يفكر بعض الأشخاص دوما أن هناك خطأ ما بداخله. وينزعج هؤلاء من الأصوات حولهم ويعتقدون أن لا أحد يفهم حاجتهم إلى العزلة.
كذلك يبدو هؤلاء الأشخاص بأنهم يعرفون الأشياء دون أن يعلمهم بها أحد. والشيء الجيد في حالتهم أنهم غير عاطلين من ناحية الوظيفة الجسمية بل إنهم مجرد أناس شديدي الحساسية. والأشخاص الحساسون ليسوا وحدهم بل هناك أقلية في المجتمع يوصفون بأنهم خجولون أو هيابون.
يستجيب الشخص الحساس بقوة للمحفزات الخارجية ويصاب بالإعياء بسبب تفاعله مع هذه المحفزات. فهو يولد بجهاز عصبي يجعله يرى، يسمع، يشم أو يشعر بدرجة أكثر من غيره. والشخص الحساس البالغ يمكن أيضاً أن يعتقد، يعكس أو يلاحظ الأشياء أكثر من الآخرين. وتتم العملية هذه كلها دون وعي منه أو من أعضاء جسمه.
وينشأ الشخص الحساس وهو يشعر أن شيئاً ما خطأ في داخله خاصة إذا تعرض للتوتر من الموسيقى العالية، الجماهير المحتشدة أو يوماً مليئاُ بالعمل. وفي العادة يحتاج الشخص الحساس إلى فترة من الهدوء في مثل هذه الحالات وإلى الانعزال كي يعود إلى حالته الطبيعية.
طفولة الشخص الحساس
يمكن أن تبدأ المشاكل مع الشخص الحساس منذ الطفولة إذا لم تتم ملاحظة ذلك من قبل الأهل. والطفل الحساس مسالم أكثر من غيره ويعمد بعض الناس إلى إخافة مثل هؤلاء الأطفال الذين ينزعجون من"الهزهزة" والتغيرات المناخية حيث تجعلهم قلقين.
ويمكن أن يصاب الطفل الحساس بالمغص لأن جهازه الهضمي قد لا يحتمل الطعام إذا كان حاراً أو بارداً. وإذا ما أهملت حاجات هذا الطفل فإنه يشعر بأنه غير آمن.
الطفل الحساس مبدع للغاية ومدرك للأمور، ويبدأ المشي في سن مبكرة ويبتسم كثيراً. وكطفل فإنه يشعر بثقل الأشياء الجديدة وعندما يكبر يمضي وقته منعزلا لاستعادة توازنه وطاقته.
ما الذي ينفع مع الشخص الحساس وما الذي لا ينفع؟
إن الإدراك والحس المفرط لدى الشخص الحساس بالنسبة للبيئة التي حوله تجعله شديد الحرص. كذلك أي نوع من التغيير يعتبر شيئاً صعباً. والشخص الحساس يعرف بعدم الطيش حيث أنه يتنبأ بنتائج الكلمات أو الأفعال.
ويمكن للشخص الحساس أن يشعر بأنه سعيد من كل قلبه في المناسبات السعيدة ولكنه لا يستطيع التعبير عن ذلك. ولذا يعتبره الآخرون حساساً أو غير اجتماعي. فالشخص الحساس الذي يحب المواقف الاجتماعية ويفضل الخوض في محادثات حميمة مع شخص آخر أي واحداً مقابل واحد.
وبدلا من أن يجبر الشخص الحساس نفسه للتكيف والخروج إلى المجتمع، فإنه بحاجة إلى تعلم كيف يقدر حساسيته بطرق أقل تحفيزاً.
وفي هذه الحالة يصبح وضع أطر للسلامة والراحة مسألة مهمة. فإن كان هذا الشخص حساساً لضوء الفلورسنت الساطع، الروائح الكيماوية أو رائحة بعض الناس، فإنه يحتاج إلى ابتداع طرق لتجنب هذه المحفزات.
يحاول الشخص الحساس الاختباء عن أنظار الناس فهو نادراً ما يقدر أن أناساً كثيرين آخرين لديهم مثل هذه الصفات. فالمشاركة في وجبات وجلسات هادئة والحديث حول المسائل الروحية تصبح ملاذاً للألفة.
