
ما عُدتُ أنا @ma_aadt_ana
محررة فضية
«®°·.¸.•° وأنــت بــعيــــــد °·.·.¸.•°®»
"آآآخ"
ندت هذه الكلمة مني وأنا أصطدم بشخص ما عند بداية السلم الكهربائي...
"عفواً ...كنت مستعجلاً..آسف"
التفت إليه بعصبية:
"هل أنت أعمى؟!!"
توتر وجهه الوسيم وهو يحاول ضبط نفسه:
"لقد اعتذرت ..ألا يكفي؟!!"
ياله من وقح...هذا مافكرت فيه وأنا أدير له ظهري وأكمل سيري نحو الطابق العلوي من المجمع المركزي
حيث أعمل في محل لبيع الملابس والعطورات...
لم تكن صورة ذلك المغرور قد زالت تماماً من مخيلتي وأنا أدخل المحل لأجده يدخل من بعدي...
صرخت بحدة:
"ماذا تريد؟؟..لماذا لحقتني إلى هنا؟!!"
ألقى علي نظرة مليئة بالتهكم:
"من تظنين نفسك؟؟...أنا الموظف الجديد هنا لسوء حظي"
حملقت به غير مصدقة...علمت أن موظفاً جديداً سينضم لطاقم العمل...لكن لم أكن أتمنى أن يكون شخصاً نفرت منه في أول لقاء لنا..
كنت قد كونت انطباعا سيئاً عنه...مغرور...وقح....بليد...
كان يراقب الألوان المختلفة التي ارتسمت على وجهي وتدل على مشاعري بكل وضوح...
آه..لقد أدرك أنني لا أطيقه...
ضحك لإغاظتي وتوجه إلى باقي الموظفين ليعرف بنفسه..
"ألا يبدو أنيقاً؟!!"
كان هذا صوت زميلتي وهي تنظر إليه بإعجاب..
قلت باحتقار:
"ربما...إذا كان يعجبك أمثاله"
"مهلاً...كنت أمزح فقط"
ابتعدت وهي تبتسم عندما رأت في عيني ومضة تحذير....وانهمك الجميع في العمل...
****
"لم لا نضع ملابس ذات ألوان مشرقة على واجهة المحل بدل هذه الداكنة اللون؟!"
اقترح ذلك بمرح على باقي الموظفين...لقد مر على وجوده اسبوع...وبإنضمامه إلينا أصبحنا خمسة...
ثلاثة موظفين وأنا وزميلتي...
كنت وإياه مسؤولين بالدرجة الأولى عن الديكور...
نظرت إليه بغضب:
"هل تلمح أنني لا أجيد ترتيب المحل؟؟!!"
تنقلت نظرات الآخرين بيننا في انتظار شجار محتمل...
قال بصلف:
"أنا لم أقصد...كل ما قصدته أن الألوان المشرقة تجذب أكثر"
حاولت الإستهزاء به:
"يبدو انك خبير"
"لست أكثر خبرة منك يا من تفضل الألوان الكئيبة"
أصبح الجو مشحونا بالتوتر وحبس البقية أنفاسهم بانتظار القادم...
دافعت عن نفسي قائلة:
"لست أفضلها....ولكن........."
بترت كلامي بسرعة..فقد كنت على وشك القول بأنها تعكس لون أيامي...
أشحت بوجهي وأنا أقول:
"حسناً...سنرى إن كنت محقاً فيما تقول....أيها المتفائل"
****
ضغطت على جبيني بإرهاق وأنا أنظر إلى المرأة المحتارة بين مجموعة من العطور...
لقد مضت حوالي الساعة وأنا أحاول إرضاء ذوقها...
"هل ثمة مشكلة؟!"
جاء صوته من خلفي.....وقبل أن أرد...أجابت المرأة:
"آه ..نعم...لا أستطيع اختيار العطر المناسب"
سألها بلطف:
"أي رائحة تفضلين؟!"
" رائحة الليمون"
"إذن سيلائمك هذا"
امتدت يده بثقة إلى العطر الذي اختاره وأعطاها إياه...
