قصة قصيرة وصلتني منذ فترة طويلة عبر أحد برامج التواصل الاجتماعي
يحكي قصة بسيطة عن زوجين يروي كل طرف منهم ما حدث في الليلة الماضية
الزوجة تقول لصديقتها :
ليلة أمس كانت من اروع الليالي الرومنسية مع زوجي الحبيب
فقد تعشيت معه في مطعم راقي على ضوء الشموع ..
وبعدها رجعنا للمنزل سيراً على الاقدام تحت ضوء القمر
وتبادلنا احاديث الحب طوال الطريق
ونام زوجي ليلتها نوم عميق كالطفل الرضيع
الزوج يقول لصديقه :
ليلة امس كانت من أسوء الليالي التي مرت علي
من سوء الحظ انقطع التيار الكهربائي في المنزل
فاضطريت ان أذهب للعشاء مع زوجتي في المطعم ولسوء حظي لم اجد وقتها الا
مطعم اسعاره غالية وسوء الحظ ظل يلاحقني فقد انقطع التيار الكهربائي
في المطعم نفسه واضطررنا ان نكمل عشائنا على ضوء الشموع !!!
وعند خروجنا من المطعم وجدت اطار السيارة فارغ من الهواء ولا املك اطار احتياطي
وقد نفذت بطارية جوالي فلم استطع طلب المساعدة
فعدنا للمنزل سيراً على الاقدام وضلت زوجتي تتكلم بلا توقف طوال الطريق
مما سبب لي صداع مؤلم
ونمت ليلتها مثل القتيل وانا ألعن هذه الليلة من كل قلبي
شد انتباهي في القصة
هي اختلاف نظرة الرجل
ونظرة المرأة للمواقف المشتركة في حياتهم ..
فما رأته قمة في الرومنسية هـــو رآه قمة في سوء الحظ
طريقة سرد الاحداث تعبر عن زاوية كل منهم في النظر للامور
وهذه القصة وان كانت غير حقيقية او مختلقة الا انها صادقة جداً فيما ترمي اليه من مقصد
فما تراه المرأة جميل ورائع يراه الرجل العكس
فهي تنظر من زاوية وهي ينظر من زارية متخلفة تماماً وبعيدة عما تراه هي
فمثلاً ..
قد تنظر الزوجة ان الليلة الرومنسية لا تكتمل الا بوجود الشموع
وتوزيعها في زوايا البيت
ونثر الورود على السرير والارض
وتحضير عشاء رومنسي فخم بمختلف الاطباق المتنوعة الشهية المحضرة منزلياً
التي تستغرق وقت وجهد ومال لتحضيرها
ثم اختتام السهرة بلقاء حميم بينهم
لتنام بعدها مطمئنة البال وسعيدة
و للرجل نظرة اخرى
صدقوا او لا تصدقوا
ان هناك نسبة ليست بالقليلة من الرجال
لا يحبوا الليالي الرومنسية التي على ضوء الشموع والورود المتناثرة هنا وهناك
بعض الرجال لا يحبون الدخان الذي يظهر من الشمعة وان كانت معطرة
فعند انطفائها لابد من ظهور رائحة لهذا الدخان
وقد يتذمر بقوله خنقتيني بالشموع !!!
او يظل على اعصابه خوفاً من حدوث حريق مفاجئ !!
ويعتبر ان الورد المتناثر هنا وهناك سوف يجلب النمل للسرير
الان الورد في الحقيقة يجذب النمل !!
وقد يعتبر ان العشاء الرومنسي هذا
زيادة تكاليف وبهرجة لا داعي لها
فهو يرغب ان يأكل سندويش جبن ويشرب عصير المراعي !!