وبتبني ذلك يتمتع الحساس كثيراً بالمشي الطويل في الطبيعة أكثر من مباريات التنس لإراحة نفسه من التوتر.
علاقات الحساس مع غيره
إن الميل نحو الانطواء يمثل صعوبات فريدة في العلاقات. فالشخص الحساس ينكفئ على نفسه لحمايتها مما يواجهه. لكن علاقات الاحترام المتبادل توفر ملاذا آمناً ومناسباً للقبول.
وعلى الشخص الحساس أن يحترس من أن يصبح مصدر هزل للناس. إن الافتقار إلى احترام الذات يمكن أن يتحول إلى عادة لتلبية حاجات الآخرين ويمكن أن تنتهي بصاحبها إلى الشعور بأنه مغمور ومنعزل في علاقة لا يمكنه التخلص منها.
إن قدرة الشخص الحساس على التقاط إشارات دقيقة ومتناقضة في عقله الباطن يمكن أن تؤثر على عملية الاتصال في علاقاته. وعلى الرغم من أن له القدرة على التكيف مع ما يدور حوله فإنه لا يستطيع قول ذلك أو التفوه بأحكام سلبية.
وفي هذه الحالات فهو يتصرف استناداً إلى خبراته السابقة في التعرض للإهانة والإذلال بسبب حساسية. وللخروج من هذه الورطة، يجب على هذا الشخص أن يصبح أكثر إدراكاً لردات فعله وقضاء وقت أطول في الخارج بدل الانطواء.
إنه بحاجة لقبول هذه الاستراتيجية ويمكن أن يحتاج إلى نوم ليلة بكاملها كي يستطيع التعبير عما يشعر به حول قضية ما.
الألفة
يقدر الأشخاص من الحساسون الألفة ويجيدون فعلا التحدث حول مشاعرهم وروحانياتهم ولكنهم يعتقدون في كثير من الأحيان أن لا أحد غيرهم مهتم بذلك. إن الانفتاح والمشاركة في العلاقات، يفضل مع أشخاص حساسين آخرين، يمكن أن يكون ذا فائدة عظيمة في توفير المعرفة بالممكن وغير الممكن. وينطبق هذا على المجالات الاجتماعية والجسد.
الترفيه والإثارة لا توجد علاقات الشخص الحساس مع بعضها البعض.
فهؤلاء الناس يهتمون أكثر في تعميق إدراكهم الذاتي ولا يسأمون أبدأ من الإصغاء إلى أحلام شركائهم.
ويلاحظ الشخص الحساس تغييرات دقيقة في مزاح وسلوك شريكه.
الغذاء والحمية
يبدي الأشخاص الحساسون حساسية مفرطة للطعام والبيئة الطبيعية/ فهم ينظرون إلى الطعام من وجهات نظر مختلفة غير تلك التي تحتويها الإرشادات التي تصدر عن الحكومات والمؤسسات.
كذلك فإن أجسام هؤلاء الناس لا تحتمل كافة الأطعمة. فالمواد المحفزة كالكحول، القهوة، السكر والوجبات السريعة يمكن أن تكون "سامة" بالنسبة للشخص الحساس. لذا فإن إعداد الأطعمة وتعديلها يجب أن يتم بحرص حيث أنه لا تتوفر أغذية مناسبة يستطيع الشخص الحساس تناولها دوماً. وتتطلب هذه الحساسية تغييراً في المواقف لقبول عمليات التنقية المدهشة التي تمر بها أجسامهم، عقولهم وأرواحهم.
وبصورة عامة فإن الوجبات البسيطة والمتفرقة تناسب هؤلاء الأشخاص بصورة أفضل.
الروحانية
عندما يتوقف الأشخاص الحساسون عن محاولة أن يصبحوا منفتحين أقوياء، فإنهم غالباً ما يطورون اهتماما شديداً ورضى عن ضمائرهم التي تأخذهم إلى ممالك غير مكتشفة. إن هذه الممالك الداخلية المعقدة التي غالبا ما يتجنبها معظم الآخرين تصبح ممرات منفصلة للكفاية والسعادة بالنسبة لهم.
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️