكن هناك تأثير ثقافي غربي على أفكارهن بمثل ما حدث مع الأخريات ، وبعد هذه المرحلة ظهرت مجموعة من القيادات النسائية التي تمثل أبرز رموز القيادات النسائية العربية فظهرت نبوية موسى (1886 - 1942) ، وهدى شعراوي (1879 - 1947) ، وسيزا نبراوي ، وصفية زغلول (1878 - 1946) ، واسترويصا (1895 - 1990) ، ودرية شفيق ، ومنيرة ثابت ، وسهير القلماوي ، وأمينة السعيد (1910 - 1995) ، وإنجي افلاطون (1924 - 1989) ، ولطيفه الزيات ونوال السعداوي ...
ومعظم هؤلاء النسوة تأثرن بالحركة النسائية وحملن نفس أفكارها ومطالبها التي تحمل مجملها خروجًا على قيم وتقاليد المجتمعات العربية الإسلامية مثل الدعوة إلى السفور وخلع الحجاب ، ومنع الطلاق ، وتعدد الزوجات ، والدعوة إلى خروج المرأة إلى العمل ومساواة المرأة بالرجل مساواة كاملة في كل شيء ، وقد تأثر معظمهن بالأفكار الليبرالية التي كانت رائجة في أوائل هذا القرن خاصة مصر ومعظمهن كن تلاميذ لعدد من أقطاب العلمانية والليبرالية في العالم العربي مثل أحمد لطفي السيد الذي اشتهر بلقب أستاذ الجيل ، وقاسم أمين وشبلي شميل وسعد زغلول وعلي مبارك وسلامه موسى .
وتعد هدى شعراوي (1878 - 1947) أهم الرموز النسائية التغريبية في العالم العربي فقد كانت أول امرأة تخلع الحجاب علانية أمام الناس وتدوسه بقدميها مع زميلتها سيزا نبراوي ونبوية موسى عقب عودتهن من مؤتمر نسائي دولي سنة 1923 ، وكانت حلقة الاتصال بين الحركة النسائية العربية ونظيرتها الغربية إذ شاركت في 14 مؤتمرًا نسائيًا دوليًا في أنحاء العالم ، وتعد أمًا لمعظم حركات التحرر النسائي في العالم العربي أسست 15 جمعية نسائية في مصر وحدها وكانت أول رئيسة للاتحاد النسائي المصري وأسست مجلتين نسائيتين واحدة بالعربية وأخرى بالفرنسية ونقلت أفكار تحرير المرأة من مصر إلى بقية الدول العربية .
أما أكثر الرموز النسائية العربية تجسيدًا للأفكار الغربية في تحرير المرأة فهي د. نوال السعداوي إذ تدعو إلى المساواة الكاملة بين المرأة والرجل في كل شيء وتطالب بالحد مما تسميه بالهيمنة الذكورية على المجتمع ولها عدد من الكتابات الصارخة التي ترجمت إلى كثير من اللغات الأجنبية مثل " الأنثى هي الأًصل و"الرجل والجنس" ، وغيرها من المؤلفات التي أحدثت صدمة في العالم العربي ومثلت خروجًا صارخًا وتحديًا سافرًا لكل القيم والتقاليد والأعراف الإسلامية .
وقد أسست جمعية "تضامن المرأة العربية" وهي أشهر الجمعيات النسائية العربية في نصف القرن الأخير صدر قرار بحلها لأفكارها وممارساتها المثيرة والمستفزة خاصة بعد الكشف عن تلقيها تمويلاً من عدد من المؤسسات الأجنبية المشبوهة .
وعلى النقيض من هذا لم يشهد التيار الإسلامي مثل هذا الزخم بالنسبة لرموز العمل النسائي وإن كان هذا لا يعني عدم وجود قيادات نسائية إسلامية بارزة إذ برزت بعض الرموز النسائية الإسلامية التي لعبت دورًا هامًا في خدمة قضايا المرأة العربية ولكن من منظور إسلامي مستقل لا يرى صراعًا أو تصادمًا بين الرجل والمرأة ويدرك خصوصية وضع ودور المرأة في المجتمع الإسلامي ويتعامل معها باعتبارها الزوجة الصالحة والأم الناجحة التي تمثل نصف المجتمع وتبني المجتمع كله وأول رائدات العمل النسائي الإسلامي السيدة لبيبة أحمد التي أسست مجلة "النهضة النسائية" كأول مجلة نسائية إسلامية سنة 1923 واختارها الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين رئيسًا لقسم الأخوات المسلمات الذي أنشأه سنة 1933 ملحقًا بالجماعة وكان لها نشاط بارز من خلال رئاستها لهذا القسم ولكنه اقتصر على الجانب الاجتماعي والثقافي والديني بعيدًا عن العمل السياسي حيث شارك القسم في تحرير أبواب النساء بمجلات الإخوان ، كما شارك في العمل التطوعي والخيري كرعاية الفقراء والأيتام ومساعدة المحتاجين وتوعية النساء ومحو أميتهن وإنشاء أول مدرسة لتعليم الفتيات الفقيرات واليتيمات واستمر نشاط القسم حتى صدور قرار جماعة الإخوان واستيلاء الحكومة على مقاره ووقف أنشطته سنة 1948 ، وإن استمر نشاط الأخوات المسلمات بعد ذلك ولكن بصورة غير قانونية وظهر دورهن في أثناء العهد الناصري حيث تولين رعاية أسر المعتقلين اجتماعيًا .
وبرزت أسماء رموز أخرى غير لبيبة أحمد ومن أشهرهن زينب الغزالي الجبيلي ، والأديبة أمينه قطب شقيقة الشهيد سيد قطب ، وآمال الجوهري زوجة محمود الجوهري الذي كان سكرتيرًا لقسم الأخوات المسلمات ، ونعيمه خطاب زوجة المستشار حسن الهضبي المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين ، وآمال العشماوي كريمة محمد العشماوي باشا وزير المعارف المصرية وزوجة منير دولة أحد قيادات الإخوان بمصر وقد ذكرها ريتشارد ميتشل في كتابه "الإخوان المسلمون" وتحدث عن دورها وتأثيرها في جماعة الإخوان خاصة وأن منزلها شهد أخطر الاجتماعات في تاريخ مصر المعاصر بين قيادات الإخوان والضباط الأحرار والتي أسفرت عن ثورة يوليو 1952 ، وكذلك فايقة إسماعيل ، وفاطمة توفيق ، وزينب الشعاعي زوجة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي مقرئ القرآن الشهير ، وزهرة السنانيري ، وفاطمة عبد الهادي .
ولكن الملاحظ على معظم الرموز النسائية الإسلامية أنهن لا يحظين بالشهرة والانتشار الذي لمثيلاتهن من التيارات الأخرى ، ويكاد ينحصر دورهن وتأثيرهن على ذوات الانتماء الإسلامي فقط بعكس الرموز النسائية العلمانية التي استطاعت الدوائر الإعلامية العربية والغربية إظهارهن كرموز عامة ونماذج للمرأة العربية على اختلاف انتماءاتها .