شكرته ممتنة وقد أعجبتها رائحته كثيرا..
هز رأسه ردا على شكرها وابتسامته تتسع...وما أن إلتفت نحوي حتى ذبلت ابتسامته وضرب يديه ببعض وقال:
"لقد انتهت المشكلة"
"ولكنها ابتدأت فقط الآن"
كان هذا صوتي يعلو من حدة الغضب....لقد راقبته وهو يأخذ مكاني في مساعدة تلك المرأة على الاختيار...
وغضبي يتفجر متحداً مع الإرهاق الذي أشعر به ليتحول إلى ثورة عارمة...
نظر إلي ببرود أطار ما بقي من صوابي:
"كيف أمكنك أن تفعل ذلك؟!!...لقد جعلتني أبدو أمامها كالمغفلة...
إنني أقوم بعملي قبل أن تظهر أنت...لست بحاجة لك لتعلمني"
قال وكأنه ينتقي كلماته:
"كنت فقط أعرض المساعدة...فشكلك يوحي بأنك متعبة"
"أعفني من شهامتك غير المرغوب فيها....فقط اتركني وأنا أعمل....هلا فعلت؟؟؟"
تحول لون عينيه الرماديتين إلى لون قاتم...أرعبني الغضب الساكن فيهما...
وفي محاولة لتغطية خوفي صرخت بيأس:
"والآن ابتعد عن طريقي"
دفعته بقوة وأنا أمر بجانبه لأندفع خارج المحل والدموع تسيل على وجنتي...
بعد أن هدأت قليلاً...فكرت...
اعتقد أنني بالغت في ردة فعلي...لم يستحق أن أصرخ بوجهه هكذا...
****
في اليوم التالي توجهت إلى المحل وفي نيتي الاعتذار...لقد مرت ثلاثة أسابيع ونحن في صدام دائم..
ربما حان الوقت لتسوية الوضع..
ولكن كان في انتظاري شيء آخر...لقد وزع الورود في كل زاوية وركن...وفجأة...تبخرت رغبتي في الإعتذار...
قلت هازئة:
"هل تحول المحل إلى مستنبت ورود؟!!"
أجاب بلا اكتراث:
"مزاجي جيد اليوم..ولن أسمح لملاحظاتك بتعكيره"
وقبل أن أعي ما يفعل...كان أمامي مباشرة ورشق وردة في شعري...
رفعت يدي بانزعاج لأزيلها في نفس اللحظة التي مد يده ليثبت الوردة...
وهكذا تلامست أصابعنا....كان هناك شيء أشبه بصدمة كهربائية امتدت ذبذباتها إلى كل عصب من جسدي....
سحب كلانا يده بسرعة وطالت نظراتنا إلى بعض...
أردت قول شيء لأكسر حاجز الصمت الثقيل .لكن تنفسي صار صعباً وماتت الحروف قبل أن تتشكل...
دخلت مجموعة من الفتيات محدثات جلبة بأصواتهن المرحة...التي أنهت سحر تلك اللحظة...
طأطأ برأسه ومشى مبتعداً دون أن ينطق بكلمة...
****
شيء ما حدث ذلك اليوم غير أسلوب تعاملنا لبعض...وكأن هناك هدنة غير مصرح بها...
كنا نتحاشى بعضنا لعدة أيام..بعدها قررت المجازفة...
"هل تسمح أن تساعدني بتعليق هذه الملابس؟؟"
ظننت أنه لم يسمعني فقد كنت أهمس بتردد وأنا انتظر رد فعله...
"بكل تأكيد"
قالها بصوت يوحي بالإعتذار عن كل ما حصل سابقاً...
"اعتذر عن صراخي بوجهك ذلك اليوم"
قلتها قبل أن أفقد شجاعتي...
"لا تهتمي...فقد كنت مرهقة وأنا أعذرك"
وأضاف وهو يضحك:
"لقد أثر صراخك على سمعي بشكل سيء"
تلون كل ما حولي بألوان بهيجة...ضحكته الرائعة كانت أقرب إلى شمس أشرقت بعد ليل طويل لا ينتهي....
