(( وأذن في الناس بالحج باتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق ))

حلقات تحفيظ القرآن

* وقفات إلى البيت العتيق *
وانا في رحلة إلى الحج العام الماضي وانا في مطار الأردن أتصفح مجلة البيان وكان عدد خاص بعنوان الرفيق في رحلة الحج وقفت كثيير عند هذه الوقفة التي ظرفت دموع كثييرا شكرا لله على ما نحن عليه اليوم و من تسهيلات عظيمة و جبارة في أداء مناسك الحج و لا أطيل عليكم وسأكتب هذه الوقفة من المصدر أي مجلة البيان :
الشيخ الحاج عثمان دابو -رحمه الله - من جمهورية جامبيا في أقصى الغرب الإفريقي ، تجاوز الثمانين من عمره ، زرته قبل موته في منزله المتواضع في قريته الصغيرة قرب العاصمة بانجول و حدثني عن رحلته الطويلة قبل خمسين عاما إلى البيت العتيق ماشيا على قدميه مع أربعة من صحبه من بانجول إلى مكة قاطعين قارة إفريقيا من غربها إلى شرقها ، لم يركبوا فيها إلا فترات يسيره متقطعة على بعض الدواب إلى أن وصلوا إلى البحر الأحمر ثم ركبوا السفينة إلى ميناء جدة .
رحلة مليئة بالعجائب و المواقف الغريبة التي لو دونت لكانت من أكثر كتب الرحلات إثارة و عبره إستمرت الرحلة أكثر من سنتين ، ينزلون أحيانا في بعض المدن للتكسب و الراحة و التزود لنفقات الرحلة ثم يواصلون المسير .
سألته : أليس حج البيت الحرام فرض على المستطيع وانتم في ذلك الوقت غير مستطعين ؟ قال : نعم ، و لكننا تذاكرنا ذات يوم قصة إبراهيم الخليل -عليه الصلاة و السلام - عندما ذهب بأهله إلى واد غير ذي زرع عند البيت الله المحرم ، فقال أحدنا : نحن الآن شباب أقوياء أصحاء فما عذرنا عند الله تعالى إن نحن قصرنا في المسير إلى بيته المحرم ، خاصة أننا نظن أن الأيام لن تزيدنا إلا ضغفا فلماذا التاخير ؟ فهيجنا و إستحثنا على السفر مستعينين بالله تعالى .
خرج الخمسة من دورهم و ليس معهم إلا قوت لا يكفيهم أكثر من أسبوع واحد فقط ، والدافع الرئيس لذلك هو تحقيق أمر الله -تعالى - لهم بحج بيته العتيق ، و أصابهم في طريقهم من المشقة و الضيق و الكرب ما الله به عليم ، فكم من ليلة باتوا فيها على الجوع حتى كادوا يهلكون و كم من ليلة طاردتهم السباع و فارقتهم لذيذ المنام ، وكم من ليلة أحاط بهم الخوف من كل مكان فقطاع الطرق يعرضون للمسافرين في كل واد .
...... يتبع ............
1
468

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نرجس
نرجس
رائعة وشيقة
واصل حببتي
بارك الله فيك