وأصبحت الداعية !!

ملتقى الإيمان

كانت في حالة يرثى لها؛ تقبع في مكان قصي من المدرسة تنقل ناظريها بين تلك الجدران الصامتة فلا أنيس معها ولا صديق يقف بجوارها.. بدت كسيرة الحال، محبطة هالني أمرها واستوقفني منظرها أول مرة أراها على هذا الحال فقد كانت فتاة عابثة كثيرة اللهو واللعب لم تدع أحداً إلى ونالت منه على طريقتها الخاصة ولكن ماذا حدث؟!!
كم وددت تخفيف حزنها.. كم حدثت نفسي بخبرها وكم دفعني فضولي لمعرفة ما وراء تلك النظرات الحائرة ولكن كيف السبيل إلى عالمها...
وفي ذلك اليوم دخلت إلى المصلى حيث كنت أجتمع وصديقاتي وإذا بعيني تقع عليها وقد أعتزلت أحد أركان المصلى وأطلقت لنفسها العنان.. اتجهت إليها بادرتها السلام ثم جلست بجانبها وقلت فلانه مالي أراك حزينة؛ نظرت إلى ثم أطلقت آهة عميقة أخترق صداها كل ركن حولنا قلت لها مالخطب لعلي أستطيع المساعدة وبعد إلحاح شديد مني قالت بصوت يشوبه الألم أنا يا فلانه حديثة عهد بتوبة قد من الله على وهداني صراطه المستقيم ولكن.......ثم أجهشت بالبكاء؛ وضعت يدي على كتفها ثم قلت ولكن ماذا؟! فوالله ما هذه إلى من وساوس الشيطان وهنيئاً لك ألم تسمعي بقول الله تعالى " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " فاحمدي الله على هذه النعمة التي حجب عنها الكثير المفترض أن تكوني سعيدة فقد أنجاك الله من الضلال.. ولكنها أردفت قائلة ليست هذه المشكلة فأنا التزمت ولكن الحيرة مازالت ترافقني.. أنا التزمت ولكن هناك سؤال يدور في خلجات نفسي يؤرقني فكيف أخدم ديني؟ لا أدري ماذا علي بعد الالتزام.. أنا أعيش في دوامة لا نهاية لها.. أريد أن أتحرك ولكن العقبات كثيرة والطريق صعب... قلت لها لا عليك يا صديقتي فإن ما تشعرين به الآن لهو الدليل على صدق توبتك ورجوعك ولكن عليك أن تعلمي أن الالتزام هو بداية الطريق وأن المشوار صعب فيجب علينا التزود بالعدة والعتاد.. صديقتي لن تستطيعي الصمود إلى بعزيمة قوية ونفس أبية محبة للخير ولكن وقبل كل شيء أخلصي النية وابتهلي إلى الله فإنه خير معين وناصر وأقتدي بمن سبقك من الأنبياء والرسل والدعاة والعلماء.. لا تجزعي إن كنت وحيدة فأنت على طريق الحق وإن خالفك الكثير.. صديقتي عليك بالعلم النافع فهو حارسك وهو الذي سيدعم مسيرتك وأعلمي أنك لن تواصلي الطريق وحدك فعليك بالصحبة الصالحة واحرصي على حفظ كتاب ربك فهو غذائك.. لا تتواكلي ولا تتخاذلي فهناك الكثير من الأعمال التي سنقوم بها.. لا وقت لدينا لتذكر الماضي أو البكاء على ما فات.. هيا بنا نبدأ خطوة بخطوة.. صديقتي لا تجعلي لخدمتك منتهى ولا تجعلي لجهدك حد.. غاليتي لا تقيدي دعوتك بمكان أو زمان استفيدي من الفرص وأوجدي لنفسك المناسبات وأعلمي أن قلبك الحي هو الذي دفعك للشعور بالمسؤولية.. ولكن الجواب على سؤالك "كيف أخدم الإسلام؟ " ينقى معك أنت فاجعليه جوابا عمليا وليبدأ من هنا.. من المصلى والآن قومي نردد سوياً:

لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ****** فما انقادت الآمال إلى لصابر.
تهلل وجهها وعادت الابتسامة تزينه وسارت وكلها أمل وطموح لتكون مثالاً حي للداعية الصادقة.....

همس الشمس:41: في لحظة غروب
1
404

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️