****
مع مرور الوقت اكتشفت أنني قد تسرعت بالحكم عليه...لم يكن مغرورا....اطلاقاً....
على عكس ما توقعت....توضحت نواحي في شخصيته كان تعصبي لرأيي قد أعماني عنها...
راقبته وهو يمازح من حوله....يناقشهم....يستمع باهتمام صادق يستمر حتى يجد حلولاً لمشاكلهم...
"هل هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة؟!!"
انتشلني سؤال زميلتي من تأملاتي...
أجبت ساهمة:
"لا عواصف بعد الآن"
"إذا ما رأيك أن أدعوك إلى فنجان قهوة؟؟!"
كان هذا هو يوجه كلامه إلي:
"بما أن الجو صاف وجميل....لم لا نخرج إلى المنتزه وقت الإستراحة؟؟!"
انسحبت زميلتي بأدب متكلف وهي تبتسم بمكر...
تخدرت حواسي تحت نظراته المحرقة...منذ متى كان يؤثر في بهذا الشكل؟؟!!...
أجبت بصوت مهزوز:
"لا مانع لدي"
وفي وقت الإستراحة خرجت معه إلى المنتزه...جلسنا على طاولة معدة لشخصين..
الجلوس في هكذا وضع حميمي جعلني كتلة من التوتر...
"ألن تقولي شيئًا؟!"
نطق بكلماته بعد صمت طويل..
"ماذا أقول؟؟"
عبثت بممسكة حقيبتي وأنا أتململ في جلستي...
"أي شيء"
قالها ومد قدميه مسترخياً...
فكرت قليلا ثم قلت بحذر:
"أخبرني عن نفسك...فأنا بالكاد أعرفك"
ضحك وهو يقول:
"حتى أنا ...اعتقد أننا كنا مشغولين بالشجار"
تجاوبت مع ضحكته....وبعد لحظة اقترب بجسده من الطاولة..وبدأ حديثه:
"لقد درست الفنون الجميلة...لا تنظي إلي باستغراب..فهندسة الديكور تعتبر فناً...
حسناً ...وبعد تخرجي قررت العمل بعيدا عن عائلتي...
فنحن عائلة كبيرة...لذا أردت الإنفراد بنفسي حتى أعرف ما الذي أريده بالضبط..وهكذا عملت مرة في محل لتنسيق الزهور..
ومرة في ديكور المنازل...وأخرى مصورا لمناظر طبيعية...واليوم أنا هنا.....قصة مملة"
قلت بحماس:
"كلا..أبدا...فأنت قد زرت أماكن مختلفة..كما أنك مصور فوتوغرافي"
"على رسلك...فأنا مجرد هاو....ولست محترفاً"
حدق بي للحظة ثم قال:
"ما رأيك لو أخذت صورا لك؟؟!"
شهقت باندهاش:
"أنا؟!!"
"وما المانع؟؟...إن لك وجها جميلاً يشف عن مشاعر حلوة"
صعقني كلامه...إنه يراني جميلة وذات مشاعر شفافة...لم يقل لي ذلك أحد من قبل...
داريت ارتباكي بسرعة وقلت:
"لا بأس...أنا موافقة...ولكن بوقت آخر"
"كما تشائين"
نهض برشاقة ووقف بجانبي منتظراً لنمضي إلى المحل...
وهنت قواي ولم أستطع النهوض لوهلة...شعرت أن ظلال جسده الرياضي يضغط علي بقوة...
كان يضرب بأصابعه على الطاولة في إيقاع متناغم...
لملمت شتات تفكيري وتحاملت على نفسي ..وأخيراً نهضت...
****
بدأت الفجوة بيننا تضيق وزاد التفاهم بيننا...أصبحنا نخرج سوية ونتناقش في شتى الأمور...
وذات مرة كنا نتجول ونتكلم ونضحك بلا قيود...وبعد أن تعبنا جلسنا تحت ظل شجرة...
ساد صمت قصير ثم قال:
"أرى أنك خرجت من قوقعتك أخيراً"
استدرت بحدة وقد أذهلتني دقة تعبيره...فعلاً...كنت أعيش داخل قوقعة لأحمي نفسي من مشاعري التي تسببت في جرحي...
