mars20004

mars20004 @mars20004

عضوة فعالة

"وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس "

ملتقى الإيمان

ستحبس أنفاسك من الانبهار مع كل سطر تقرؤه من هذا الموضوع..الموضوع منقول عن المفكر الإسلامي العالم الأستاذ الدكتور زغلول النجار :
آية مبهرة جاءت في سورة الحديد يقول فيها الحق تبارك وتعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم : " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس "
الحديد يكون أكثر من ثلث كتلة الأرض ، الأرض لها لب صلب داخلي أغلبه الحديد وتتناقص نسبة الحديد من مركز الارض إلى قشرتها حتى تصل في القشرة إلى 5.6% بينما هي في لب الأرض تكاد تقترب من 99% ، ما كان أحد يتخيل أن هذا الحديد أنزل إلى الأرض إنزالاً، كيف أنزل وكيف اخترق هذه الطبقات حتى يتواجد فيها طبقة بعد طبقة ويتركز في لبها؟
ما كان أحد يتصور ابدا أن هذا الحديد الذي يمثل أكثر من ثلث كتلة الأرض يمكنه ان يكون قد أنزل إلى الأرض إنزالاً فعلياً ؛ فتأول المفسرون الأوائل هذه اللفظة القرآنية المبهرة (وأنزلنا) قالوا بمعنى قدرنا بمعنى خلقنا بمعنى جعلنا وهو صحيح أن الله سبحانه وتعالى قد جعل الحديد بهذه الصفات وركز العلماء على البأس الشديد للحديد فثبت لنا أن ذرة الحديد هي أكثر ذرة لعنصر معروف لنا تماسكاً ، ولذلك الحديد له من الصفات الطبيعية والكيميائية ما يميزه عن غيره من العناصر، وأن الحديد لازمة من لوازم عمران الحياة على الأرض فلولا وجود الحديد بهذه الكثافة الهائلة في لب الأرض ما كان للأرض مجال مغناطيسي ، ولو فقدت الأرض مجالها المغناطيسي ما استطاعت أن تمسك بغلافها الغازي ولا بغلافها المائي ولا بغلافها الحياتي على سطحها ، فوجود الحديد بهذا الكم الهائل في الأرض ضرورة من ضرورات جعل الأرض كوكبا صالحا للحياة.الحديد يشكل أغلب المادة الحمراء في دماء الإنسان ودماء كثير من الحيوانات، مادة الهيموجلوبين هذه المادة اغلبها الحديد، ولولا هذا الحديد ما كانت الحياة.الحديد يشكل أغلب المادة الخضراء في أجساد النباتات، وبدون هذه المادة الخضراء لم يكن ممكنا للنبات ان يقوم بعملية التمثيل الضوئي.
فركز العلماء على الباس الشديد للحديد في صفاته الطبيعية والكيميائية المتميزة كما ركزوا على منافعه الكثيرة للإنسان، وظل الأمر كذلك حتى بدأت رحلات الفضاء وبدأ العلماء يهتمون بالتركيب الكيميائي للجزء المدرك من الكون، فثبت للعلماء أن الغالبية الساحقة من الجزء المدرك لنا من الكون يتكون من غاز الايدروجين أخف العناصر وأقلها بناءً، الايدروجين يكون أكثر من 74% من مادة الكون المنظور، يليه في الكثرة غاز الهيليوم وهو ثاني عنصر فيما يعرف باسم الجدول الدوري للعناصر، الهيليوم يكون حوالي 24% من مادة الكون المنظور، وعلى ذلك فإن أخف عنصرين يعرفهما الإنسان (الايدروجين والهيليوم) يكونان معاً أكثر من 98% من مادة الكون المنظور، هذه الملاحظة دفعت بمجموعة من العلماء المعاصرين إلى وضع التصور الصحيح بأن كافة العناصر المعروفة لنا وهي تبلغ أكثر من مائة عنصر قد خلقها ربنا سبحانه وتعالى من أخف العناصر واقلها بناءً غاز الايدروجين بعملية تسمى عملية الإندماج النووي، تندمج ذرات الايدروجين مع بعضها البعض لتكون ذرة للهيليوم وتنطلق الطاقة، تندمج ذرات الهيليوم مع بعضها البعض لتكون ذرة الليثيوم وتنطلق الطاقة، وعندما نظر العلماء وجدوا أن هذه الطاقة المنطلقة عن عملية الإندماج النووي هي وقود النجوم، وحينما نظروا في شمسنا وجدوا