ميكاشو

ميكاشو @mykasho

عضوة فعالة

وأد الأنانية

الأمومة والطفل

الأنانية صفة سيئة يكتسبها الطفل نتيجة بعض الظروف المحيطة به .. تنبع من حب التملك وتغلب مصلحة الذات على مصلحة الغير..
الطفل الأناني نموذج يشكو منه الآباء والأمهات وقد يشعر الأهل بالخجل أمام الآخرين نتيجة هذا السلوك غير المقبول، فالصغير هنا يطالب دوما أن يكون وحده محل اهتمام الغير، يريد دوما الحصول على ما يطلبه، يرفض مشاركة الآخرين فيما يملك..
ويمكن ملاحظة الأنانية بشكل كبير عند الطفل الوحيد الذي لا يملك إخوة أو أخوات,فهو لم يعتد على مشاركة أحد فيما لديه من ألعاب وأدوات.. بل إن جميعها ملكه وحده فقط.
حب التملك صفة قد يمر بها أغلب الأطفال إلى عمر الأربع أو الخمس سنوات أحيانا، ويعد ذلك طبيعيا إلى حد ما.. ولكن بعد بلوغه السادسة فما فوق ومع استمراره في الإصرار على الاحتفاظ بما يملك فإنها هنا تعد مشكلة تحتاج إلى علاج.
وعادة ما يكتسب الطفل هذه الصفة من خلال التربية الخاطئة، فربما تعود الصغير الحصول على ما يريد حتى وإن لم يكن يملكه، وقد يساهم الأهل بشكل غير مقصود في تغذية الأنانية في الطفل، فمن خلال سعيهم لتوفير جميع متطلبات الطفل ظنا منهم بأن ذلك هو الصحيح لكي لا يشعر بالنقص ويحاولون إشباع جميع رغباته ويكثرون من الإطراء على الطفل والثناء الزائد عليه قد ينعكس ذلك على نفسيته ويصبح غير مبال بمن حوله، وأن الاستمرار بالمطالب التي لا تنتهي ينمي لدى الطفل حب التملك لكل شيء.. كما أن نقص الحب والحنان قد يؤدي إلى نفس النتيجة فيحاول التعبير عن حاجته إليها بالأنانية وعدم السماح لأحد بمشاركته ما حصل عليه.
إن عدم اختلاط الطفل بمن حوله من الأقارب وأصدقاء المدرسة ومكوثه في المنزل لفترات طويلة قد يجعل من الطفل أنانيا لأنه لم يتعلم المشاركة من خلال اللعب ومخالطة الغير،لكن عندما يختلط الطفل بغيره من أطفال الجيران أو العائلة فإن ذلك يساهم في تطوره إيجابيا ؛ حيث يقتبس من الأطفال العادات والمعارف
فتزداد معرفته فيتعلم كيفية التعاون مع الآخرين، ومباديء أخرى مرغوبة كالإيثار والتضحية والكرم.
إن للتربية والتعليم دور كبير في صناعة طفل كريم، فمن خلال ضرب الأمثلة وحكاية القصص التي تتحدث عن نفس الموضوع، بالإضافة إلى المكافأة لتعزيز سلوك الكرم لدى الصغار.. فلنبادر إلى ثواب أبنائنا عندما يحسنون صنعاٌ.. فإذا شاهدنا الطفل يقاسم إخوته قطع الحلوى التي حصل عليها ينبغي علينا الثناء عليه ومكافأته بما هو مناسب..
والقدوة الحسنة خير معلم للطفل.. فإن وجد الطفل أبويه ومن حوله بعيدين كل البعد عن الشح.. كريمين يؤثرون على أنفسهم فطبيعي أن يتعلم منهم طبائع الكرام ويبتعد منذ صغره عن حب نفسه ويهتم بغيره فيصبح طفلا سويا محبوبا من الآخرين.
سمية السحيباني من موقع رسالة الاسلام
1
546

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

gaamra
gaamra
الله يعطيك العافيه