لهذا كنت أعامله في البداية بجفاء وعدائية..حتى لا يحدث ما أخشاه..
ورغم ذلك فقد حدث...
لقد وقعت في حبه رغماً عني واستطاع تحطيم كل دفاعاتي...
انتبهت من شرودي ونظرت إليه وهو يمد لي هدية مغلفة:
"خذي هذه"
"ما هذا؟؟"
"افتحيها وانظري بنفسك"
خفق قلبي بقوة وأنا أفتحها...دهشت لرؤيتي وسادة صغيرة على شكل قلب أحمر...
ابتسم وهو يقول:
"هذا رمز لقلبي...فهو ملك لك وحدك...تتصرفين به كما يحلو لك"
تحدرت من عيني دمعة...إنه اعتراف مبطن بحبه لي...
عندها عرفت أنه لا مجال للتراجع...
****
تغير مظهري كثيراً وطغت الألوان المشرقة على ملابسي...كل ذلك بفضله..
حتى وجهي أصبح أكثر تألقا وسعادة...
هاتفني يوم العطلة:
" هل أنت مشغولة هذا المساء؟!"
" كلا...لم تسأل؟؟"
" إذا لنخرج اليوم إلى البحر قبيل الغروب...أريد أن آخذ صورا لك...لقد وعدتني"
" وطبعا لن أخلف وعدي...اتفقنا"
وفي آخر ساعات النهار كنا نمشي على شاطيء البحر وحمرة الشفق تلقي على المياه ألواناً تتماوج بين الوردي والإرجواني..
والهدوء يلف المكان..
أجبرني على الوقوف عدة مرات ليلتقط صوراً لي بوضعيات مختلفة...وفي النهاية جلسنا
على صخرة مرتفعة لنراقب منظر الغروب بصمت..
" لقد قررت الاستقرار هنا"
ألقى بهذه الجملة ثم التفت نحوي ليكمل:
" هل توافقين؟؟"
استغربت من سؤاله:
" يمكنك أن تستقر في أي مكان...لا تحتاج أن تطلب موافقتي...هذا لا يعني أنني لا أريد بقائك"
" لم تفهمي قصدي...أنت الحافز لي على البقاء هنا...فهل توافقين على الزواج مني؟؟"
قفزت واقفة كالملدوغة وصرخت:
"ماذا؟!!...تتزوجني؟!!"
نظر إلى بتصميم وقال:
" أود ذلك كثيراً"
حركت يدي بعصبية:
" ولكنني مطلقة "
صمت قليلا ثم قال:
" وماذا في ذلك؟!! "
قلت وأنا على حافة الانهيار:
"ألا يضايقك هذا؟!!"
" يضايقني أنك لم تملكي الثقة الكافية بي لتخبريني بذلك ولكنه لا يغير من واقع حبي لك شيئاً "
حاولت ثنيه عن رأيه:
" كيف أتزوجك وأنا أحبك؟!!"
كان ينظر إلي وعلامات الحيرة تعلو وجهه:
"إذا كنت تحبينني وأنا أبادلك نفس المشاعر ...إذا ماذا تعتقدين أن تكون نهاية هذا الحب سوى الزواج ؟!!"
تابعت شبه باكية:
" وفقط لأنني أحبك لن أتزوجك "
كانت دموعي تهدد بالسقوط....لذا سارعت بالهرب من دموعي...ومنه ...ومن نفسي....
وصلت إلى منزلي بخطى متعثر..وقد جفت عيناي من كثرة البكاء...كان الظلام قد حل...هذا أفضل...
رميت بجسدي على السرير مهدودة القوى...واجتاحني الألم القديم بكل جبروته...
هززت رأسي بعنف والذكرى تعود لي بإصرار.....كلا.......كلا........
****
فتاة في الثامنة عشرة كنت...مليئة بالسعادة والإقبال على الحياة....وحيدة والداي...
مدللة ولكن بحدود...لم أكن أعرف من الهم شيئاً حتى التقيته...