فنرجو من الاخوات ان يكتبن عن سيرة شخصيات نسائية اسلامية مؤثرة تعرفها حتى يمكننا ان نؤسس موسوعة تعريفية بالقياديات الاسلاميات في زمننا الحاضر على غرار كتاب (سير اعلام النبلاء) فنخرج كتاب (سير اعلام النبيلات ) يكن نبراسا لكل مهتدية ومحبة للسلوك في طريق الخير
_________________
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب
14
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

علم ودعوة وجهاد
غزة - خاص

الاستشهادية الثانية في غزة والثامنة في فلسطين.. إنها المجاهدة القسامية سناء قديح.. تلك الحالة المتميزة للتفاعل الأصيل بين الدين والجهاد من جهة, وحب الزوج والإخلاص له من جهة أخرى.

المولد والنشأة
ولدت المجاهدة القسامية سناء عبد الهادي قديح في قرية عبسان الكبيرة بمحافظة خانيونس عام 1972م, وهي أم لأربعة أطفال: إسلام (13عاما)، علاء (11عاما)، عاصم (10سنوات)، مصعب (3سنوات).

كانت المجاهدة سناء مؤمنة بالله عز وجل وكانت مواظبة على الصلاة في وقتها، وكانت تحرص على تعليم أبنائها الصلاة والعبادة وحفظ القرآن..
وكان ما يميز المجاهدة القسامية شدة التعلق بفلسطين والقدس ورفض الظلم والمعاناة التي يعيشها شعب فلسطين في ظل احتلال لا يمت للإنسانية بأية صلة..

كانت تؤمن أن دور المرأة في الجهاد لا يقل أهمية عن دور الرجل فكانت سناء تقوم بمساعدة رفيق دربها في الحياة والآخرة زوجها الشهيد باسم قديح في تجهيز العبوات الناسفة وصنع قذائف الهاون وصواريخ القسام إضافة لتجهيز المجاهدين قبل انطلاقهم لتنفيذ عملياتهم ضد العدو الصهيوني.. كانت تتمنى الشهادة في سبيل الله فكان لها ما تمنت ونالت مع زوجها الشهادة.
بداية المعركة..

في تمام الساعة الثانية من صباح يوم الأحد الموافق 21/3/2004 م قامت قوات الاحتلال الصهيوني باجتياح قريتها قاصدة بيتها لاعتقال واغتيال زوجها الشهيد باسم قديح أحد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام.

