الفـــــــارسـة @alfars_3

عضوة جديدة

هو قلبي .............ولكن.

يا إلهي ..يا إلهي ..ما أفظع هذا الكابوس ..
كانت ترتجف بعنف ودموعها تسيل على وجنتيها ويظهر عليها الخوف جلياً..أسرعتُ إليها..احتضنتها وقرأت عليها آية الكرسي والمعوذات ..وبعد أن هدأت طلبتُ منها ان تحكي لي ما رأته في ذلك المنام .. ترددت قليلاً ثم بدأت تحكي ..
رأيت منزلاً كبيراً جداً وكان على شكل قلب ورأيت المفتاح يدور في بابه ثم انفتح الباب .. وسمعت صوتاً يقول لي (عليك أن تدخلي وتفتحي جميع الأبواب لتري ما بداخلها ).. دخلت مترددة .. وسمعت صدى خطواتي في الممر الطويل .. كانت هناك أبواب كثيرة .. كثيرة جداً لا أعرف كم عددها على جانبي الممر .. والإضاءة حمراء خافتة .. سرت ببطء وأنا خائفة جداً .. وبيدٍ مرتجفة فتحت الباب الأول .. ويالهول ما رأيت .. رأيت أناساً كثراً أعرفهم .. وكانت أجزاء من لحوم أجسادهم مقطعة وتسيل منها الدماء وكانوا يصرخون فيّّ ويقولون ( أنت أكلت لحومنا .. هل تشعرين بطعمها في فمك ؟ لقد اغتبتنا وتكلمت عنا بما لا يرضينا .. هل وجدت طعمنا لذيذاً ؟ هل أعجبك ؟) وكان هناك طعمٌ كريه جداً أشعر به في فمي .. شعرت بالغثيان والرغبة في أن أتقيأ وأفرغ ما في جوفي .. خفت كثيراً .. أغلقت الباب وعدت مسرعةً لأخرج من هذا المكان الرهيب .. لكنني وجدت باب المنزل مغلقاً وسمعت الصوت يقول ( إلى أين ؟ .. يجب أن تكملي جميع الغرف ثم نفتح لك الباب ) عدت مرةً أخرى .. فتحت الباب الثاني فرأيت ذئاباً كثيرة وكانت وجوهها هي وجوه الشباب الذين أحدثهم في الهاتف أحاديثاً ماجنة فاحشة .. وكانوا ينقضون علي ولعابهم يسيل من أشداقهم .. أغلقت الباب بسرعةٍ وأنا أبكي .. ما هذا ؟ ما الذي يحدث لي ؟ .. فتحت الباب الثالث .. رأيت رجالاً ونساءً عراة تحترق أجسادهم ويصرخون .. كان هؤلاء هم الممثلين والممثلات الذين أراهم في الأفلام والمسلسلات وأُعجب بهم .. شعرت بلهيب النيران يلفح وجهي ويحرق عينيّ فأغلقت الباب .. نسيت أن أخبركم أن جميع الغرف التي فتحتها كانت سوداء مخيفة وتخرج منها رائحةٌ نتنة كريهةٌ لا تطاق .. كدتُ أجن ولكنني مجبرة فلا حيلة لي ويجب علي إكمال باقي الأبواب .. وهكذاسرتُ متنقلة من حجرة إلى حجرة وكل واحدة أفظع من الأخرى .. رأيت في إحداها جهاز التسجيل وسمعت صوتاً يصم الآذان وكان الجدار مليئاً بصور المطربين والمطربات ثم بدأوا يخرجون من الصور وفي أيديهم أسياخٌ محماةٌ على النار ينقضون بها على أذني .. وفي حجرةٍ أخرى رأيت أبي وأمي غاضبين مني ويقولان ( لقد آذيتنا بعقوقك ولم تؤد حقنا لن نرضى عنك ) .. ورأيت نفسي في حجرةٍ أخرى أقف في منتصفهاألبس عباءةً مزركشة وتفوح مني رائحة العطر ولكن حولي الكثير من الشباب يمزقون العباءة وينهشون جسدي .. ثم رأيت في إحدى الغرف رجل أسود بشع عملاق ومخيف .. سألته : من أنت ؟ قال : أنا أخلاقك السيئة .. أنا شتائمك وألفاظك البذيئة وبطشك بالناس .. سألحق بك الأذى كما ألحقته بالآخرين .. وانقض علي فخرجت مسرعة .. وهكذا تابعت الحجرات وأنا أكاد أموت هلعاً .. حتى إذا لم يبق غير بضع حجرات قليلة في الممر .. أُضيء الجزء الذي أقف فيه والممر من أمامي بضوءٍ باهر .. ورأيت نوراً ساطعاً يخرج من الحجرات الباقية وشممت روائح زكية لم أشم مثلها قط في حياتي .. شعرت بالراحة والانشراح .. أسرعت وفتحت الباب الأول عن يميني .. وجدت في الحجرة عرشاً كبيراً ضخماً ورائعاً .. كان مصنوعاً من الذهب الخالص ومرصعاً بالجواهر والأحجار الكريمة ولكن كانت هناك بعض الجواهر ناقصة وتُرك مكانها فارغاً .. تساءلت : ما هذا العرش الرائع ؟ ولمن هو ؟
أجابني الصوت : هذا هو مكانك لمحافظتك على الصلوات .
فسألت : ولكن من أخذ هذه الجواهر ؟ .
- أنت سرقتها .
- أنا ؟!
- نعم أنت ألم تسرعي في صلاتك ولم تؤدها كما يجب وأنقصت في ركوعها وسجودها ؟ هذه هي سرقتها وستظل الجواهر والأحجار الكريمة تنقص حتى تحسّني أداء صلاتك ..
عقدت العزم على تأدية الصلاة بكل خشوع وطمأنينة واتجهت إلى حجرة أخرى .. رأيت طعاماً كثيراً وشراباً .. كان شكله شهياً وتفوح منه رائحة طيبة وسمعت الصوت يقول : ( هذا جزاؤك لمحافظتك على صيام شهررمضان .. كلي واشربي كما تشائين ).. كان الطعام لذيذاً لم أتذوق مثله من قبل .. وفي الحجرة الثالثة رأيت رجلاً حسن المظهر يمسك بأكياسٍ ممتلئة بالنقود الذهبية وقال لي : ( هذه الأموال لك حافظت عليها لأعطيها لك بعدما رأيت محافظتك على الأمانات التي عندك ) شكرته وخرجت وأنا سعيدة .. وأخيراً وصلت إلى نهاية الممر وأمامي وفي صدر الممر كان هناك باب كبير .. فتحته فوجدت نفسي عندما كنت صغيرة في بداية بلوغي أرتدي حجاباً وأقرأ القرآن من مصحف أمامي بصوت شجي ساحر .. توقفت الصغيرة عن التلاوة ونظرت إلي بشوقٍ وحنين .. سألتها : لماذا توقفت عن القراءة ؟
- لأنك توقفت عن القراءة منذ مدةٍ طويلة .. جلست هنا أقرأ وأنتظرك لتعودي إلى سابق عهدك .. كنت أقرأ لأحمي ما تبقى من قلبك .. ولكنك لم تهتمي بي .. نسيتني تماماً ولن يبقَ وقت كثير حتى يتهدم ما بقي من صلاح .
هممت أن أسألها عما تعني ولكن قبل أن أفعل سمعت أصواتاً عالية تأتي من خلفي .. نظرت إلى الخلف فرأيت جميع الأبواب السيئة التي أغلقتها قد فُتحت وصار من فيها يخرجون ويتجهون نحوي في الجزء المضيء .. خفت كثيراً وأردت أن أحمي هذا الجزء .. اختطفت المصحف من الحجرة .. أمسكت به بشدة وركضت لأغلق الأبواب .. كنت كلما أغلقت باباً وذهبت لأغلق الآخر يعود وينفتح من جديد .. صرت أبكي وأصارع من أجل إبقاء الأبواب مغلقة ولكن دون جدوى .. تمنيت أن تكون معي مفاتيح لأغلق هذه الأبواب نهائياً .. كان القرآن الذي في يدي يحميني من هجمات الذين في الغرف ولكنهم ما زالوا خارج الغرف يركضون خلفي .. كنت أبكي وأركض في كل اتجاه .. وأسمع الصوت يصرخ ويقول :
( طهري قلبك .. نظفيه .. أنقذيه قبل أن يفنى .. أنقذيه قبل أن يموت .. طهريه .. نظفيه .. )
استيقظت من النوم وأنا أبكي.
ثم قالت : لقد عقدت العزم على البحث عن المفاتيح التي تغلق الأبواب الشريرة .. سأبقيها مغلقة إلى أن أنظفها وأطهرها ثم أعيد فتحهامن جديد لأملأها بكل شيء جميل .

