.

أحَسَّ بضيق وسأم وفتح نافذته ليتنفس ويدخل لرئتيه هواءاً نقياً
علّه يشعر بالراحة والهدوء..
جال ببصره يتأمل المباني وكأنه لأول مرةٍ يراها ..
ذلك المنزل كان يسكنه صديقه عمران..
واليوم... عمران يسكن تحت الأرض..
يآه .. زفر زفرة حآرة وتمتم..
ماأحقرك يادنيا ،، زاد معدل الضيق الذي يشعر به ..
رفع بصره قليلاً ليتأمل تلك السلاسل الجبلية التي تحيط به ..
فأحسَّ بشيء من الشموخ والقوة بنظره للجبال وبدأ النشاط يسري في جسده وكأن الضيق بدأ يتلاشى
أخذ يتنفس بعمق فشعر بالإنتعاش وحب الحياة..
لحظات ويعلو نظره للسماء ..
ماذا يرى سماء ممتدة شاسعة الأرجاء لا نهاية لها ..
وبشيء من الرهبة والخشية يتمتم ..بتساؤلات إيمانية..
ياالله كيف لنا أن نتلذذ بالمعاصي فوق هذه الأرض
وإله عظيم قد أبدع هذه السماء بلا عمد..يرانا أين ماكنا وكيف ماكنا..
ماذا لو سقطت السماء على الأرض فهلكنا..؟
ماذا لو انشقت بعذاب شديد ..؟
ماذا لو تناثرت علينا كواكبها ..؟...ماذا .. وماذا...؟
وفي ذروة تفكيره الإيماني ..دق جرس الباب..تنبه له..
فتذكر الموعد...
أوووه إنها غرام أتت على الموعد..واحتدم صراع بداخله ..هل يفتح لها أم لا..
أخذ ينظر للسماء بوجل ويردد لا..لن أفتح الله يراني ياغرام كيف أستتر منه ..
وتجذبه نفسه الأمارة بالسوء وتذكره بحسنها ودلالها
وتهمس له بخبث لاعليك لن يراك أحد..!!
فقط أغلق النافذة ..!!
هيَّا أغلق النافذة فغرام بانتظارك.. وربك غفور رحيم..!!!
اليوم فقط وباب التوبة مفتوح..!!
ويزداد طرق الباب ويشتد الصراع ..
فتلوح له صورتها ودلالها ورائحة عطرها
وصوت الهوى يعلومردداً اليوم ..اليوم فقط..
هيَّا أغلق النافذة..!
فيغمض عينيه ويحكم قبضة يمناه..
فيهوي.. ويُتبع النفس هواها..
وبهدوءٍ تمتد يُسراه فيغلق النافذة..
ويسدل الستار..
*
*
(..ألم يعلم بأن الله يرى..)
.
(..ألم يعلم بأن الله يرى..)
*
*
*
رائعة بحق
تذكرة بإسلوب اخآذ
أخذتني جميع حروفها
وحتى هدوء ألوانها والصورة
إلى ذاك المشهد لأعيش تفاصيله الساخنة
وأنتظر بلهفة وخوف ودعاء ورجاء أن لا يقبل إغلاق النافذة
وكدت أتنفس الصعداء حتى وجدت نفسي سأصرخ كمنتصر في مباراة
وإذ بي أمسك قلبي خشية عليه وقد قام وبكلتا يديه أغلق النافذة ومرة أخرى عاد للهوى
كم كنت أتمنى أن لا يغلقها وكم كنت أرجو أن يكون أقوى ولكني تذكرت أنها حقيقة من لا يراعي نفسه
ويعينها بالمثبتات الإيمانية ومن يتركها بلا معين تواجه كل هذه التيارات والأعاصير الهوجاء
صمت الحب حركت خاطرتك المشاعر وهي أصلا تبحث عن حياة فرحمتك ربي بنا جميعا فلا تعنا على إغلاق النافذة
وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وعلى تدبر معاني آياتك وجعلها وطاعتك الأهم في هذه الدنيا الفانية