هيا نجني الحسنــات من حقول الصدقـات

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين
ساكتب لكم مقالتي المتواضعة عن فضل الصدقة مدعمة موضوعي بافكاري الخاصة في ذلك
وقد قمت ايضا بايراد بعض المعلومات من البحث بالانترنت ونبدأ اولا بتعريف الصدقة

التعريف الشرعي لصدقة:

ما تعطى على وجه التقرب إلى الله تعالى، فيخرج بذلك الهدية ونحوها مما يعطى على وجه التوادد والمحبة فلا تدخل في مسمى الصدقة المختصة ببعض الأحكام في الشرع، ولذا كان عليه الصلاة والسلام يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة كما في الصحيحين، ومن هنا يمكن التفريق بين العطايا التي تضمنها السؤال، فليس كل ما يدفعه الإنسان للآخرين تجرىعليه أحكام الصدقة، بل منه ما يدخل في أحكام الهدية ومنه ما يدخل في أحكام الصدقةبحسب قصد باذلها وهذا يظهر من قرائن الحال.
ثم إن الصدقة منها ما هو من قبيل الزكاة الواجبة، ومنها ما هو من قبيل صدقةالتطوع.
فأما الزكاة الواجبة فلا تجوز إلا للأصناف الثمانية المذكورة في قوله تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَاوَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِاللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" التوبة:60]، وإذا علم الشخص أنه ليس واحداً منهم فلا يحل له أخذ الزكاة، وأما صدقةالتطوع فالأمر فيها أيسر وإن كان الأولى بالمسلم أن يتورع عنها قدر استطاعته، ويشتدالمنع بحسب استغناء المسلم عنها،
انواع الصدقة :
الأول:الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول جل وعلا: إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْالبقرة:271]، ( فأخبر أنَّإعطاءها للفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهلرها وإعلانها، وتأمَّل تقييده تعالىالإخفاء بإتيان الفقراء خاصة ولم يقل: وإن تخفوها فهو خيرٌ لكم، فإنَّ من الصدقة مالا يمكن إخفاؤه كتجهيز جيشٍ، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، أو غير ذلك، وأمَّا إيتاؤهاالفقراء ففي إخفائها من الفوائد، والستر عليه، وعدم تخجيله بين النَّاس وإقامتهمقام الفضيحة، وأن يرى الناس أن يده هي اليد السفلى، وأنَّه لا شيء له، فيزهدون فيمعاملته ومعاوضته، وهذا قدرٌ زائدٌ من الإحسان إليه بمجرد الصدقة مع تضمنه الإخلاص،وعدم المراءاة، وطلبهم المحمدة من الناس. وكان إخفاؤها للفقير خيراً من إظهارها بينالناس، ومن هذا مدح النبيصدقة السَّر، وأثنى على فاعلها، وأخبر أنَّه أحد السبعةالذين هم في ظلِّ عرش الرحمن يوم القيامة، ولهذا جعله سبحانه خيراً للمنفق وأخبرأنَّه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته ].
الثانية:الصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حالالمرض والاحتضار كما في قوله: {أفضل الصدقة أن تصدَّقوأنت صحيحٌ شحيحُ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا} في الصحيحين].
الثالثة:الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله عز وجل: وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَالبقرة:219]، وقوله: {لا صدقة إلا عن ظهر غنى... }، وفي رواية: {وخير الصدقة ظهر غنى} كلا الروايتينفي البخاري].
الرابعة:بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة؛ لقوله: {أفضل الصدقة جهد المُقل، وابدأ بمن تعول} رواه أبو داود]، وقال: {سبق درهم مائة ألف درهم}،قالوا: وكيف؟! قال: {كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما،وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها} رواهالنسائي، صحيح الجامع]، قال البغوي رحمه الله: ( والإختيار للرجل أن يتصدق بالفضلمن ماله، ويستبقي لنفسه قوتاً لما يخاف عليه من فتنة الفقر، وربما يلحقه الندم علىما فعل، فيبطل به أجره، ويبقى كلاً على الناس، ولم ينكر النبيعلى أبي بكر خروجه من مالهأجمع، لَّما علم من قوة يقينه وصحة توكله، فلم يخف عليه الفتنة، كما خافها علىغيره، أما من تصدق وأهله محتاجون إليه أو عليه دين فليس له ذلك، وأداء الدينوالإنفاق على الأهل أولى، إلا أن يكون معروفاً بالصبر، فيؤثر على نفسه ولو كان بهخصاصة كفعل أبي بكر، وكذلك آثر الأنصار المهاجرين، فأثنى الله عليهم بقولهوَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌالحشر:9] وهي الحاجة والفقر شرح السنة].
الخامسة:الإنفاق على الأولاد كما في قوله: {الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة} في الصحيحين]، وقوله: {أربعة دنانير: دينارأعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقبةٍ، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينارأنفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك} رواهمسلم].
السادسة:الصدقة على القريب، كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً،وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول اللهيدخلها ويشرب من ماء فيهاطيِّبٍ. قال أنس: ( فلما أنزلت هذه الآية: لَن تَنَالُواْ البِر حَتَّىتُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَآل عمران:92]. قام أبو طلحة إلى رسول اللهفقال: يا رسول الله إنَّالله يقول في كتابهلَن تَنَالُواْ البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّاتُحِبُّونَوإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يارسول الله حيث شئت، فقال رسول الله: {بخ بخ مال رابح، وقد سمعتما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين}. فقال أبو طلحة: أفعليا رسول، فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه ].