عندما اكتشف المجاهدان باسم وسناء القوات الخاصة الصهيونية بجوار منزلهما انطلقوا كالأسود من عرينهم لمقاومة القتلة والسفاحين بكل ما يملكون من عدة وعتاد, فكانت بداية المعركة بتفجير عبوة ناسفة تم زرعها مسبقا بجوار منزلهم.

عندما اشتدت حمى المعركة بين قوات الاحتلال وبين المجاهد باسم, وعندما أيقن أن موعده مع الشهادة قد حان طلب من زوجته الخروج من المنزل مع أبنائها ليستمر في المقاومة لوحده.

ولكن الزوجة المؤمنة المخلصة سناء أبت إلا وأن تشاركه في معركة العز والكرامة ضد جنود الاحتلال المعتدين, ففضلت البقاء لتنال الشهادة, على الحياة الدنيا ومتاعها.
ضغطت سناء بإصبعها الرقيق على الزناد وذلك بعد أن تلقت التدريب على السلاح من قبل زوجها الشهيد لتزرع رصاص في صدر العدو الصهيوني الجاثم على صدر شعبها ولتشفي صدور المؤمنين.

معا في الدنيا.. وشهداء في الآخرة
وبعد ساعات من القتال والحصار وهم يتنقلون من مكان إلى آخر داخل منزلهم ورشاشا سناء وباسم يزغردان في الأفق مخترقان صمت الليلة الظلماء, بدأ باسم بنفسه ففجر حزامه الناسف الذي لفه حول وسطه..

وما هي إلا دقائق قليلة لم تصبر خلالها سناء فراق زوجها باسم حتى قصفتها طائرات العدو بصاروخ موجه إلى جسدها الطاهر لترتقي إلى عليين ولتكون الاستشهادية الثانية في قطاع غزة والثامنة في فلسطين, فانضمت بذلك إلى قافلة الاستشهاديات الفلسطينيات وكان قدرهما كما عاشا معا بأن يغادرا الدنيا معا.

وعلى ما يبدو أن المعركة لم تكن بمثابة نزهه للمحتلين فقد ذكر شهود العيان أنهم شاهدوا سيارات إسعاف العدو تأتي إلى مكان العملية لنقل إصاباتهم, وأكد شهود العيان رؤيتهم لبقايا من ناقلة جند تم تفجيرها في نفس المكان.

كرامات الشهادة
أكد شقيق الشهيدة بأن سناء كانت تتمنى الشهادة دائما, فصدقت الله فصدقها الله , ومن صفاتها أنها كانت طيبة القلب تحب جيرانها وأطفالها حبا جما.

وقال إنه بعد استشهادها بثلاثة أيام وجد في مكان العملية أحد أصابع يد شقيقته ولم يطرأ عليه أي تغيير حتى لونه بقي كما هو..
وأضاف شقيق الشهيدة أن الله قد وضع الصبر في قلوب أهلها وأبنائها, وهم يشعرون بها في كل وقت وكأنها لا زالت تعيش بينهم نعم أنها كرامات الشهداء..

وأشار أحد نشطاء حركة المقاومة الإسلامية حماس: بأن الشهيدة هي التي كانت تجهزهم للجهاد وتحضر لهم اللثام لينطلقوا إلى أهدافهم من بيتها وكانت تشارك زوجها في صنع قذائف الهاون والعبوات الجانبية وصواريخ القسام.

كما أنها تركت حادثة استشهادها الأثر الكبير في نفوس نساء الحي اللواتي أصبحن يقبلن على الدروس الإيمانية وعلى حفظ القرآن الكريم في مسجد الحي, وليؤكدن أنه وكما أن الشهيدة سناء لم تكن الاستشهادية الأولى، فلن تكون الأخيرة ما دام الاحتلال جاثم على الأراضي الفلسطينية.

وأصدرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس بياناً أعلنت فيه استشهاد المجاهدين القائد القسامي القائد القسامي باسم سالم قديح أبو علاء، والشهيدة المجاهدة سناء عبد الهادي قديح أم علاء وهي زوجة المجاهد باسم.

نقلا عن المركز الفلسطينى للإعلام
علم ودعوة وجهاد
الحركة النسائية في سجون الاحتلال
تكتسب تجربة الحركة النسوية الأسيرة صفة مميزة وإن تشابكت في تجربتها مع مجمل التجربة الجماعية للأسرى،
فهي أكثر ألماً ومعاناة وتحمل في خصوصيتها مدى النضج الوطني في المجتمع الفلسطيني حيث تشارك المرأة بدورها النضالي إلى جانب الرجل في مقاومة الاحتلال.

وتعرضت الأسيرات للكثير من حملات التنكيل والتعذيب أثناء الاعتقال، وتفيد شهادات عديدة للأسيرات أنهن تعرضن للضرب والضغط النفسي والتهديد بالاغتصاب. وشكلت أعوام 67-71 سنوات قاسية جداً في تاريخ الحركة النسائية الأسيرة، وخاصة في بداية التجربة الإعتقالية وبدأ النضال والكفاح للدفاع عن ذواتهن داخل السجون من مخططات تدمير وتحطيم النفسية والإرادة الوطنية لدى الأسيرات .

وقد خاضت الأسيرات منذ بداية تجربة الاعتقال العديد من النضالات والخطوات الاحتجاجية والإضراب المفتوح عن الطعام في سبيل تحسين شروط حياتهم المعيشية وللتصدي لسياسات القمع والبطش التي تعرضن لها فقد شاركت الأسيرات بالإضراب المفتوح عن الطعام عام 1984 والذي استمر 18 يوماً، وفي إضراب عام 1992 والذي استمر 15 يوماً، وفي إضراب عام 1996 والذي استمر 19 يوماً، وكذلك في إضراب عام 1998 والذي استمر 10 أيام، إضافة إلى مشاركتهن في سلسلة خطوات احتجاجية جزئية، حيث كانت أبرز المطالب الحياتية للأسيرات تتمثل بالمطالبة بفصلهن عن الأسيرات الجنائيات وتحسين شروط الحياة الإنسانية داخل السجن كتحسين الطعام كماً ونوعاً والعلاج الصحي والسماح باقتناء الكتب والراديو والصحف والرسائل وإدخال الملابس والأغراض عبر الزيارات ووقف سياسة القمع والتفتيشات الاستفزازية من قبل السجانات .

واستطاعت الأسيرات بفعل نضالاتهن وصمودهن تحقيق العديد من المنجزات وبناء المؤسسة الاعتقالية باستقلالية داخل السجن.
إن معاناة المرأة الأسيرة تتعدى الوصف، فهي الأم التي أنجبت أطفالها داخل السجن ليتربى الطفل مدة عامين بين القضبان وفي ظلام الغرف الموصدة، وهي المرأة التي تعاني المرض في ظل الإهمال الصحي الذي تتميز به سياسة إدارة السجون، وهي المرأة التي صبرت سنوات طويلة حيث قضت بعض الأسيرات مدداً تزيد عن العشر سنوات.

وفي سجل تاريخ الحركة النسوية الأسيرة مواقفاً أسطورية عجز الرجال عنها كما حصل عام 1996 عندما رفضن الأسيرات الإفراج المجزأ عنهن على أثر اتفاق طابا وطالبن بالإفراج الجماعي ودون ذلك فضلن البقاء في السجن واستطعن أن يفرضن موقفهن في النهاية ليتم الإفراج عن جميع الأسيرات في بداية عام 1997 .

وقد خاضت الأسيرات معركة الحرية بعد اتفاق أوسلو تحت شعار ( لا سلام دون إطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات ) ، وشاركن في الخطوات النضالية إلى جانب بقية الأسرى في كافة السجون في سبيل تحقيق أهدافهن بالحرية والإفراج.

ويبلغ حالياً ( سبتمبر 2002 )عدد الأسيرات المعتقلات 54 أسيرة، ويتواجدن في سجن النساء في الرملة وفي مراكز التوقيف في ظروف صعبة حيث تم وضعهن في قسم السجينات الجنائيات ويتعرضن لاستفزازات يومية وتقليص في ساعات النزهة المحددة لهن إضافة الى حرمانهن من إدخال الأغراض اللازمة عبر الزيارات، وازدادت معاناتهن أسوة ببقية الأسرى خلال انتفاضة الأقصى حيث استغلت إدارة السجون عددهن القليل وقامت بالاستفراد بهن وزجهن في زنازين انفرادية وحرمانهن من أبسط متطلبات الحياة الإنسانية.

إنها تجربة المرأة الفلسطينية المناضلة : الأم والأخت والزوجة والطفلة .. القائدة في الميدان ، وفي البيت ومربية الأجيال والثوار، مربية القادة والمناضلينِ. ولقد تعرضت المرأة الفلسطينية لأساليب قمع وحشية أثناء الاعتقال وفي مرحلة التحقيق على يد رجال الشاباك الإسرائيلي ، وقد استخدمت شتى أنواع الضغط النفسي والتهديد والاعتداءات على المعتقلة الفلسطينية من أجل إركاعها وإستسلامها وتحويلها إلى إنسانة مفرغة وضعيفة ومحطمة ..