انها نجم متواضع تبلغ درجة حرارة سطحه ستة آلاف درجة مئوية وجوفه 15 إلى 20 مليون درجة مئوية، وأن ألسنة اللهب المندفعة من داخل الشمس تصل درجة حرارتها مليون درجة مئوية، ولكن الشمس لا يتخلق فيه الحديد، أغلب ما يتم داخل الشمس اندماج ذرات الايدروجين لكي تتحول إلى الهيليوم ثم تكون بعض العناصر الخفيفة نتيجة لاندماج ذرات الهيليوم مع بعضها البعض. ولدينا أدلة علمية قاطعة تؤكد أن الأرض وباقي كواكب المجموعة الشمسية قد انفصلت كلها من الشمس، فإذا كانت الشمس لا يتخلق فيها الحديد من أين جاء هذا الكم الهائل من الحديد في باطن الأرض؟
بدأ العلماء ينظرون إلى خارج المجموعة الشمسية، ففوجئوا بعدد من النجوم تزيد درجة حرارتها عن آلاف المرات حرارة الشمس يسميها العلماء (المستعرات) أي شديدة الحرارة، هذه المستعرات هي مرحلة في نهاية حياة النجوم، المستعر تتراوح درجة الحرارة فيه إلى بضع بلايين الدرجات المئوية، وجد العلماء أن قي داخل هذه المستعرات تستمر عملية الإندماج النووي إلى تخليق الحديد، وحينما تتكون ذرة الحديد تمتص أغلب طاقة النجم فيتحول هذا النجم إما إلى ثقب أسود إذا كانت كتلته كبيرة جدا أكثر من أربع مرات كتلة الشمس أو ينفجر على هيئة ما يسمى بفوق المستعر، وإذا انفجر النجم تتناثر أشلاؤه في صفحة الكون، وقد تحول لبه كله إلى الحديد يتناثر هذا الحديد أيضاً على هيئة أشلاء في صفحة الكون، ويدخل هذا الحديد كما يدخل غيره من العناصر التي تكونت في داخل المستعر مجال جاذبية أجرام سماوية تحتاج إلى هذا الحديد كما تحتاج إلى تلك العناصر، تماما كما تصلنا النيازك الحديدية سنويا تصل آلاف الأطنان من النيازك الحديدية في كل سنة، هذه النيازك الحديدية عندما رجمت الأرض بها وهي لم تكن قد تكونت إلا من عناصر خفيفة، يقول العلماء أن الأرض حينما انفصلت من الشمس لم تكن سوى كومة من الرماد ليس فيها إلا بعض العناصر الخفيفة -السيليكون، ألألومينيوم، الليثيوم، البريليوم، البورون...- بعض العناصر الخفيفة، فحينما رجمت بسيل أو بوابل من النيازك الحديدية كما تصلنا النيازك الحديدية اليوم تماما استمرت هذه النيازك إلى مركز هذه الكومة من الرماد، فصهرتها وانصهرت بحرارة تسمى حرارة الاستقرار، فميزت هذه الأرض إلى سبع أراضي: لب صلب داخلي أغلبه الحديد والنيكل، يليه إلى الخارج لب سائل أغلبه الحديد والنيكل، يليه أربعة أوشحة متمايزة تتناقص فيها نسبة الحديد من الداخل إلى الخارج ثم الغلاف الصخري للأرض وبه نسبة من الحديد تصل إلى 5.6% ، وتأكد العلماء بأدلة قاطعة بأن كل حديد الأرض بل كل حديد المجموعة الشمسية التي نعيش في داخلها قد أنزل إلينا إنزالاً، وأن النص القرآني الذي يقول فيه ربنا تبارك وتعالى بهذا الجلاء وبهذا الوضوح وبهذا التأكيد والجزم (وأنزلنا الحديد) أنه إنزال حقيقي وليس إنزالا مجازيا، (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس)، ويعجب الإنسان إلى هذه الحقيقة المبهرة التي لم يصل العلماء المعاصرون إلى إدراك شيء منها إلا منذ عشرات قليلة من السنين.
من الذي علم الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، ومن الذي كان يضطره إلى أن يخوض في هذه القضايا الغيبية التي لم يكن لأحد إدراك لشيء منها وقت تنزل القرآن الكريم ولا لقرون متطاولة بعد ذلك، لولا أن الله سبحانه وتعالى يعلم بعلمه المحيط أن الإنسان سيصل في يوم من الأيام إلى إدراك هذه الحقيقة الكونية فتكون هذه الومضة القرآنية المبهرة (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) شهادة صدق على أن القرآن الكريم كلام الله وعلى أن هذا النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم كان موصولا بالوحي معلما من قبل خالق السماوات والأرض.
