إبريز @abryz
محررة ذهبية
(( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ))
ما هي صفات الشخصية السليمة ، والنفس السوية ؟
لقد اختلف علماء النفس في تحديدها ، وكتبوا كثيرا من المجلدات حولها ، بل يرى البعض أنه لا توجد الشخصية السليمة 100 % ويقولون أن كل نفس فيه شيء من الاضطراب في جانب من جوانبها ، ونحن نختلف معهم في هذا الأمر ، ونضيف شيئاً من التعديل على أقوالهم ، فيمكن أن نقول ، أن الناس معادن كمعادن الذهب والفضة كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والإنسان إذا كان طيب المعدن ، ثم سار على الطريق القويم المستقيم ومضى على نهج كتاب الله العظيم وسُنَّة رسوله الكريم بفهم ووعي ودراية في كل صغيرة وكبيرة في حياته ، منذ أن يستيقظ من نومه في الصباح ، حتى يعود إلى فراشه في المساء ، فلا شك أنه سيصل بإذن الله إلى شكل من أشكال الشخصية السوية القويمة المستقيمة المطمئنة السعيدة الراضية في حالة اليسر والرخاء ، أما البعيدون عن منهج الله أو الذين يعنون من اضطرابات تجاه دينهم ، فيمكن أن ينطبق على أكثرهم قول علماء النفس ، من أن كل نفس لابد أن تعاني من شيء في داخلها ، مهما كان خافياً على الآخرين ، مثل الخوف من الموت ، الخوف من الفقر ، الخوف من المرض ، انعدام الثقة بالنفس ، الخوف مما تخفيه الأيام ، الشك في الآخرين ، الوسواس بدرجات مختلفة ، أو حب الظهور أو الحقد أو الحسد أو عدم الإحساس الحقيقي بالسعادة أو غير ذلك من مئات المشاعر والصفات ، فإذا أردنا أن نضرب مثلا للشخصية الكاملة ، فلابد أن تقفز إلى الأذهان شخصية الحبيب المصطفى رسول الحق ، وأشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي أدَّبه ربه فأحسن تأديبه ، وكان خلقه القرآن ، وقد وصفه الله في كتابه الكريم " وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم " ..
فكلما تخلل الإيمان في النفس وتشعَّب في أوصالها ، كلما ارتفع وارتقى بها ، وقد ذكر القرآن الكريم صفات ومعالم الشخصية السليمة في آيات كثيرة فهم الذين يمضون ليلهم في العبادة والسجود والقيام
" والذين يبيتون لربهم سُجَّدا وقياما "
وهم الذين لا يتكبرون على الآخرين
" وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "
وهم أيضا الوسط في الإنفاق ، وهم أي الشخصية التي لا تُصرُّ على الخطأ ، بل ترجع إلى الله وتستغفره وتحرص على الطاعة والبعد عن المعاصي ، ولكنها سريعة الرجوع إلى الله إذا أخطأت ، كذلك فإن الشخصية السوية هي الصادقة التي لا تكذب ، وهي العاقلة العالمة التي تتدبر آيات الله وأحكامه ، وتحرص على العمل بها ، كما أنها هي الشخصية الرحيمة في مواضع الرحمة ، والقوية في مواضع القوة ، إنها صفات كبيرة كثيرة نجدها في المؤمنين الصالحين العالمين العاملين ..
ولو عدنا للذين يعانون اضطرابا تجاه فهمهم للدين وللحياة تجدهم يتفنون في الإساءة للآخرين ، وهم كثر فمنهم المنتقد دون برهان ودليل ، المستفز ، المستصغِر ، الواشي ، والمتملق ، والمشيع ..
ولا شك أن من يطلع على الأسباب التي تدعوا المسيئين إلى الإساءة لغيرهم سيغير رأيهم فيهم ، وربما سيشفق عليهم ، فوراء تصرفات هؤلاء أسباب وربما عقد نفسية ..
ويختلف كل شخص عن الآخر في قدرته على استيعاب الإساءة ، وكلما تقدم السن بالإنسان زادت خبرته ، وأصبح عقله قادر على فهم واستيعاب الإساءة ، فالشخص المسيء هو في الواقع يسيء لإنسانيته ونفسه وقدره ..
لكن يرى البعض أن الرد على الإساءة وعدم ترك الأمور معلقة هي أفضل وسيلة لمعاملة المسيء ، فتركه – أي المخطئ – يتمادى في الخطأ ظنا أنه الأقوى و المنتصر قد يولد لديه من النشوة الخادعة والسعادة الزائفة ..
وربما يكون البحث عن أسباب إساءتهم وسيلة لمساعدتهم بدلا من تجنبهم ، وقد لا يصلح الناقد الهادم سوى البحث بهدوء عن الثغرة التي تجعله بهذا القدر من عدم الثقة في نفسه ، ولكن حين نعجز عن إصلاح ذلك المسيء نتجاهله وهذا هو الحل الأخير ...
نصيحة : لتكن قويا .. ولتجعل دموعك عصية .. لا يراها أحد .. لأنها ضعف .. ولن تندم على شيء أكثر من أن يكتشف أو يرى أحد ضعفك .. كن صلبا .. فلا أحد أحق بنفسك منك ..
فلنتقي الله جميعا في أعمالنا وأفعالنا وأقوالنا ، ولنعلم أن الله هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ..
وشكرا لقراءتكم
أم هديل
0
422
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️