خرجنا من المشفى بعد أن رمقها هو بنظرة ملؤها الندم ..
حاول إخفاء رغبته الجامحة بالبكاء ..
بينما كنت انظر إليه وعلامات التعجب تحلق فوقي ..
أوَ يشعر بالشفقة عليها .. أم انه ندم على ما فعله بها ..!!
إن بترَ يد ليس بالأمر السهل .. تراها كيف ستعيش بيد واحدة ؟!!!!
أرجو أن يكون هذا درسا لأبي كي يترك اسلوبه الغجري في التعامل ..
اسلوب الإنسان البدائي الذي لا يملك سوى القوة ..
مسكينة هي .. كانت تود حمل أثقال تسديد الأقساط عنه ..
أقساط السيارة التي ستشتريها لأخي المقبل على الزواج..
لكنه استبق الأمور .. ظلمها حينما ظن أن لها علاقة برجل آخر ..
شتمها .. لعنها .. وصفها بالعاهرة .. رباه .. أولم يكن يثق بهذه المرأة الطاهرة !!!
إنها حتى لا ترفع بصرها وهي تمشي !!
ياله من ابله .. لما لم يسألها مع من كانت تتحدث .. ربما كانت ستخبره عن مفاجئتها .. عن هديتها ..
أو على الأقل ستقول له أنها تهاتف خالها ..
قد تكون هي مخطئة كذلك .. ما كان عليها أن تحدث خالها بصوت منخفض يثير الشك ..
وعندما يقترب منها والدي تنهي المكالمة بسرعة ..
أيضا هو تعجل بضربها ..
أفقت على صوت والدي حينما قال لي " أتريد البقاء في السيارة ؟؟! "
نظرت حولي .. وجدت نفسي أمام منزلنا ..
المنزل كبير جدا .. هو أشبه بالفيلا من الخارج .. لكنه يتكون من ثلاث طوابق .. لكل زوجة طابق ..
صعدنا للطابق الثالث .. مسكن زوجة أبى الثالثة ..
دخلنا المنزل .. عرجنا على غرفة المعيشة ..
هنا بالضبط رايته يركلها ويضربها بعصاه الغليظة التي أحالتها إلى شظايا ..
وهي تنحب بأنين يمزق القلب ويفتته ..
الدماء تملأ الأرض .. وبعض من خصل شعرها الطويل متناثرة على السجاد الثمين ..
قطع من فستانها الفستقي الذي تمزق بين يدي والدي .. قلادتها الثمينة .. أصداء الشتائم الموجهة لها ..
كانت رائحة القسوة تعبق بالمكان .. رائحة نتنة .. أصابتني بالغثيان ..
بدا على والدي التوتر .. توجه للهاتف .. خاطب أمي وزوجته الثانية .. وحينما وصلتا إلينا ..
طلب منهما تنظيف المكان ثم خرج ..
& & &
مر اسبوع على الحادثة .. و زوجة أبى في أسوء حال مما كانت عليه ..
بترت يدها .. زاد تركيز الأجهزة عليها ..كثر الأطباء من حولها ..
أما والدي .. فقد انقلب حاله رأسا على عقب ..عاف الطعام والشراب .. وبكى عليها ..
نعم بكى ذاك الرجل المتجبر المسيطر لأجلها .. ذاك الرجل الذي لم يذرف دمعة واحدة في حياته كلها ..
حتى عندما توفي جدي .. وعندما أصيبت أختي الصغرى بحادث .. لم يبك .. لكنه الآن بكى ..
أو يكون قد ندم وتاب !!
أرجو ذلك
& & &
في يوم الجمعة .. ذهبت لأطمئن عليها ..
فقد أصبحت في حال احسن من قبل .. هذا ما قاله الطبيب قبل يومين ..
أزيلت عنها الأجهزة .. عدا جهاز المغذي الذي لازال عالقا ببقايا يدها ..
وصلت للمشفى .. صعدت لغرفتها .. وعند الباب ..
سمعتها تقول لخالها بتوسل : أرجوك .. لا تخبرهم بما حصل بيننا .. أعلمهم فقط انه مجرد حادث سيارة
قال : ما هذا ؟! دعي زوجك يأخذ جزاءه ..
قالت : لا لا .. يكفي ما أخذه منك ومن ابنك ..
قال بحنان : اأغضبك ما صنعت به ؟
قالت وفي صوتها حشرجة : لا .. بل قد أسعدني كثيرا ..
كنت أظن أن لا أحد لي في هذه الدنيا بعد وفاة أمي وأبي .. لكنك اثبت لي يا خال أني بمثابة ابنتك ..
أنت يا خال بمقام أمي وأبي بالنسبة لي ..
قال لها برجاء : إذا كنت كذلك فدعيني اخبر الأهل ..
فهم قادمون إلينا يسألون عن حالك بعد أن علموا انك ترقدين بالمشفى ..
دعيني اخبرهم كي ينتقموا لك ..
قالت : اشكر اهتمامك ..
لكني لا أريد أن يعذبوه اكثر مما هو عليه .. اعرف انه قد ندم على مرتكبه ..
ألم تره عندما جاء في أول زيارة لي بعد بتر يدي ؟!!
بعد هنيهة صمت
قالت : صحيح أن ما فعله بي عظيم .. لكن أيضا ما قدمه لي سابقا كان اعظم ..
انه زوجي يا خال .. زوجي .. لولاه لكنت الآن منسية ..
أشفق على حالي و وحدتي في هذا العالم الواسع الشاسع .. كان خائفا علي من الضياع ..
أنا لا أنكر انك كنت ترعاني وتربيني .. وأني لو لم أتزوج الآن لكنت اقطن عندك ..
لكني لن أكون مستقرة إلا في بيت خاص بي .. هذا ما كان يفكر به .. أن يتزوجني ليحميني ..
و أنا لن أنسى معروفه هذا ما حييت ..
إلى هنا ..
فضلت الابتعاد ..
كنت أفكر في كل كلمة نطقت بها ..
ارسمها .. أقيس أبعادها .. أحللها .. لأفهمها ..
أتعجب من طيب قلبها .. من تضحيتها .. من إخلاصها وتفانيها في ذلك ..
إن والدي أبدا لا يستحق هذه الزوجة الملاك ..
& & &
تمت
ملاحظه ..
لقد وضعت ما كتبته هنا لأني واثقه انكم لن تبخلوا علي من نقدكم ..
سواء كان نحويا .. بلاغيا .. او اي شيء كان
المهم اني احتاج لنصحكم وارشادكم ..
كي اتفادى اخطائي في المره القادمه ..
وكم تعطوني درجة من 15 ..
لحظه ..
عندي سؤال ..
ماذا استطيع ان اطلق على ماكتبت ؟
قصة .. حكاية .. خربشة .. ام انها مجرد كلمات لافائدة منها ..
هذا ولكم فائق احترامي ..:13:
وغاض البحر @oghad_albhr
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عطاء
•
أصابني الدوار وأنا أقرأ هذه الخربشات الرائعة..لي عودة ياعزيزتي
الصفحة الأخيرة