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تــيــمــة • 22 سنة

كابوس رهيب ........... ماذا لو كان حقيقيا ؟؟

ولم لا .. ألن نرى مثله بل وأبشع منه يوم القيامة ؟؟

أجارنا الله من العذاب وحرم أجسادنا على النار ..

أسلوب جميل ومتسلسل .. لكن هناك القليل من الأخطاء النحوية والاملائية .. مثل :
هم الممثلين ....... فالصواب أن تقولي هم الممثلون .......

ولدي ملحوظة صغيرة : أظن أنك لو تركت بعض الأحداث دون تفسير وتركت لنا التخمين لكانت القصة أجمل ( على جمالها حاليا ) مثل أن تتركي مشهد الذئاب مجهولا وسيخطر في بالنا أنهم ذئاب بشرية .... وهكذا ..

مرحبا بك بيننا ... وبانتظار المزيد من مشاركاتك ..

( التوقيع روعة )

أحلام اليقظة • 22 سنة

أختي الفارسة

جرني صهيل كلماتك الجميلة لدخول ميدانك

وأثار النقع بقلبي أسلوبك المتسلسل

فحياك ِ الله بيننا فارسة تشق غبار الصمت

وقاد الله خيلك للجنة

على الهامش ...

حمرة الورد • 22 سنة

رائع جدا
ما اجمل ان نحاسب انفسنا قبل ان تحاسب
اشكر لك تذكيرك
عسا الله ان يرزقنا صالح العمل

اسلوبك رقيق وجميل لكن صريح جدا

اتمنى ان نراك دائما

رامــــا • 22 سنة

كلمات جميله حروف ذات معني

كبير ومعاني جوهريه

سلمت يمينك على كل

ما كتبتي وماقصرتي

تقبلي تحياتي

اختك:رامـــــا

سنوكة حنين • 22 سنة

القلب هو لب الشعور والاحساس
وهو مصدر النية سواء كانت صالحة أو فاسدة

وعليها يحاسب المرء

وجميل أن يحاسب المرء نفسه قبل أن يحاسب

كلماتك تحمل إلى التأمل
وأيضا في مواجعة الحسابات

أهلا بك يا غالية

وسأحاول أن أتوقف وقفة أخرى هنا

تقبل الله منا صالح الأعمال

تقبلي تقديري واحترامي