وكان الاعتقاد السائد لدى المحققين أن المرأة الفلسطينية لا تستطع الصمود والمواجهة ، بل إنها أداة ضعيفة يمكن الاستفادة منها للحصول على معلومات وأسرار الثورة، إلا أن هذا الاعتقاد سرعان ما تحطم وثبت فشله أمام التحدي الكبير الذي وقفته المرأة الفلسطينية المعتقلة في مواجهة المحققين وأساليبهم التعسفية واللاإنسانية، وقد تجلت معاني بطولية أسطورية لدى المرأة المعتقلة وهي تقف عنيدة متكبرة ومتمردة على التهديد والتعذيب الذي تعرضت له ولم تهتز قناعاتها الوطنية وإيمانها وانتماؤها بقضيتها فتحملت الكثير من التضحيات والآلام لحماية كرامتها وشرفها والدفاع عن وجودها الإنساني بشكل مشرف، وسجلت تجربة المرأة الفلسطينية أروع وأنبل الشهادات التاريخية المليئة بالتضحية والإيثار والصمود في معركة التحقيق التي مرت بها وفي أصعب الظروف وأشدها ..

وقد سقطت كل النظريات الأمنية والطرائق الإرهابية التي استخدمها الجلادين أمام جبروت وكبرياء المرأة الفلسطينية التي رفضت أن تركع، وكانت شجاعة في تحديها، وعظيمة في دفاعها عن شرفها وكرامتها .. ويبقى شلال التضحيات والعذابات التي تعرضت لها المرأة الفلسطينية الأسيرة خير شهادة على إبراز وجه الاحتلال، هذا الوجه العدواني وكشف زيف ادعاءاته واخاديعه، وتنصله من أي بعد إنساني واحترام للمبادئ والمواثيق الدولية .. إن صرخة المرأة الأسيرة هي تعبير عن جريمة المحتلين تبقى مدوية ومقلقة تهز أركان هذا الكيان المسخ .

لقد أكدت تجربة الأسيرات المناضلات، عمق وكثافة هذه التجربة التي خاضتها المرأة الفلسطينية بكل مكوناتها النفسية لتحافظ على كرامتها ومبادئها ووجودها من الانسحاق والتحطيم أمام قسوة الأوضاع ووحشيتها .. لقد حولت الأسيرة الفلسطينية السجن إلى مدرسة ووقفت بإرادة صلبة أمام كل أساليب التفريغ والتطويع والاضطهاد ، لتبني داخل السجن مؤسسة ثقافية وتنظيمية وفكرية، وتخلق حالة إنسانية عالية من التحدي رغم الحصار والقيود.

وتبقى هذه التجربة المستمرة جزء من الصراع الدائم والمرير مع الاحتلال، لعبت المرأة الفلسطينية فيه دور القائد والمقاتل وحملت الهم الوطني مثلها مثل الرجل، لم تردعها التقاليد الاجتماعية، ولم تثنها أساليب الجلادين اللاإنسانية والقمعية، بل انطلقت بكرامته وشرفها وصلابة عزيمتها تشق دورها الريادي لأجل مستقبل أجمل وخال من الظلم والاستعباد .. فسجون النساء أعطت المجتمع الفلسطيني المبدعات فنياً وثقافياً والقائدات في مجالات العمل المختلفة .. وظلت المرأة الفلسطينية الأسيرة شوكة تنغص معيشة المحتلين.

من إصدارات نادي الأسـير الفلسطيني ملاحظة : يبلغ عدد الأسيرات الآن ( اكتوبر2002 ) داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية 54 أسيرة 4 أسيرات منذ ما قبل إنتفاضة الأقصى و50 أسيرة خلال الإنتفاضة عدد الأسيرات المحكومات 9 أسيرات عدد الأسيرات الموقوفات 45 أسيرة

وزارة الأسرى والمحررين
نقلاً عن مجلة ديوان العرب
علم ودعوة وجهاد
أم اللاجئين
هذه قصة نجاح السيدة كارين لونينج نائبة المفوض العام للأونروا، التي آمنت بالله ربا، وبمحمد نبياً ورسولاً، وبالإسلام ديناً، ونذرت حياتها لرعاية اللاجئين تحت لواء المفوضية العليا للاجئين التابعة لهيئة الأمم المتحدة.
درست الإسلام في كندا، فأنار لها الحياة، وعرفت أن ما يجري فيها اليوم من خلال معايشتها لأحوال اللاجئين الأليمة، إنما هو نتيجة من نتائج البعد عن منهج الله في الكون، وقيام العلاقات الإنسانية على الأهواء والجشع وإهدار حقوق الإنسان وكرامته. فأعلنت إسلامها، وتزوجت من سوداني مسلم وأنجبت منه ولدين. كانت كذلك أما مثالية لهذه الأسرة رغم بعدها عنها، وانشغالها بهموم اللاجئين، وفي هذه السطور القادمة، نترك هذه السيدة المؤمنة البالغة من العمر اثنين وستين عاماً تروي لنا بلسانها قصة نجاحها في رعاية اللاجئين، وإنقاذ حياة الملايين منهم طمعاً في رضوان ربها.