ليس هذا فقط بل كنت أحاضر في جامعة ملبورن في أستراليا منذ أكثر من أربع سنوات في هذا الموضوع، وكانت هذه آخر جولة لي في أستراليا، زرت فيها سبع مدن مختلفة ، كانت المحاضرة في جامعة ملبورن آخر محاضرة كنت سأخرج من المحاضرة إلى المطار مباشرة، وحقائبي في السيارة في خارج الجامعة وبعد أن انتهيت من المحاضرة وقف أستاذ للكيمياء في هذه الجامعة العملافة وسألني قال ياسيدي هل حاولت أن تقارن بين رقم سورة الحديد في القرآن الكريم وبين الوزن الذري للحديد ورقم الآية في السورة والعدد الذري للحديد؟ قلت له: لا الارقام منزلق خطير إذا لم يدخله الإنسان بدقة شديدة يمكن أن يدمر ذاته, فقال أرجوك حين تعود إلى بلدك أن تتحقق من هذه القضية لأنها عندي أكثر إبهارا من حقيقة إنزال الحديد, فعندما عدت إلى القاهرة بعد رحلة استمرت 22 ساعة حاولت أن أنام لم أستطع، فصعدت إلى مكتبتي في الطابق الأعلى وأتيت بالمصحف الشريف وبكتاب في الكيمياء غير العضوية والجدول الدوري للعناصر فوجدت أن رقم سورة الحديد 57 وأن الحديد له ثلاث نظائر يتراوح وزنها الذري من 54 و 56 و57 فقلت هذه الدقة هذا القرب الشديد لابد أن له دلالة، العدد الذري للحديد 26 ، ورقم الآية في السورة 25، فقلت هذا القرب لابد أن له تفسيراً، فألهمني ربي آية كريمة يخاطب فيها القرآن الكريم المصطفى صلى الله عليه وسلم، بقول الحق سبحانه وتعالى: "ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم" السبع المثاني هي الفاتحة، فاتحة الكتاب بإجماع المفسرين، والقرآن بنصه يفصل فاتحة الكتاب عن بقية القرآن الكريم، فإذا رفعنا الفاتحة من ترقيم القرآن الكريم وبدأنا رقم واحد بسورة البقرة كان رقم سورة الحديد 56 وهو النظير السائد للحديد، آيات الفاتحة ست آيات، والقرآن يصفها بأنها سبعا من المثاني، فالبسملة في مقدمة الفاتحة آية، وفي مقدمة كل سورة فيما عدا سورة التوبة آية، فإذا أضفنا البسملة في مطلع سورة الحديد كان رقم الآية 26 وهو العدد الذري للحديد، الوزن الذري والعدد الذري حقائق علمية لم يصل إليها العلماء إلا أواخر هذا القرن، الوزن الذري يعبر عن كتلة ذرة العنصر منسوبة إلى كتلة ذرة الايدروجين، والعدد الذري يعبر عن عدد الشحنات الكهربية الموجبة أو السالبة في الذرة، هذه حقائق لم يدركها العلماء إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين. من الذي علم محمداً صلى الله عليه وسلم ذلك؟ من الذي كان يضطره أن يخوض في مثل هذه القضايا لولا أن الله سبحانه وتعالى يعلم بعلمه المحيط أن الإنسان سيصل في يوم من الأيام إلى اجتلاء هذه الحقائق، فتكون هذه الومضة القرأنية المبهرة، هذه الحقيقة المذهلة (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) وهذا الترتيب القرآني العجيب، رقم السورة يساوي الوزن الذري للحديد ورقم الآية في السورة يساوي العدد الذري للحديد، من المعجزات الدالة على أن الفرآن كلام الله وعلى أن هذا النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم كان موصولا أبدا بالوحي معلماً من قبل خالق السماوات والأرض.



1
571

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

rafeqat aldrb
rafeqat aldrb
سبحان الله
" و كل شيء خلقناه بقدر "
جزاك الله خيرا علي الموضوع اختي