وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ

ملتقى الإيمان




وقفات إلى البيت العتيق

((وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ))
بينما وانا في رحلة إلى العام الموسم الماضي و كان من ضمن متاع عدد من مجلة البيان ، وكان هذا العدد بعنوان الرفيق إلى الحج . إستوقفتني أحد الوقفات والله لم اتمالك نفسي لما قرأتها من البكاء و حمدت ربي كثييرا عن رحلتي هذه إلى الحج في هذا العصر و لا أطيل عليكم وتنتقل إلى هذه الوقفة .
* الشيخ الحاج عثمان دابو - رحمه الله - من جمهورية جامبيا في أقصى الغرب الإفريقي تجاوز الثامنين من عمره يروي رحلته الطويلة إلى البيت العتيق وهو في الثلاثين من عمره ماشيا على قدميه مع أربعة من أصحابه قاطعين قارة إفريقيا من غريبها إلى شرقها ، لم يركيوا فيها إلا فترات يسيره متقطعة على بعض الدواب إلى ان وصلوا إلى البحر الأحمر ثم ركبوا السفينة إلى ميناء جدة .
رحلة مليئة بالعجائب إستمرت الرحلة أكثر من سنتين .
سأل الشيخ : أليس الحج فرض على المستطيع ؟ قال نعم و لكننا تذكرنا ذات يوم قصة سيدنا إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام- عندما ذهب بأهله إلى واد غير ذي زرع عند بيت الله المحرم ، فقال أحدنا : نحن الآن شباب أقوياء أصحاء فما عذرنا عند الله تعالى ، خاصة اننا نظن أن الأيام لا تزيدنا إلا ضعفا ، فلماذا التأخير ؟ .
خرج الخمسة من دورهم ، وليس معهم إلا قوت لا يكفيهم أكثر من أسبوع واحد فقط ، و هدفهم دائما تحقيق أمر الله تعالى ، و أصابهم في طريقهم المشتقة والجوع والكرب ما الله به عليم .
... يتبع ...
*
17
901