كان ابناً لصديق والدي وغالبا ما يأتي مع والده لزيارتنا.....وبما أن علاقتي بوالدي قوية...كان يسمح لي بالجلوس معهم..
وهكذا ابتدأت مشاعر الحب تغزو قلبي الغض...
كان مؤدباً...لا يتكلم إلا إذا وجه الحديث إليه...يكبرني بعشر سنوات...
كنت أتلهف لرؤيته...وعندما يحضر تشع عيناي فرحاً وينقلب اليوم عيداً..وبعد فترة تقدم لخطبتي واكتمل عقد سعادتي...
وافقت وأنا أكاد لا أصدق...صحيح أنه لم يقل أنه يحبني...لكنه كان يعاملني بلطف ورقة كما لو كنت ملكة..
ثم إن طلبه للزواج بي لا بد أن يكون بدافع قوي..
وهل هناك أقوى من الحب؟!!...
****
تم الزفاف ....ودخلت حياة جديدة أشارك فيها شخصاً أحبه...في الأيام الأولى لاحظت أنه قليل الكلام معي جداً...
ظننت أنه ربما يحاول التأقلم على الوضع الجديد...لكن الأمر استمر طويلاً..
يخرج باكراً وعندما يعود يشغل نفسه بالقراءة أو مشاهدة التلفاز...لا يتيح لي مجالًا لأعبر عن عواطفي نحوه إطلاقاً...
إذا حاولت أن أتحدث معه عن أي شيء...عمله....طفولته.....يجيب باقتضاب..
وإذا طلبت منه الخروج للمطاعم والمتنزهات....يتحجج بألف حجة وحجة...
تحولت حياتي معه إلى قطعة ثلج....لا شيء يذيب هذه البرودة التي تحيط بي...تخنقني..
أصبحت أتمنى أن نتشاجر فقط لأحس أنه موجود...يعيش مثل بقية الناس...
لكنه بخل علي حتى بذلك....
****
جاء خبر حملي مفاجئاً...لم أشعر بالفرح....إنما فكرت بأنه ربما سيكون شيئا يقرب بيننا...وكم كنت غبية....
عندما عاد إلى المنزل كنت انتظره في الطابق الثاني وأنا أقف على أولى درجات السلم من الأعلى...
صعد الدرجات حتى وصل إلي ثم استدار ليدخل الغرفة...لم يكلف نفسه عناء السؤال عن أحوالي!!...
أمسكت بيده فالتفت نحوي متسائلاً:
"نعم....ماذا هناك؟!!"
" أنا حامل"
" مبروك"
قلت بمرارة:
"فقط؟!!"
رفع حاجبه ببرود:
" ماذا تريدين بالضبط؟!!"
صرخت بألم:
" لم لا تسأل نفسك...أنت تعاملني كما لو أنني جماد....لم تزوجتني؟!!"
أجاب بلا مبالاة:
" لقد شارفت على الثلاثين وحان الوقت لأتزوج....وكنت أنت أمامي...بالإضافة إلى أن والدي صديق عزيز لوالدك...وهكذا تم كل شيء"
اختلطت الأشياء أمامي....تم كل شيء؟!!....أصبحت أنا مجرد شيء؟!!...
همست والعذاب يمزقني:
"أتعني أنك لا تحبني؟!!...لم لم تخبرني؟!!..ألا تعلم أني أحبك...وكنت مستعدة للتضحية بكل شيء لأكون معك"
قال بسخرية:
" عن أي حب تتكلمين؟!!...أنت لا تحبينني كما تتخيلين...إن ما تشعرين به هو نتيجة تعودك علي...إنك ترتاحين معي لا أكثر...
دعي عنك أوهام الحب والرومانسية وانضجي قليلاً...والآن دعيني أمر"
أزاحني بيده ليبعدني فتعثرت قدمي وسقطت من السلم وأنا أحس بضربات الدرج أهون علي من وقع كلماته على مسامعي...
وبعدها فقدت الوعي...
****
عدت إلى بيت أهلي مطلقة وقد فقدت حملي...لقد مات الحب الذي بقلبي وتحول إلى رماد...
لم يتحول إلى كره...وإنما فقط مات...