عالم اللاجئين :
تقول : (عندما كنت في الخرطوم، كلفت بإرسال بعض الطلبة الآسيويين لمواصلة دراستهم الجامعية في مصر، لم أكن أعرف أن هذه المهمة ستكون بداية اهتمامي بعالم اللاجئين في جميع المناطق العالمية التي عرفت هذه الظاهرة الكارثية، فإذا بي أجدني موجهة كل همومي إلى اللاجئين في السودان لما في هذه المشكلة من عبء كبير على هذا البلد بصورة خاصة.

فاللاجئون الأوغنديون استوطنوا جنوبه، واللاجئون التشاديون استقروا في غربه، أما اللاجئون الآسيويون والإرتريون، فتمركزوا في شرقه، إلى درجة أنه كاد يكون وطناً عالمياً للاجئين إن صح هذا الوصف !

فلم يكن من طريق لخوض غمار هذه المشكلة الدولية سوى العمل تحت لواء المفوضية العليا للاجئين التابعة لهيئة الأمم المتحدة، ومن السودان كذلك كانت بداية مهمتي الفعلية في إطار هذه الهيئة الدولية المكلفة بشؤون اللاجئين، والتي استمرت زهاء تسعة عشر عاماً بين المعاناة البشرية في أبشع صورها المؤلمة.

تنقلت فترة بين الكثير من العواصم والدول الإفريقية التي نالت نصيبها من هذه الكارثة الدولية من أمثال ناميبيا وسيراليون وليبيريا وغيرها لأنتقل بعدها إلى جنيف، فإلى سراييفو بصفتي رئيسة الإرسالية هناك لمدة سنتين خلال الحرب العرقية في البوسنة والهرسك، وما ترتب عليها من تشريد حوالي أربعة ملايين لاجئ بوسني.

لقد كان العمل في هذه المنطقة من العالم شاقاً جداً بسبب هذا العدد المهول الذي لم يكن من اللاجئين فحسب، بل دخل فيه كذلك حتى أولئك الذين أصيبوا في أبدانهم وأموالهم وأعراضهم من جراء هذه الحرب الأهلية البشعة التي قامت على أساس التطهير العرقي.

أسرة لاجئة.. ولكنها سعيدة :
وفي عام 2000 عينت في وظيفة نائب المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين في مقرها بغزة لأصبح قريبة جغرافياً من زوجي وابني اللذين يعيشان مع والدهما في الخرطوم، لكن المشكلة العائلية أن زوجي لم يستطع الحصول على تأشيرة دخول قطاع غزة بسبب جنسيته السودانية، وكنا نلتقي جميعاً في الأردن لنعيش أياماً في جو هذه الأسرة التي كتب عليها هي الأخرى نوع من التشرد الواجب في سبيل الإنسانية، ولكنني كنت أستمتع بهذا اللقاء وأحس بمنتهى سعادتي فيه مع زوجي الذي كان مثالاً رائعاً في حسن المعاشرة، وطيب الحديث، ومع ابني ياسر وهيثم اللذين كانا نموذجين في البر والطاعة وحسن السلوك إقتداء بوالدهما الحنون.

وفي فلسطين كذلك:
إن مقامي في فلسطين وفي غزتها كان مختلفاً تماماً، وأول ما بدأت به زوال شعور الوحدة والغربة الذي لازمني في كل مكان حللت به، ليحل محله الإحساس بأنني وجدت العائلة الكبرى التي كنت أبحث عنها، فقد غمرتني حفاوة الفلسطينيين وكرمهم اللذان لا ينقطعان.

وتمنيت لو كان المجال يسمح بالحديث بإسهاب عن صفات هذا الشعب الجميلة، ولكنني استشهد بانطباع حميد تركته زيارة قصيرة قام بها ابني هيثم إلى غزة وهو يقول : (أماه ! إن أناس هذا البلد على مستوى عال من الوعي وإدراك معنى الكرامة الإنسانية، وإن السياسة تختلط بعقولهم، وعنصر الإثارة يكاد يكون عنوان حياتهم اليومية، فلم أشعر بينهم بالملل، ولم أر فيهم من يتحدث تفاهة). وقد صدق فيما قال ابني هيثم. وحتى العمل في هذه الأرض كان هو الآخر مختلفاً يدور حول القضايا الداخلية المتعلقة بالمال والإدارة وبرامج الطوارئ التي اعتدتها الأونروا في هذه المنطقة.

القضية الفلسطينية:
إن اهتمامي بقضية فلسطين لم يكن وليد الظروف الراهنة التي يعيشها شعبها، وإنما تعود إلى بداية دراستي عن الشرق الأوسط، وإلى الفترة التي كنت أساهم فيها بدولارين شهرياً في عمل المنظمات الراعية لشؤون فلسطين في مونتريال بكندا.

ولا أريد هنا الحديث عن هذه القضية وما آلت إليه، لأن واقعها المشاهد يغني عن الكتابة والتعاليق، وقد أصبح كل شيء فيها مكشوفاً للعيان. إنما الصورة المؤلمة في مسلسلها هؤلاء الأطفال الذين يصفونهم بأطفال الحجارة الذين فقدوا كل شيء : فقدوا آباءهم وأمهاتهم وإخوانهم، وأموالهم وأرضهم، وترعرعوا بين أحضان الرعب والخوف والمهانة والإذلال، ولون من العنف النفسي الذي لم يعرف له مثيل من قبل.

التهديدات الصهيونية :
حتى المتطوعون والمراسلون الصحفيون ودعاة السلام الأجانب لم يسلموا من العنف الذي يمارسه الصهاينة في هذه الأرض المقدسة. لقد عشت بين الموت والحياة هناك، وكنت أنتظر فقط اللحظة التي ينتهي فيها كل شيء، وكذلك شأن كل من جاء إلى هذه الأرض لتقديم خدمة إنسانية، أو نقل صورة أو خبر عما يجري هناك، إلى جانب المضايقات والاستفزازات والحرب النفسية التي برع فيها الإسرائيليون، والمؤسف أن استيعاب الإدارة الأمريكية لأبعاد هذه القضية الخطيرة محدود جداً، فالاستيطان والاحتلال واللاجئون ليست بالقضايا الهينة التي يمكن أن يزول أثرها بسهولة، ولذلك أقول للأمريكان : تعالوا معي لمشاهدة ما يجري بأعينكم لا بأعين غيركم !

خاتمة :
لا شك أن حديث المؤمنة كارين مؤنس وجميل، لأنه نابع من إحساس صادق، وفهم عميق، ورؤية موضوعية لوقائع الأمور، حديث نابع من قلب مؤمنة عرفت ربها حق المعرفة، فحررت نفسها من عقيدة فاسدة، وطهرت عقلها من ثقافة زائفة واهية، فتكون بذلك قد نجحت في حياتها نجاحاً حقيقياً قدمت به للإنسانية خدمة جليلة.

مجلة الكوثر، العدد47، سبتمبر 2003
علم ودعوة وجهاد
طلب :
ارجومن من لديها سيرة الداعية رقية المحارب نشرها لما لها من شهرة عند النساء ومعرفة سيرتها سيجعل عندهم قدوة يقتدى بها في العمل الدعوي والتحصيل العلمي
علم ودعوة وجهاد
مروة قاوقجي


بقلم : إيمان الوزير
مروة قاوقجي.. اسم تصدر وسائل الإعلام العربية والإسلامية قبل عامين ونيف.. يحمل بين طياته معاناة المرأة المسلمة في بقعة من بقاع الأرض...

ذاك المكان الذي خرجت منه مروة كان في يومٍ ما معقل الإسلام ورمز الجهاد.. حين نجح سلاطينه في قهر بيزنطة والاستيلاء على عاصمتها القسطنطينية... واخترقوا قلب القارة الأوروبية ناشرين الإسلام في بلقانها... فخضع الغرب لصوت الإسلام وعزّه وبات أعظم تحالف تقيمه أوروبا ضد الدولة العثمانية العليّة ضربا من السخرية... وصار التقرب لها بالحفاوة والاحترام أمرا شهدته كتب التاريخ ومحافل الخطاب السياسي بين العثمانيين والدول الأوروبية أبان تلك الحقبة ....

اليوم... تغيرت الأحوال وسبحان مغيرها الذي يغيّر ولا يتغير.. وأصبحت تركيا الحديثة التي أنشأها أتاتورك معقلاً للعلمانية... قد تقبل بالإباحيات وشعارات الشواذ ولكنها تغضب بشدة إذا علا صوت الإسلام ، وقصة مروة قاوقجي خير دليل على ذلك...

خرجت مروة قاوقجي من بيئة تركية محافظة... قاومت أسرتها أعاصير العلمانية التي فرضها أتاتورك وخلفه من بعده على كل مرافق الدولة بما فيها التعليم.. حين سنت قانونا يمنع الفتيات المحجبات من الدخول في سلك التعليم وبات على الفتاة المسلمة إما أن تظل جاهلة أو أن تخلع حجابها لتتعلم !!

حتى نجح حزب الرفاه الإسلامي في استصدار قانون يسمح بإقامة مدارس إسلامية فأمكن للفتيات ارتداء الحجاب في هذه المدارس الإسلامية التي تعلمت بها مروة قاوقجي (علما بأن المدارس الإسلامية اليوم في تركيا ممنوعة بعد انتهاء المرحلة الابتدائية) إلا أن مروة اصطدمت بعقبة الجامعات التركية التي تمنع دخول الفتاة بحجابها.. فمُنعت مروة من دراسة الطب في إحدى الجامعات بسبب حجابها لا بسبب تحصيلها الثانوي !!

كانت إرادة الدين في قلب أسرة مروة قاوقجي قوية فسعى لها والدها للدراسة في إحدى الجامعات الأمريكية لتدرس هندسة الكومبيوتر ..

عادت مروة بعد أعوام من دراستها في الولايات المتحدة الأمريكية مفعمة بإرادة التحدي ونشوة الانتصار على العلمانية التي تسعى إلى تحطيم حجاب المرأة المسلمة في بلد يُفترض أن يكون إسلاميا!! فالتحقت بحزب الفضيلة الإسلامي لتظهر في شخصها صورة المرأة المسلمة التي تتحدى صعاب الواقع لا تبالي بمآسي الحياة.. فمثلت حزب الفضيلة في الانتخابات النيابية عن منطقة استانبول وفازت بنيل ثقة الشعب بأغلبية ساحقة كدليل على تحدي بذور الإسلام في تركيا لقوى العلمانية الأتاتوركية التي تسعى للقضاء على كل ما يمثل الإسلام في هذا البلد الطيب... امتعضت القوى العلمانية من هذا الأمر، ولكنها لم تقو على رفض ممثل قادم من الشعب... لكنها بدأت تتحين الفرصة لطرد مروة من المجلس النيابي..

وكان ذلك حين حضرت مروة قاوقجي إلى البرلمان التركي يحدوها بريق أمل جديد قد تشرق معه شمس الإسلام على بلد لطختها العلمانية بثوب الحريات المزعومة على أيدي جماعة من اليهود المتمرسين على الطعن في الإسلام في كل مكان على وجه الأرض .. وما إن أطلّ وجه مروة في قاعة البرلمان مرتدية حجابها البسيط لأداء اليمين الدستورية ممثلة عن استانبول حتى امتلأت القاعة بالضجيج والسباب تحت شعار أن مروة اخترقت أصول العلمانية ودخلت قاعة البرلمان مرتدية حجابها.. إذ كان عليها حسب القانون الأتاتوركي العلماني أن تخلع حجابها عند الدخول إلى قاعة البرلمان..!!! لم تكن هذه المحاولة الأولى من قبل البرلمان التركي والأحزاب العلمانية فقد سبق وأن منع البرلمان إحدى النائبات من دخول القاعة بعلة ارتدائها لحجابها... لكن مروة قاوقجي المؤمنة صمدت أمام التحدي معلنة رفضها خلع الحجاب واضطرت للخروج من القاعة تحت ضغط موجة الاحتجاج التي قام بها النواب العلمانيون.. هؤلاء النواب الذين لم يحترموا إرادة الشعب التركي في انتخاب سيدة مسلمة بحجابها... ليظهر الوجه العلماني الحقيقي لتركيا الحديثة والذي لا يمت إلى الديموقراطية بصلة إنما يهدف فقط لمحاربة الإسلام وجذوره المتأصلة في أعماق الشعب التركي المسلم.

خرجت مروة قاوقجي من قاعة البرلمان مرفوعة الجبين معتزة بإسلامها لتكون نموذجا للمرأة المسلمة التي تتحدى الطغيان... فلم يتركها البرلمان التركي لتخرج من القاعة منتصرة حين أظهرت صلف هذا المجلس وظلمه أمام الرأي العام العالمي بل سعى العلمانيون لملاحقتها وإفقادها الحصانة الدبلوماسية التي تمتعت بها بحكم انتخابها.. بل إنهم اتهموها بالإرهاب وأن لها علاقات مع منظمات إرهابية وذلك حين تلقت دعوة من إحدى الجهات الإسلامية لحضور إحدى المؤتمرات!!!! ولم يكتفوا بذلك بل أرادوا انتزاع جنسيتها التركية بحجة حصولها على الجنسية الأمريكية !!

أي جريمة ارتكبتها مروة قاوقجي بحق المجتمع والشرائع والقانون لتنال كل هذا العقاب... أم أن كل من يقول ربي الله أصبح معرضا لتهمة الإرهاب ومنعه من تمثيل الشعب الذي أراده بحجة القانون الأتاتوركي!!!

ختاما إليك أيتها المرأة التركية المسلمة القابضة على دينها كالقابض على الجمر نقول : سينتهي الظلم الأتاتوركي قريبا كما انتهت الشيوعية في عقر دارها.. وسيأتي اليوم الذي يحطم فيه المسلمون تماثيل أتاتورك كما حطم الروس تماثيل ستالين ولينين...

أما نحن على أرضنا الطيبة المباركة فلنحمد الله عز وجل على نعمة الإسلام والسترة والحجاب.. والله من وراء القصد..

المنار ، العدد 76 ، شوال 1424