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ساجدة39
ساجدة39
قال الشيخ عثمان : لدغت ذات في أثناء السفر فأصابتني حمى شديدة و ألم عظيم أقعدني و أسهرني و شممت رائحة الموت تسري في عروقي فكان أصحابي يذهبون للعمل ، وكنت أمكث تحت ظل شجرة إلى أن يأتو في أخر النهار ، فكان الشيطان يوسوس في صدري : أما كان الآوُِلى أن تبقى في أرضك ؟ لماذا تكلف نفسك ما لا تطيق ؟ ألم يفرض الله الحج على المستطيع فقط ؟ فثقلت نفسي وكدت أضعف ، فلما جاء أصحابي نظر أحدهم إلى وجهي و سألني عن حالي ، فالتفت عنه و مسحت دمعة غلبتني ، فكأنه أحس مابي ، فقال : قم فتوظأ وصلّ ، ولن تجد إلا خير بإذن الله (( " وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ")) فأنشرح صدري ، و أذهب الله عني الحزن و لله الحمد .
كان الشوق للوصول إلى الحرمين الشرفين يحدوهم في كل أحوالهم و يخفف عنهم آلام السفر و مشاق الطريق و مخاطره ، مات ثلاثة منهم في الطريق ، كان آخرهم في عرض البحر ، و اللطيف في أمره ان وصيته لصاحبيه قال لهما فيها : إذا وصلتما إلى المسجد الحرام ، فأخبر الله -تعالى - شوقي للقائه ، و أسألاه أن يجمعني ووالدتي في الجنة مع النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الشيخ عثمان : لما مات صاحبنا الثالث نزلني همُّ شديد و غمُّ عظيم ، وكان ذلك أشد ما لاقيت في رحلتي ، فقد كان أكثرنا صبرا وقوة ، و خشيت أن أموت قبل أن أنعم بالوصول إلى المسجد الحرام ، فكنت أحسب الأيام و الساعات على أحرّ من الجمر .
فلما وصلنا إلى جدة مرضت مرضا شديداً و خشيت أن أموت قبل أن أصل إلى مكة ، فأوصيت صاحبي أنني إذا مت أن يكفنني في إحرامي ، ويقربني قدر طاقته إلى مكة ، لعل الله أن يضاعف لي الأجر و يتقبلني في الصالحين ، مكثنا في جدة أياما ، ثم واصلنا طريقنا إلى مكة كانت أنفاسي تتسارع و البِشُر يملأ وجهي ، والشوق يهزني ويشدنس ، إلى أن و صبلنا المسجد الحرام .
وسكت الشيخ عثمان قليلا .. و أخذ يكفكف عبراته ، و أقسم بالله - تعالى - أنه لم ير لذة في حياته كتلك اللذة التي عمرت قلبه لمَّا رأى الكعبة المشَّرفة ثم قال : لما رأيت الكعبة سجدت لله شكرا، و أخذت أبكي من شدة الرهبة و الهيبة كما يبكي الأطفال ، فما أشرفه من بيت و أعظمه من مكان .
ثم تذكرت أصحابي الذين لم يتيسر لهم الوصول إلى المسجد الحرام ، فحمدت الله -تعالى - على نعمته و فضله عليَّ ، ثم سألته سبحانه أن يكتب خطواتهم و ألا يحرمهم الأجر ، و أن يجمعنا بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
ساجدة39
ساجدة39
قال الشيخ عثمان : لدغت ذات في أثناء السفر فأصابتني حمى شديدة و ألم عظيم أقعدني و أسهرني و شممت رائحة الموت تسري في عروقي فكان أصحابي يذهبون للعمل ، وكنت أمكث تحت ظل شجرة إلى أن يأتو في أخر النهار ، فكان الشيطان يوسوس في صدري : أما كان الآوُِلى أن تبقى في أرضك ؟ لماذا تكلف نفسك ما لا تطيق ؟ ألم يفرض الله الحج على المستطيع فقط ؟ فثقلت نفسي وكدت أضعف ، فلما جاء أصحابي نظر أحدهم إلى وجهي و سألني عن حالي ، فالتفت عنه و مسحت دمعة غلبتني ، فكأنه أحس مابي ، فقال : قم فتوظأ وصلّ ، ولن تجد إلا خير بإذن الله (( " وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ")) فأنشرح صدري ، و أذهب الله عني الحزن و لله الحمد . كان الشوق للوصول إلى الحرمين الشرفين يحدوهم في كل أحوالهم و يخفف عنهم آلام السفر و مشاق الطريق و مخاطره ، مات ثلاثة منهم في الطريق ، كان آخرهم في عرض البحر ، و اللطيف في أمره ان وصيته لصاحبيه قال لهما فيها : إذا وصلتما إلى المسجد الحرام ، فأخبر الله -تعالى - شوقي للقائه ، و أسألاه أن يجمعني ووالدتي في الجنة مع النبي صلى الله عليه وسلم . قال الشيخ عثمان : لما مات صاحبنا الثالث نزلني همُّ شديد و غمُّ عظيم ، وكان ذلك أشد ما لاقيت في رحلتي ، فقد كان أكثرنا صبرا وقوة ، و خشيت أن أموت قبل أن أنعم بالوصول إلى المسجد الحرام ، فكنت أحسب الأيام و الساعات على أحرّ من الجمر . فلما وصلنا إلى جدة مرضت مرضا شديداً و خشيت أن أموت قبل أن أصل إلى مكة ، فأوصيت صاحبي أنني إذا مت أن يكفنني في إحرامي ، ويقربني قدر طاقته إلى مكة ، لعل الله أن يضاعف لي الأجر و يتقبلني في الصالحين ، مكثنا في جدة أياما ، ثم واصلنا طريقنا إلى مكة كانت أنفاسي تتسارع و البِشُر يملأ وجهي ، والشوق يهزني ويشدنس ، إلى أن و صبلنا المسجد الحرام . وسكت الشيخ عثمان قليلا .. و أخذ يكفكف عبراته ، و أقسم بالله - تعالى - أنه لم ير لذة في حياته كتلك اللذة التي عمرت قلبه لمَّا رأى الكعبة المشَّرفة ثم قال : لما رأيت الكعبة سجدت لله شكرا، و أخذت أبكي من شدة الرهبة و الهيبة كما يبكي الأطفال ، فما أشرفه من بيت و أعظمه من مكان . ثم تذكرت أصحابي الذين لم يتيسر لهم الوصول إلى المسجد الحرام ، فحمدت الله -تعالى - على نعمته و فضله عليَّ ، ثم سألته سبحانه أن يكتب خطواتهم و ألا يحرمهم الأجر ، و أن يجمعنا بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
قال الشيخ عثمان : لدغت ذات في أثناء السفر فأصابتني حمى شديدة و ألم عظيم أقعدني و أسهرني و شممت...
مرة عبدالرحمن
جزاك الله خير واثابك الجنة
*هبة
*هبة
ـ أم ريـــــم ـ
بارك فيك غاليتي وأسأله أن يعطيك من فضله حتى يرضيك

اللهم إنك تعلم أني على إساءتي وظلمي في إسرافي، لم أجعل لك ولداً، ولا نداً، ولا صاحبة ولا كفواً، فإن تعذب فإني آمتك، وإن تغفر فإنك أنت العزيز الحكيم، اللهم إني أسألك يا من لا يغلطه المسائل، ويا من لا يشغله سمع عن سمع، ويا من لا يبرمه إلحاح الملحين، أن تجعل لي في ساعتي هذه فرجاً، ومخرجاً من حيث احتسب ومن حيث لا أحتسب، ومن حيث أعلم ومن حيث لا أعلم، ومن حيث أرجو ومن حيث لا أرجو …
ربي إني أسألك من فضلك العظيم .. فآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ..اللهم آمين