ظن الجميع أن سبب رغبتي في الطلاق هو أن زوجي قد كان سبب إجهاضي..
ولم أحاول إنكار ذلك..
كان ذلك أسهل من قول الحقيقة...المرأة قد تسامح الرجل على أي شيء...
على خيانته...على تلاعبه بمشاعرها...على الضرب والإهانة...
حتى على تسببه بخسارة طفلها...
لكنها لم ولن يمكنها أن تسامحه على تقليله من قيمة مشاعرها تجاهه والاستخفاف بحبها له....
لقد كانت كلماته الأخيرة هي السبب الحقيقي الذي قتل حبي له وجعلني أصمم على الانفصال...
لو كان يضربني لكنت تألمت....لكن تجاهله كان يقتلني...والآن...أنا أشفق عليه...
كيف لشخص أن يفهم ويقدر الحب إذا كان مثله...بارداً...خالياً من المشاعر الدافئة...
يا له من مسكين.....
****
تقلبت في سريري وأنا أستعيد التجربة المرة...لقد ولدت لدي ردة فعل عنيفة جعلتني أعد نفسي حينها أن لا أقع في الحب...
وأن لا أتزوج إلا رجلاً لا أحبه...لقد جرح قلبي مرة ولن أغامر بجرحه من جديد...
رغم ذلك أحببت ثانية وعشت حلماً جميلاً...سرعان ما تحطم عندما طلب مني الزواج...
نهاية محتومة ولكنه يستحق توضيحاً لرفضي الزواج به...
وتفادياً للمواجهة...كتبت له كل شيء في رسالة وبعثتها له...
وقررت الإبتعاد والسفر إلى إحدى الجزر لعلني أجد الراحة المنشودة هناك...
أخذت إجازة لمدة أسبوعين مع احتمال أن تطول إلى شهر....
****
وصلت إلى فندق الجزيرة وقت الظهر....كان قد صمم على شكل أكواخ متفرقة...
لكن أجواءه في الداخل تنم عن الرفاهية والفخامة...
بقيت في غرفتي بقية ذلك اليوم وأنا أخطط كيفية قضاء عطلتي هنا...أردت الاستشارة...
لكن لا أحد يهمني أمره هنا لآخذ باستشارته..
كل من هم موجودين مجرد سياح أو موظفين مستعدين للقيام بأي شيء لضمان راحتهم...
****
دللت نفسي إلى حد كبير..إفطاري وأنا على السرير...غدائي في مطعم فخم...والعشاء على ضوء الشموع بقرب البحر...
الطبيعة في هذه الجزيرة مذهلة....كنت أقضي يومي في التجول في طرقات خضراء أو ممرات جبلية..
وقد يدفني الفضول إلى التعرف على الأسواق الشعبية...
شعرت كما لو كنت مثال السائحة المثالية...أحياناً انضم إلى رحلات معدة للسياح للتعرف على تاريخ الجزيرة وآثارها...
ورغم كل ما كنت أحيط به نفسي من متع...كان هناك شيء ناقص...
لقد جئت إلى الجزيرة لأجلب السعادة إلى قلبي...
[COLOR=navy
11
2K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

راااااااائع كرووعتكـ
أستمري غاليتي
ونحن في إنتظاار أن تجودي لنـــــا بإبدااع
قاااااااادمـ
أستمري غاليتي
ونحن في إنتظاار أن تجودي لنـــــا بإبدااع
قاااااااادمـ

ام صاالح
•
الله عليك
كلمه ابداااع قليله في حقكـ
بصراااحه رااقت لي الكلماات
الله لايحرمناا هالابدااع
ام صاالح
كلمه ابداااع قليله في حقكـ
بصراااحه رااقت لي الكلماات
الله لايحرمناا هالابدااع
ام صاالح


الصفحة الأخيرة
:
بوركتِ بوركتِ عزيزتي,,
ماأروعك وماأروع كتابتك,,
جداً رائعه,,
فلك الحمد ياربي أنه جعلك ممن عرفتهم
وأعتز بهم فاأنتي عملة نادرة حبيبتي,,
:
: