هـويـدا

هـويـدا @hoyda_3

عضوة جديدة

::: هي هذه حلوى الدموع :::

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


::: هي هذه حلوى الدموع :::.
.

عشت في الدنيا أميراً
كل أمر لي مطاع !

منزلٌ ...
أهلٌ ...
وصحبٌ ...
والملاهي لي تباع !

زمرة قدسية ...
لي تصون من الضياع !

كم عبثنا ...
كم ضحكنا ...
كم لعبنا بالشموع !

كم هدمنا ...
كم بنينا ...
من تراكيب القلاع !

كل حلوىً ذقتها ...
وجريت مسروراً بها ...
ما عدا حلوى الدموع !

.
.

كم كنت اسمع شيخنا ...
يحكي لنا ...
عن طعم هاتيك الدموع !

عن ما تسببه لنا ...
من حين تبدأ بالشروع !


فذهبت متجها لـ بابا ...
بابا ...
بابا ...
هلاّ شريت لي الدموع !!!

دمعاً ولكن ...
لا كأمثال الدموع ...

إني اشتهيت مذاقها ... !

إنها حلوى الدموع !!!

إني سمعت الشيخ يحكي ...
عن طعم هاتيك الدموع !

عن ما تسببه لنا ...
من حين تبدأ بالشروع !

فتبسم الكهل الفطين ...
وضمني ...
أهدى جبيني قبلة ...
مزجت بقطراتٍ تلوع !

يا والدي ... ما هذه ؟؟
قطرات ماء ؟!

فتبسم الكهل الفطين ...
مجاوباً ...
هذي بني هي الدموع !

بفضول طفل هزني ...
مُدت له سبابتي ...
وأخذت بعضاً من دموعه ...
لأسوقها سوقاً لفيّ ...
فأنا أتوق لأن أذوق حلوىً لم أذقها ... !
علّها حلوى الدموع !!!

لكن ... !

ببراءة أطلقتها ...
وبجرأة مجيتها ...

يا والدي ...
يا والدي ...
حلوى دموعك مالحة ... !
هل هذه حلوى الدموع ؟!!

فأجاب ذاك الكهل صدقاً ...
دون كبر أو خضوع !

هذي دموع أي حبيبي ...
ليست بحلوى ...
ذي دموع !

ما كل دمع طعمه ...
يكنى له : "حلوى الدموع " !!!

قاطعته متعجلاً ...
متأففاً متذمراً ...
ومتى أرى حلوى الدموع ؟؟؟

ومتى أحلي مبسمي ...
بمذاقها من غير جوع ؟؟

مسح الفطين دموعه ...
ومضى يقول :
صبراً ...
حتماً بني ...
ستذوقها ... ستذوقها !!!
إن ضاقت الدنيا عليك ...
أو ساقت المكروه فيك ...

سيقودك الاحساس يوماً صوبها ...
وتذوق يوماً حلوها ...
لكن تذكرني إذا ...
خطت بخديك الدموع !

.
.

ومضى الزمان ولم أذق ...
حلوىً ... ولا حلوى الدموع !!!

أبكي ... نعم !

حزني يغطيني ... نعم !

دمعي تحدر من عيوني ...

ذقت الدموع بملحها ...

بمرارها ...

وتقاطرت مني سيول ... !

وتأزمت حالي ...

وضاقت دنيتي ...

وبقيت أهفو صوب حلوىً لم أذقها ... !

إنها حلوى الدموع !!!

.
.

في ليلة ظلماء كنت ...
في كربة دهماء عشت ...
كل ما فيها يروع !

وئد الأمل ...
ضاق الفضاء علي من كل الجهات ...
لم يبق لي في المجد غير الذكريات !

شيء هناك ...
يؤزني ...

في داخلي ...
ويهزني ...

كفي بدت بالارتفاع !

صدري يئن من الأسى ...
والنار توقد في الضلوع !

ناديت من جوف الحشا ...
والوجه تكسوه الدموع !

يا رب ...

يا رب ...

عبدك طامع في رحمتك ...
لا لست في تلكم قنوع !

يا رب واشرح خاطري ...
إني لإنسان جزوع !

بدأت جنوبي ترتجف ...
أيضاً وتنهمر الدموع !

من خشية الرحمن ...

ساقي ...

لم تعد تقوى الوقوف ...

فسقطت أبكي ...
خاشعاً ...
والكون يغشاه الركوع !

لكأنما ربي أمامي ...

ينادي ...

يا عبادي ...

هل تائبٌ ينوي الرجوع ؟؟

فصرخت صرخة تائب ...

متألم ...

متحسر ...

قد عاده ذل الخضوع !

غفرانك اللهم تبت ! ! !
غفرانك اللهم تبت ! ! !
غفرانك اللهم تبت ! ! !

واغفر إلهي للذي ...
قد كان يلهمني الرجوع !

ذاك الذي قد دلني ...
يوماً إلى حلوى الدموع !

وبدأت أذرف أدمعاً ...
ويحق لي سكب الدموع !

إني شعرت بطعمها ...

في الروح ...

والعينين ...

في القلب المنوع !

هي هذه حلوى الدموع ...

هي هذه حلوى الدموع !!!

.
.

للشاعر : يحي السليم ..




.
2
332

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

وش نوح يازمن؟!
الله يجزاك خير
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة جدا ومؤثرة
بيلســان
بيلســان
جـــــزاكـ الله خيــــــر