ورده الجوري @ordh_algory
فريق الإدارة والمحتوى
وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بِجَميل الظن ما الله صانع
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
( يَتَنَزَّلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ
يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ) .
قال ابن بطال رحمه الله في شرحه
" هذا وقت شريف مرغب فيه ، خصّه الله تعالى بالتنزل فيه ، وتفضّل على عباده بإجابة من دعا فيه ،
وإعطاء من سأله ، إذ هو وقت خلوة ، وغفلة واستغراق فى النوم ، واستلذاذ به ، ومفارقة الدعة واللذة صعب على العباد
لا سيما لأهل الرفاهية في زمن البرد ، ولأهل التعب والنصب في زمن قصر الليل .
فمن آثر القيام لمناجاة ربه والتضرع إليه في غفران ذنوبه ، وفكاك رقبته من النار ، وسأله التوبة في هذا الوقت الشاق
على خلوة نفسه بلذتها ، ومفارقة دعتها وسكنها فذلك دليل على خلوص نيته ، وصحة رغبته فيما عند ربه
فضمنت له الإجابة ، التي هي مقرونة بالإخلاص ، وصدق النية في الدعاء، إذ لا يقبل الله دعاءً من قلب غافل لاهٍ.
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى هذا المعنى بقوله: (والصلاة بالليل والناس نيام) .
فلذلك نبّه الله عباده على الدعاء في هذا الوقت الذى تخلو فيه النفس من خواطر الدنيا وعُلقها
ليستشعر العبد الجدّ والإخلاص لربه ، فتقع الإجابة منه تعالى ، رفقًا من الله بخلقه ، ورحمةً لهم
فله الحمد دائمًا ، والشكر كثيرًا ، على ما ألهم إليه عباده من مصالحهم
ودعاهم إليه من منافعهم لا إله إلا هو الكريم الوهاب " انتهى.
الخلوة به وقت النـزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب
والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله : ومن أفضل أنواع الإحسان في عبادة الخالق، صلاة الليل
الدالة على الإخلاص ، وتواطؤ القلب واللسان .
14
2K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أماني فيصل
•
بارك الله فيك..🌹
الصفحة الأخيرة