هويتي مسلمة

من انت ؟ انا مسلمة. . .

- اقول من انت؟ انا فلسطينية. . .

- الله يعينكو احنا دايما بندعيلكم الله معاكم والله ينصركم.

- الحمد لله رب العالمين على كل حال. . .

_ من وين انت من فلسطين ؟

_ انا من مدينة الطيبة قضاء طولكرم . . .

_ آه . . . هو انت منهم

_ عفواً .

- مش انتم اللي . . . . . . .

_ كملي اختي.

- اه ليش بدي استحي مش انتم اللي عايشين مع اليهود.

- نعم، الحمد لله رب العالمين.

- يعني انت يهودية . . . قصدي اسرائيلية

- لا انا مسلمة فلسطينية.

- طيب ما دامك حريصة على هويتك ليش عايشة معهم، ارحلي من عندهم . . . .

- شو قصدك، اترك بيتي وبلدي للمحتل اترك يافا وحيفا وعكا واللد والرملة . . . وكفر قاسم وام الفحم . . .

- اه اتركيها المهم ما تشوفيهم .

- ماذا تقولين اتدركين ام لا تعلمين.

هذا ما سمعته وهذا ما شعرت به عند سفري لبلاد الاسلام.

فقلت لها اسمعي قصتي:

كان لي بيتاً صغيراً لكنه جميلاً عشت به اسعد ايام عمري، فناءه كبير زرعت به شجر التين والزيتون والبرتقال. . رويته بحبي بعشقي لهذا التراب.
وكانت لي غرفة صغيرة زينتها بأجمل الالوان، ولأخوتي غرفة مجاورة طويلة الجدران، وكانت تسكن في بيتنا الجدة وثلاث عمات ولوالدي غرفة بعيدة في آخر الرواق.
كنا نجلس حول كانون النار في ليالي الشتاء نقص الحكايا وتسمع أصوات ضحكاتنا من بيت الجيران.

بينما نحن على هذا الحال جاء دخيل على بيتنا مهلهل اللباس نظراته حاسدة وبيده كل السلاح، قتل أخي الصغير وجدتي وهي على فراش الصلاة، وطرد ابي خارج الدار وانتهك العرض وساد الظلام الكل نيام، صرخت اما من حامي لهذه الدار فعم السكوت الا جرحى هذه الدار .
وبعد ليالي جاء القرار قلم أخضر ينزف دماً وبدأ يخط أمام غرفتي هذا هو الدمار لا يجوز لك تخطيه لانه ما أمر الحكام. فقالوا لي اما ان تقتلي أو ترحلي عن هذه الدار فقلت ما بالك الا تدري انني صامدة وهذا ما شاء القهار ، فكيف اترك غرفتي لهذا الدخيل المكار.

وداسوا على زرعي وقطعوا شجر الزيتون والبرتقال وحفروا الحفر حول بيتي فما كان هذا الا صنع اللئام.

فأصبح الخط الدموي يفصل بيني وبين أمي وعماتي وكان هذا القرار
أما أبي فأصبح مبعداً لا يجوز له حق الرجوع لانه خارج حدود الدار، أخي الكبير أخذ مفتاح غرفته بعد طرده وظن أنه عائد بامر الحكام.

ومرت الايام وتوالت الحسرات انا مستضعفة على أرضي، وأمي أصبحت في دولة أخرى مع أن خطاً رفيعاً فرق بيننا مع انه يداس بالاقدام وابي يعيش في مخيمات لبنان وسوريا وعمان.
وأخي مفتاحه باقٍِ معه لكن البناء هدم وشيدت عليه القصور والملاهي لكن ترابه باق يشهد لآصحاب المكان لأن دماء أخي الصغير ما زالت تروي المكان حتي بعد مرور مئات الأعوام.

انا أعيش مع عدو مكار يهينني ويرمي لي بفتات الجمرات وظن باني نسيت من يكون ولكني أقول له خسئت يا سراق فموعدكم قريب بإذن المولى الجبار .

فجعلت عنواني مصحفي ونسيت كل الألقاب وتذكرت أنشودتي التي رددتها طوال عمري أنا مسلمة عربية فلسطينية أعتز بقرآني الإسلام ديني.

قضيتي انني أحب بلدي ولا بلد لي سواها صامدة فيها ولن أرحل عنها لأي عنوان فعنواني هو قدسي وتسلمي لي يا قدس الأقداس



منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول