
طريق مشـــــــــــــرق بالنـــــــــــــور ،
معبـــــــــد بالســــــــــــلام...
واضح المعالم لاإبهام فيه ولا تأويــــــــــــل ..
ميسر للقاصديـــــــــن ،
ومشرع للسالكين اليه .. بقلوبهــــــــــــــم ،
فيه يجد المؤمن نفسه المضاعة في تشعبات الحياة ..
تأوي إليه الروح في سكينة وأمـــــــــان ..
لاتخشى العواصف العاليـــــــــة ..
ولا رياح الزمن المتقلبة العاتيــــــــــــــة ..
ولا يخاف أن يتــــــــــــــــــــــوه فيه ..
من التجأ إليـــــــــــــه ..
....
إنه طريق الله الحـــــق المستقيــــــم ...
ممهد أمام طالبيــــــــــــه أينما كانــــــــــــوا..
لازمــــــــــــــــــان ولا مـــــــــــــكان ..
...
اعقدوا النيــــــــــــــــة،
واشحذوا العــــــــــــــزم في طلبه ..
تهتـــــــــــــــــــــــــــــدوه..!

وهناك في أشرف بقــــــــــــــاع الأرض ..
قام بيت الله الحــــــــــــــــرام ..
صباحه وضّـــــــاح ..
و بمطلول الطيوب نضّــــــــــــــــــــاح
ومساؤه متشح بالنــــــــــــــــــــــور ..!
يقصده القاصــــــــــــي والدانــــــــــــــــــــــي..
ومن أرهقتهم الذنوب وأثقلتهم الأحزان
ملبيــــــــــن نداء الله ..
تتلقاهم أحضان البيت مستقبلة مرحبة ..
أوليسوا هم ضيــــــــــــــوف الرحمن ..؟
وما كان باب البيت يوماً بمغلق ..!!
ولكن للحج ألطاف وإشراقات وتجليات..
ومكانة لانظير للياليها العشر بين الأيام والليالي.
....
في هذه الأيــــــــــــــــــــام المباركــــــــــــــة..
تهب نفحات من الجنـــــــــــــان ..
ويفيض الشعور بالطائفين والعاكفين والقائمين
والرُكّع الســــــــــــــجود ...
أنهم إلى الله أقرب ، وهم في حمى بيته ، وفي رحابه ..
حيث يذوب في جموعهم الأعلى بالأدنى ..
وقد تحرروا من الحواجز كلها ..
فلا مكــــــــــــان ولا زمـــــــــــــــان ..ولا أنــــــــــــا
فيذكي أحاسيسهم الإيمانيــــــــــة
شعور وصــــــــــــــل أرواحهم بالآفاق العلويـــــة ..
فيرسلونها وضــــــــــــــــاء طليــــــــــــقة ..
ملبين .. خاشعين .. مبتهليــــــــــن ..

وعلى صعيـــــــــــــد عرفـــــــــــــــة ..
بين خشية ودمـــــــــوع ، وانغمار في الدعــــــاء ..
وابتهال وخشوع ، وتناوب الخوف والرجاء ..
تنجلي لهم حقائق الأشيــــــــــــــــاء ..
وترفع عن العبّاد المستغرقين الحجب ..
تشف الأرواح وتنكشف الدنيا أمام عيــــــــون المبصريــن ...
فيرونهاعلى حقيقتها .. باطلاً وغرورا..
فيستعظمون ذنوبهم ، ويستصغرون دنياهم.
هنـــــــــــــــــــــــــــــــاك ..!
تمـــــــر لحظات ينسى خلالها الإنسان العالم الأدنى
ويقترب من آفاق النعيـــــــــم ..
حيث تستقل النفس بذاتها ، وتكون في حضرة العلي القدير ،
فتختفي الأصـــــــــــوات
ويصبح الوجـــــــــــــود الأوحد للّه ..
فترسل آيات التوحيد لذات الله مخلصة ...
طالبة عفـــــــــــــــــوه ..
سائلة رحمته وغفـــــــــــــرانه
راجية رضاه ورضــــــــــــــــــــــوانه
موقنة أن وجه الله أبقى ذخيرة من المال والأولاد .. والمتاع ..
هنالك .. يكون الانعتـــــــــــــــــــاق..!
****
إيــــــــــــــــاب ~
النقـــــــــــــاء .. الفـــــــــــــرح .. السكينة ..
وســـــــــــــلام يغــــــــــــــــرد في الـــــــــــــــــــروح .
وتتساقط الذنوب عن أغصــــــان العمـــــــــر
كما أوراق الشجر الشاحبة ..
تذروهـــــــــــــا أيــــــــــــــدي الريـــــــاح ..
فيبزغ فجــــــــــــــــر وليـــــــــــــــــد ..
على الغصــــــــــــــون الغضّـــــــــــــــــــــــة ..
فتـــــــــــــــــــــــــورق ...!
***
نفحات الجنان ..
من أنفاس الحج تنادينا ..
فلنصب منها حظاً ..
يعطر شذاه أرواحنا ، ويسكن نبض حنيننا ،
ويوصلنا معه ..بالكلمة والحرف ..
فضعي هنا من أقباس الحج ..
وروحانيات هذه الأيام ، مايطيب وما يغني ويفيد ..
وليضئ آفـــــــاق أرواحكـــــــــــــــــــــن الســــــــــــــلام .