●◦●◦●◦● (وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى ) ●◦●◦●◦●

الملتقى العام

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) . عبس







وسبب نزول هذه الآيات الكريمات، أنه جاء رجل من المؤمنين أعمى يسأل النبي صلى الله عليه ويتعلم منه.


وجاءه رجل من الأغنياء، وكان صلى الله عليه وسلم حريصا على هداية الخلق،

فمال صلى الله عليه وسلم إلى الغني، وصد عن الأعمى الفقير، رجاء لهداية ذلك الغني، وطمعا في تزكيته،

فعاتبه الله بهذا العتاب اللطيف، فقال: ( عَبَسَ) في وجهه
( وَتَوَلَّى) في بدنه، لأجل مجيء الأعمى له،

ثم ذكر الفائدة في الإقبال عليه، فقال: ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ) أي: الأعمى ( يَزَّكَّى) أي: يتطهر عن الأخلاق الرذيلة، ويتصف بالأخلاق الجميلة؟


( أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى) أي: يتذكر ما ينفعه، فيعمل بتلك الذكرى.








وهذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه مفتقرا لذلك منك ، هو الأليق الواجب، وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يتزك، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر.







فدل هذا على القاعدة المشهورة، أنه:" لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة"وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره.









المرجع : تفسير السعدي
13
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نور قلبي2010
نور قلبي2010
جزاك الله كل خير
ترانيم قلبي
ترانيم قلبي
وجزاك خيرا
صيدلانية سنفورة
جزاك الله خيرا
جنه من الزهور
جنه من الزهور


بارك الله فيك وسدد خطاك
للبروتقوى ومن العمل مايحب ويرضا
وجزاك الله خير الجزاء
وأثابك الجنه مقامآ إن شاءالله

ذكرى
ذكرى
بارك الله فيـــــــــك غاليتـــــــــــــــي ..

رفـــــــــــــــع للفائــــــــــــــــــــده ..