ثم يأخذ حقه الشرعي بشكل سريع " اي بدون مقدمات كثيرة " وينام نووومة هااادئة
بعض الرجال ينظرون لليالي الرومنسية انها مقدمة وتصريح من الزوجة بان
تريد مداعبات وملاطفات واحاديث رقيقة قبل اللقاء الحميم
فهي لا تريد تأدية واجب فقط او اشباع رغبة
هي تريد ان تعيش الحب والمشاعر الرقيقة بكل تفاصيلها ،
تريد منه كلام لطيف حنون يعبر به عن حبه لها عن اشتايقه الاحاديثها وحضورها
تريد ان يمدح عطرها الفواح وزينتها الجميلة
ان يمدح جمال شعرها ونضارة بشرتهت وجمال عينيها ، ويتغزل بكل تفاصيلها الدقيقة
ان يلاحظ التغييرات التي قامت بها من اجله من قص او صبغ او نحف في قوامها
وهذا يندرج تحت " وجع راس " عند بعض الرجال
ولماذا هذا الوصف القاسي ؟؟
الان الرجل غالباً لا يحب كثرة الكلام فهذا يفقده الرغبة بشكل سريع
ولا يحب تكرار الكلام فهو يرى انه عندما تزوجها قد مدح قوامها وشعرها وبشرتها
وتكلم معها بما فيه الكفاية ،، وبنظره ان كلامه هذا وجب عليها ان ..
تحفظه بقية عمرها في ذاكرتها وان ارادت ان تعرف رأيه بها فالافضل ان ..
تسترجع شريط الذكريات وتتذكر كلامه
وبالنسبة له هذا كاف جداً
فهو لا يحتاج ان يكرر لها في كل لقاء حميم كلمات الحب والغزل
ولا يحتاج ان يمدحها في كل مرة تغير من شكلها
هو تزوجها جميلة بنظره ومهما غيرت واهتمت فرأيه لم يتغير
فهو بنظره لن يتكلم الا اذا رأى العكس من اهمال او تقصير
هكذا الرجل يفكر
تفكير قد يستفز المرأة ؟؟!!
وقد تنظر له انه يعبر عن انانية بحته من الرجل !؟؟
فهو لا يقدم تنازلات أبداً
يرديها ان ترضى فقط ،،
هذا التفكير يفكر به فئة من الرجال
فتشكي الزوجة من جفاف زوجها عاطفياً معها
فهي تقول انا لم اقصر
اذن أيـن الـخــلـل ؟؟!!
لماذا هو جاف وقاسي واناني بتعامله معي
ربما الخلل في جملة " لم أقصر "
في العادة المرأة انسانة نظامية ودقيقة
ولا تشعر بالراحة الا لما ترضي ضميرها
فتهتم بادق التفاصيل في حياتها
وتمارسها بشكل يومي
فهي تتشيك يومياً وتتعطر وتلبس
وتحرص على وضع المكياج الناعم
وتحرص على تحضير اشهى الوجبات
وتقديم خدمة فندقية لزوجها واولادها
وتهتم بدقة بالغة بتنظيف المنزل و تلميعه
كل هذه امور طيبة تعجب الزوج وترضيه وتجعله يشعر بالامان والاستقرار في بيته
ومع زوجته الجميلة الانيقة لكن ..
الزوجة قد تنجرف لا شعوريا خصوصاً عندما ترى استحسان منه فتريد
ان تزيد جرعة الاستحسان هذه وتطمع بالمزيد منها
وهنا تقع في " الـمــصــيـدة "
بحكم انها عاطفية وحنونة فستزيد جرعة الاهتمام
لدرجة انها لا تعطيه فرصة ليشتاق لها ابداً
تلتصق به وتلبي رغباته حتى قبل ان يطلبها
تضحي براحتها احياناً للقيام بواجباته حتى في فترة مرضها او نفاسها !!
فهي حباً له تقوم لتطبخ له الاكل وهي في قمة الالم من الافلونزا ،،
هو ينظر انها ليست مريضة جداً ولا تعبة والا ما نهضت من سريرها لتخدمه
او لتكوي قميصه قبل ان يخرج لسهرة مع اصدقائه
بعض النساء تتعامل مع الرجل على انه انسان معوق
تبالغ في خدمته جداً حتى في اوقات تعبها فيعتمد عليها في كل اموره حتى
نظافته الشخصية ويعتبر مع الوقت ان هذا من واجباتها الزوجية
وقد تفاجأه بامور هو لم يطلبها او يفكر بها
بـأن مــــثـلاً ..
توفر جزء من مصروفها الشخصي
لتصرف به على البيت بان تشتري مثلاً
ابجورات ،، او مفارش جديدة للسرير
او سجاد راقي للغرفة
او كنبة جديدة
او طقم ضيافة جديد
الرجل لا يفهمها انها لفته لطيفة منها وانها تفاجأه
"بسنعها " وحرصها على ابهاره ليمدحها
بل يفكر حاااالاً ان مصروفها الشخصي كثير عليها
وانها لا تحتاج لكل هذا المبلغ فهي لا تعرف كيف تتصرف به
فتقوم بتبذريه على شراء كماليات ليست بذات اهمية كبيرة بنظره !!