وقال: {الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتانصدقة وصلة} رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة]، وأخصُّالأقارب - بعد من تلزمه نفقتهم - اثنان:
الأول: اليتيم؛ لقوله جلَّ وعلا: فَلا اقتَحَمَ العَقَبَةَ (11) وَمَا أدرَاكَ مَا العَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَو إِطعَامٌ فِى يَومٍ ذيمَسغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقرَبَةٍ (15) أَو مِسكِيناً ذَا مَتْرَبةَالبلد:11-16]. والمسغبة: الجوع والشِّدة.
الثاني: القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛ فقد قال: {أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح} رواهأحمد وأبو داود والترمذي صحيح الجامع].
السابعة:الصَّدقة على الجار؛ فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى بقوله: وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِالنساء:36] وأوصى النبيأبا ذر بقوله: {وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها} رواه مسلم].
الثامنة:الصدقة على الصاحب والصديق في سبيل الله؛ لقوله: {أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقهالرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل} رواه مسلم].
التاسعة:النفقة في الجهاد في سبيل الله سواء كان جهاداً للكفار أوالمنافقين، فإنه من أعظم ما بُذلت فيه الأموال؛ فإن الله أمر بذلك في غير ما موضعمن كتابه، وقدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر الآيات ومن ذلك قولهسبحانه: انفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْبِأَموَالِكُمْوَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَالتوبة:41]، وقال سبحانه مبيناً صفات المؤمنين الكُمَّل الذين وصفهم بالصدقإِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَميَرتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِأُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَالحجرات:15]، وأثنى سبحانه وتعالى على رسولهوأصحابه رضوان اللهعليهم بذلك في قوله: لَكِنَ الرَّسُولُ وَالذَّينَ آمَنُواْ مَعَهُجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخَيرَاتُوَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنتَحتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوزُ العَظِيمُالتوبة:89،88]، ويقولعليه الصلاة والسلام: {أفضل الصدقات ظلُّ فسطاطٍ فيسبيل الله عز وجل أو منحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله} رواه أحمد والترمذي، صحيح الجامع]، وقال: {من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا} فيالصحيحين]، ولكن ليُعلم أن أفضل الصدقة في الجهاد في سبيل الله ما كان في وقتالحاجة والقلة في المسلمين كما هو في وقتنا هذا، أمَّا ما كان في وقت كفاية وانتصارللمسلمين فلا شك أن في ذلك خيراً ولكن لا يعدل الأجر في الحالة الأولى: وَمَالَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِوَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَأُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُواوَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَنذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌكَرِيمٌالحديد:11،10]. ( إن الذي ينفق ويقاتل والعقيدة مطاردة، والأنصار قلة، وليس فيالأفق ظل منفعة، ولا سلطان، ولا رخاء غير الذي ينفق، ويقاتل، والعقيدة آمنة،والأنصار كثرةٌ والنصر والغلبة والفوز قريبة المنازل، ذلك متعلق مباشرةً لله متجردٌتجرداً كاملاً لا شبهة فيه، عميق الثقة والطمأنينة بالله وحده، بعيدٌ عن كل سببظاهر، وكل واقع قريب لا يجد على الخير أعواناً إلا ما يستمده مباشرةً من عقيدته،وهذا له على الخير أنصارٌ حتى حين تصح نيته ويتجرد تجرد الأوليين ) القرآن].
العاشرة:الصدقة الجارية: وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه؛لقوله: {إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أوعلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له} رواه مسلم].
فضل الصدقة وفوائدها:
أولاً:أنها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله: {إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى} صحيح الترغيب].
ثانياً:أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله: {والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار} صحيح الترغيب].
ثالثاً:أنها وقاية من النار كما في قوله: {فاتقوا النار، ولو بشق تمرة}.
رابعاً:أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامرقال: سمعترسول اللهيقول: {كل امرىء في ظل صدقته، حتى يُقضى بين الناس}. قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولوكعكة أو بصلة )، قد ذكر النبيأن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاظله: {رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ماتنفق يمينه} في الصحيحين].
خامساً:أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله: {داووا مرضاكم بالصدقة}. يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجهابأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجةإلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ ) الترغيب].
سادساً:إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قولهلمن شكى إليه قسوة قلبه: {إذا إردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم} رواه أحمد].
سابعاً:أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليهالسلام لبني إسرائيل: ( وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يدهإلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسهمنهم ) فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت منفاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمرمعلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه.
ثامناً:أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَآلعمران:92].
تاسعاً:أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول: {ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً} فيالصحيحين].
عاشراً:أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبيعن ذلك بقوله: {ما نقصت صدقة من مال} في صحيح مسلم].
الحادي عشر:أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قولهتعالى: وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْالبقرة:272]. ولما سأل النبي عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: {بقي كلها غير كتفها} في صحيح مسلم].
الثاني عشر:أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: إِنَّالْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناًيُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌالحديد:18]. وقوله سبحانه: مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُلَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَالبقرة:245].
الثالث عشر:أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له بابالصدقة كما في حديث أبي هريرةأن رسول اللهقال: {من أنفق زوجين فيسبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من بابالصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي منباب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان}قال أبوبكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلكالأبواب كلها: قال: {نعم وأرجو أن تكون منهم} في الصحيحين].
الرابع عشر:أنها متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريضفي يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرةأن رسول اللهقال: {من أصبح منكم اليوم صائماً؟}قال أبو بكر: أنا. قال: {فمن تبع منكم اليوم جنازة؟}قال أبو بكر: أنا. قال: {فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟}قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله: {ما اجتمعت في امرىء إلا دخل الجنة} رواه مسلم].
الخامس عشر:أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبيضرب مثلالبخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأماالمنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أنينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع ( فالمتصدقكلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبةعليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن فيالصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقياً بالاستكثار منها والمبادرةإليها وقد قال تعالى: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَالحشر:9].
السادس عشر:أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند اللهكما في قوله: {إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاًوعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.. }الحديث.
السابع عشر:أنَّ النبَّيجعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلكفي قوله: {لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقومبه آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار}، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريممن فضله.
الثامن عشر:أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقةالتي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا: إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمبِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَوَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِوَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُمبِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُالتوبة:111].
التاسع عشر:أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله: {والصدقة برهان} رواه مسلم].
العشرون:أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراءاللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبييوصي التَّجار بقوله: {يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلففشوبوه بالصدقة} رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع].

