
موسى عليه السلام عندما زاد شوقه إلى محبوبه وإلهه الوحيد ما استحمل حتى قال: "رب أرني أنظر إليك"فماذا حدث؟ انتبه للآية :... "فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا" لقد سقط موسى مغشيا عليه! ليس لأنه رأى الله! لاا.. بل لأنه رأى جبلا رأى الله! فماذا عسى أن يكون هذا الجمال؟! إن الأمر يخرج عن نطاق قدرة الوصف.. هنيئا لمن رأى ربه يوم القيامة
ويكفي في جمال الله تعالى: أن كل شيء جميل تراه بعينك: فإنه يستمد جماله من الله سبحانه .. نعم .. إنه يستمد جماله من خالقه الجميل ، لأنه تعالى هو مصدر كل الجمال "المرئي" ، و أيضا الجمال "المخفي" الذي لا نراه. (( الجمال المخفي عنا مثل جمال الملائكة وجمال سدرة المنتهى وجمال عرش الرحمن ، وجمال الفردوس الأعلى..)) وكل الأشياء الجميلة محتاجة بشدة أن يمدها ربها بالجمال ، لكي يبقى جمالها ولا يذهب.
سؤال: إذا كانت هذه هي كمية الجمال التي تأتي إلى المخلوقات في كل يوم.. فكيف سيكون جمال المصدر الذي يأتي منه كل هذا الجمال؟! سبحانه سبحانه..
ولعظمة جمال الله لا يستطيع أحد أن ينظر إليه في الدنيا لأنه أضعف من ذلك ، ولهذا يعطي الله تعالى عباده القدرة على رؤيته يوم القيامة ، فيحصل لهم من اللذة والسعادة في قلوبهم ما لم يمر عليهم من قبل! فرؤية الله أعظم نعيم الجنة . فماذا عسى أن يكون هذا الجمال؟! إن الأمر يخرج عن نطاق قدرة الوصف.. حقا .. هنيئا لمن رأى ربه يوم القيامة
ربنا اغفر ولوالدي ولمن احب ولمن يقرأ ، ربنا واجعل الفردوس الاعلى هي دارنا وقرارنا ومآلنا يارب العالمين ، ربنا وارزقن لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك
جزاك الله خير