مما يدفعه ان يقلل المصروف
او يطلب منها ان توفر الفائض منه لمناسبات اهلها
فهو لا يريد ان يصرف مبلغ وقدره في مناسبة
مدتها ساعات معدودة
بينما هي تأخذ مبلغ فوق حاجتها لدرجة انها اصبحت تقتني للمنزل كماليات غالية
لا حاجة لهم فيها
او انها تحصل على مبلغ من المال وقد تتكلم بحسن نية عن نواياه اتجاه صرف هذا المبلغ
وتتكلم عن صرفه مثلاً على البيت او الاولاد او مساعدة اخيها او اعطاء جزء الامها
هو يترجمها سريعاً في عقله
انها لا تعرف كيف تتصرف في المبلغ ولا اين تصرفه تريد تبذيره فقط فهو يرى
نفسه احق به من امها واخيها او حتى الاولاد
فيطالبها بالنصف وللاسف هي تقبل بحسن نية تصل للسذاجة احياناً
غالباً ما تقع بعض النساء في هذه الاخطاء
ربما الانها تتعامل مع كل امور حياتها بقلبها الكبير وحبها الامحدود
فتتوقع ان الحب الذي يخفق في قلبها
سيفهمه زوجها ويفسر تصرفاتها
بقلبه لا بعقله
لن يقول مبذرة
بل سيقول " تحبني "
لن يقول " مبالغة "
بل سيقول " إمرأة تسعى لسعادتي "
في احدى المناسبات ...
قامت زوجة " اخ زوجي "
بالقيام بامور الطبخ والخدمة طواعية وقدمت كل شي على اصوله لأهل زوجي وساعدتهم
انا اكتفيت بالانشغال بابني ففي النهاية الخدم موجودين وهم لم يطلبوا مني المساعدة !!
وفي نهاية المناسبة
همست لزوجها انها حقاً متعبة
وكانت تنتظر منه كلمة شكر او مدح او حب
فكان الرد كصاعقة عليها
" محد قالك تسوي نفسك الكنة المثالية وتخدمي على الكل كان هجدتي
مثل حريم اخواني دامك مو قدها فبلا فشار على الفاضي
والحين جاية تتشكي الا ظهري ولا يدي وش تبين اسوي لك يعني ؟!
ترى تعبان مررره وابغى انام ولا فاضي اعمل لك مساج "
يا عزيزي هي لا تريد مساج ولا مونتاج
تريد منك فقط كلمة " الله يعطيك العافية بيضتي وجهي ياغالية "
تبي منك كلمتين حلوين تنسيها التعب كله
تبي شكر
فقط لا غير
وغير ان اهل زوجي قالوا ترى فلانة متعودة على الخدمة والكرف في بيت ابوها !!!
يااااللهول !!!!!!!....
طريقة فهم الناس للمواقف مرعبة
للاسف هذا واقع وليس خيال
ما قد تراه الزوجة رومنسية وحب هــو يـراه قمة في الازعاج ومبالغة
وما قد تفعله من تصرفات مع الآخرين من ذوق واحترام
قد يفسروه فشخرة وغرور وتكبر
عــزيـزتــي حــواء ،،
لا تنجرفي وراء عواطف
ك كثيراً حتى تحافظي
على حياة اسرية سعيدة
وتقبلي برحابة صدر طريقة تفكير آدم ولكل رجل طريقة تفكير مختلفة
والله يعينك
عــزيـزي آدم ،،
رفقاً بقلب حواء .. فإن قلبها كالزجاج
لا يتحمل حديتك وعقلانيتك
عاملها بلطف وحنان وعطف
فقد خلقت من ضلعك
لا تريد منك الكثير
يكفيها تكرار كلمة " أحبك "
فهذه الكلمة لها المفعول السحري الذي يشحنها بالطاقة والحيوية وحب الحياة .
سترى تأثير هذه الاحرف البسيطة في جمال وجهها ونضارته
مفعول هذه الكلمة اقوى من مفعول كريمات شد وتجميل البشرة
رفقاً بالقوارير رفقاً بذوات القلب الرحيم .
الله يعطيك العافية