مجالات الصدقة الجارية:

وإليك بعضاً من مجالات الصدقة الجارية التي جاء النص بها:
1 - سقي الماء وحفر الآبار؛ لقولة: {أفضل الصدقة سقي الماء} رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة:صحيح الجامع].
2 - إطعام الطعام؛ فإن النبيلما سُئل: أي الإسلام خير؟ قال: {تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف} في الصحيحين].
3 - بناء المساجد؛ لقوله: {من بنى مسجداً يبتغي بهوجه الله، بنى الله له بيتاً في الجنة} في الصحيحين]، وعن جابرأن رسولاللهقال: {من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنسولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجداً كمفحص قطاة أو أصغر بنى اللهله بيتاً في الجنة} صحيح الترغيب].
4 - الإنفاق على نشر العلم، وتوزيع المصاحف، وبناء البيوت لابن السبيل، ومن كانفي حكمه كاليتيم والأرملة ونحوهما، فعن أبي هريرةقال: قال: {إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمهونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابنالسبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعدموته} رواه ابن ماجة:صحيح الترغيب].
ولتعلم أخي أن الإنفاق في بعض الأوقات أفضل منه في غيرها كالإنفاق في رمضان، كماقال ابن عباس رضي الله عنه: ( كان رسول اللهأجود الناس، وكان أجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان بلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن،فلرسول اللهحين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ) ، وكذلك الصدقة فيأيام العشر من ذي الحجة، فإن النبيقال: {ما من أيام العملالصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام}يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: {ولاالجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك شيء} رواه البخاري]، وقد علمت أن الصدقة من أفضل الأعمال التي يُتقرببها إلى الله.
ومن الأوقات الفاضلة يوم أن يكون الناس في شدة وحاجة ماسة وفقر بيّن كما في قولهسبحانه: فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍالبلد:11-14].
فمن نعمة الله عز وجل على العبد أن يكون ذا مال وجدة، ومن تمام نعمته عليه فيهأن يكون عوناً له على طاعة الله{فنعم المال الصالح للمرء الصالح}رواه البخاري

والمجال في ذلك واسع والافكار كثيرة في مجال الصدقات والاعمال الخيرية ومنها ماخطر على بالي فكرتان متواضعتان
اولها : حصالة الخير :
فقد قمت بعمل الكثير من علب الهدايا _واذ لم يتوفر أي علبة _ مثل الحصالات أي عملت باعلاها فتحة مستطيلة وعملت ملصقات عليها احاديث عن فضل الصدقة وكتبت عليها حصالة الخير وبعدها وزعت على الاهل منها واهل زوجي وفكرتها ان تكون بالبيت والكل يضع فيها ماتيسر وكل شهر او ثلاث اشهر تفتح ويوزع المبلغ الذي بداخلها على المحتاجين وان شاء الله تكون سببا لحلول البركة في البيت

ثانيا : سلة الام الخيرية:
شراء سلة وبعض من الهدايا ( شموع , براويز , سجاد صلاة , مباخر , علب بخور , تحف ...الخ) وكتابة عبارات للام |( امي نور حياتي , الله يحفظك يا ماما ...الخ) وطباعتها وقصها على شكل بطاقات والصاقها بالهدايا (مثل عمل التفاسير بالملك والزواجات) ووضعها بالسلة ومن ثثم عرضها على الاهل والاقارب ليشتروها هدية للام ويذهب الثمن صدقة عن الام او المشترية حسب النية وهكذا فلقد تفاعل معي الكثير وتم شراء مالدي من هدايا فالفكرة رائعة وسامية
اسال الله ان يتقبلها مني ويوفقكم لعملها
فدعونا اخواتي نهب لصدقة ولا نتوقف عن هذا العمل الجليل لنتصدق لو بالقليل
لنتصدق لو بابتسامة نتبسمها في وجه ازواجنا واولادنا وخدمنا فدعونا لا نفوت الخير الكثير ونحصد الحسنات الميسرة لنا عن طريق الصدقات بمجالها الواسع
واسال الله لي ولكم التوفيق والسداد
ختاما وعسى الله ان ينفع بهذه المقالة المسلمين
فان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي
30
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ورده الجوري
ورده الجوري






جزاك الله خير على مشاركتك القيمه في فعالية ربيع الخمائلـ ’’
سلمتـ يمينك والله يحرمها النار ويجعله في ميزان حسناتكـ,
توأم روحي 123
توأم روحي 123
جزاك الله خيرآ وجعلة في ميزان حسناتك
مجوده majooda
مجوده majooda
جزاك الله خير
الله لايحرمك الاجر
منار العرب
منار العرب
جزاك الله خير
ام عبدالرزاق م
جزاك الله خير يارب يسر امري وامرها امين