بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ وإياكن مستعينين بالله أول جلسةٍ حول آداب وسنن استقبال المولود ، وادعو جميع الأخوات المشاركة إمّا بسؤال أو تنبيهٍ أو إضافة أو زيادة ، وذلك كي تعم الفائدة للجميع .. والله ولي التوفيق ..
والآن مع الجلسة ألأولى
محتوى الجلسة الأولى ( فضل من ولد له بنت ، صفة التهنيئة بالمولود )
فصل من ولد له بنت :
قال ابن القيم رحمه الله : التسخط بالإناث من أخلاق الجاهلية الذين ذمهم الله في قوله تعالى : { وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم بدسه في التراب ؛ ألا ساء مايحكمون ) ( النحل 58 )
فضل من أحسن في تربية البنات :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ابتلي بشيء من البنات الشيء فإليهن كن له ستراً من النار ) متفق عليه .وحديث من كان له ثلاث بنات أو أخوات أو بنات أو أخوات فأحسن صحبتهن وصبر عليهن واتقى الله فيهن دخل الجنة )
وحديث ( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهذا وضم أصبعه )
ـ وقال صالح بن أحمد بن حنبل : كان أبي إذا ولد له ابنه يقول : " الأنبياء كانوا أنباء بنات " .
صفة التهنئة :
تجوز التهنئة على أي صفة بشرط أن تكون خالية من الأمور المحرمة ... ولم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم صفة ثابتة في التهنئة .
من العبارات الجائزة .
جعله الله من مواليد السعادة أو بارك الله لك فيه وجعله من الصالحين ...
وسئل الحسن البصري عن صفة التهنئة فقال: قل بورك لك في الموهوب وشكرت الواهب وبلغ رشده وُرِزقت برَه .
بهذا أيتها ألأخوات إنتهت الجلسة الأولى مع المولود ، وستكون الجلسة القادمة بعنوان ( سنن استقبال المولود ) وسيكون الحديث فيها عن ( التأذين في أذن المولود ؛ صفته ووقته ومحله / وعن التحنيك : تعريفه وصفته والحكمة منه )
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
1ـ التأذين في أذن المولود :
ا ـ وقته : يفضل أن يكون الأذان بعد الولادة بمباشرة أو قريباً منه ، كما جاء في أثر أبي رافع قال ( رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة ) رواة أبي داود .
ب ـ صفته : هو التاذين بالأذان الشرعي المعروف .. الذي ينادى به في الصلاة .. ويكون ذلك بصوت رقيق مسترسل .. كي لايتأذى المولود بذلك .
جـ ـ محل الآذان: ذهب ابن القيم إلى أنه يؤذن في الأذن اليمنى للمولود ... وهو داخل في حديث عائشة رضي الله عنها ( كان يعجبه التيمن في تنعله و ترجله و طهوره في شأنه كُلِه .
ــــ الإقامة في الأذن اليسرى : لم يرد فيها حديث صحيح ، فلا يشرع فعلها .
2ـ التحنيك :
التحنيك احدى سنن المولود لما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بمن يحضر عنده من مواليد المسلمين .
صفة التحنيك :
هو دلكُ حنك المولود بتمرة لينة يمكن ابتلاعها ، وتحريكها يمنةً ويسرة .
ويكون التحنيك : بالتمر فإن لم يتيسر ، فبالرطب فإن لم يكن فبالعسل وإلاَ فبأي مادة حلوة . ويقوم بالتحنيك والدته أو والده أو أحد أقاربه أو من يرجى فيه الفضل والصلاح .
مشروعية التحنيك :
قال النووي : اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود . وقد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ( قال : ولد لي غلام فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسماه ابرهيم وحنَكهُ بتمرة ) متفق عليه وزاد البخاري " ودعا له بالبركة " ).
من حكم التحنيك :
1 ـ إحياء السُنَة التي جهلها ونسيها كثيرٌ من المسلمين .
2 ـ أن هذه السنة النبوية تحوي آية وعلامة من آيات النبوة ... حيث ثبت للأطباء أن الأطفال حديثي الولادة معرضون للموت لو نقصت كمية السكر في دمهم .. والطفل عند ولادته ينقطع عنه غذاؤه من أمه ، فيلجأ إلى ما قام جسمه بتخزينه أثناء حمله في بطن أمه ، إلى أن يتم افراز اللبن من ثديها وبما أن أجهزة المولود في قمة نشاطها فإن هذا المخزون قد يستهلك فتنخفض نسبة السكر في دمه فيبدأ الخطر .
ولهذا فإن تحنيك المولود بمادة التمر السكرية سريعة الامتصاص وقايةً له من آثار ذلك النقص إن حصل له .