واحـــــــــــة المشاعر /3/ رســــــــالة إلى استشهادي !!

الرســـــــــــالة الأولى ..

أخي العزيز ..

كيف حالك .. أتمنى أن تكون معنوياتك عالية فأنت مقدم على عمل خطير ..

منذ أن رحلت وأمي لايرقأ لها دمع .. ولا يغمض لها جفن .. كيف لا .. وقد أرسلت بحبيبها إلى الموت

أما أبي فكتاب الله لا يفارقه .. وهو يلهج لك بالدعاء بعد كل صلاة .. وصوته يختنق بين الحين و الآخر

حين يحبس بعض العبرات ..

وإخوتي الصغار يسألون عنك دائمآ .. ونحن نخبرهم أنك قد سافرت .. إلى مكان بعيد .. لكنه جميل .. أليس كذلك ؟؟

أما أنــــــــا .. فقد امتزجت سعادتي بك بحزن على فراقك .. دائمآ أذكرك .. بجمالك .. بإيمانك .. بشبابك .. بحنانك ..

وأدعو الله أن يوفقك لتحطم كيد المعتدين .. لتبكيهم كما أبكونا .. لتحرق قلوبهم كما في دنيانا أحرقونا

وصيتي لك .. كن مع الله يكن الله معك ..

والنصر للإسلام أيها البطل

المرسلة ..

أختك

الرسالة الثانية

ابني الحبيب

أنا أعلم أنك ذاهب لتلقى ربك وأعلم أنك تحبه و من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
لهذا فاسمع مني بني هذه العبارات
إن الأحياء الذين يطلبون الشهادة أمثالك هم الذين سينالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة
إن طلب الشهادة بني إذا دخل القلب كان نورا انشرح له الصدر وانفتح وأبصر به جنان الخلد فلا يقعدنك أمر عن اللحاق بركب إخوانك وإن فترت همتك فانظر حواليك
أنظر بني إلى من هم أشد أعداء لدينك
أنظر بني إلى من سلبوا أرضك
أنظر إلى من انتهكوا العرض
أنظر إلى من قتل الأطفال وسلبهم بسمات الطفولة
أنظر إلى من أحرق الأحلام وأطفأ قناديل الأعياد وخنق العبرات
أنظر إلى من أفسد الحياة
أنظر إلى من شوه النقاء
أنظر إلى من استباح مصلاك وأحرقه
أنظر إلى من حاول أن يدنس أقصاك
أنظر إلى من مزق شوارعك
وأحرق مدارسك
وأقفل باب رزقك
وانظر إلى من كرهوك فسمموا حياتك وحياة أهلك
فإن رأيت كل هذا
فلا تقعد بني وامض
سأصنع لك من جدائلي حبلا تخنق الطغاة
سأصنع لك من عباءتي شراعا تبحر فيه في بحرهم تشتم ريح أمك إن وهنت عزيمتك
سأنام في العراء أبيع بيتي أشتري لك فيه بندقية تقتل أعداء الله
فامض بني
هذه رسالتي لك وخذ معك قلبي يحرسك
وعندما يأتوني بك شهيدا ستسمع زغرودة الفرح
وسأراك في الجنة
لا تنس بني

أن القلب المحب لله
يسلم وجهه له فإن نطق فعن الله وإن تحرك فبأمر الله وإن جاهد فلله وحده
فليكن سيرك في سبيل اللـــــه
وسأنتظر عرسك

إليك أيها الفارس..
فارس العروبة و الإسلام...
إليك يا من بدأت الرحلة على صهوة جوادك..
ترقب أرض المعركة من بعيد...
فترى لوحة بلا مثيل...
أنهار دماء..
أجساد محترقة...
و بسمات مضيئة..
نورها أقوى من القنابل..
و أسرع اختراقاً للروح من الرصاص..
و كيف لا..
إنها بسمات الشهداء..
باعوا الغالي و النفيس من أجل مستقبل طفلة غيداء..
من أجل عجوز ثكلى..
من أجل شيخ باك...
من أجل الأقصى..
من أجل الأمة..
أمة الإسلام...
أسرع إليهم يا فارسي..و شارك ببندقيتك في رسم تلك اللوحة..
التي سنعلقها وساماً..
في القلب..
في الروح..
ضع لوناً أحمر هناك في الزاوية..
و آخر أخضراً في الأفق..
ثم ذيلها بـــ..
لا إله إلا الله ..و أن محمداً رسول الله..
فأنت أمل اليوم..و قدوة الغد..
و يوم تزف إلى السماء..سأرى أجمل بسمة رسمت على ثغر الدنيا..
بسمة الأمل..
بسمة العز...
و سأرى ملامح الخنساء..
أيا فارسي..
فقد تنقطع أخبارك..و يطول غيابك...
فقوي عزيمتك بالله...و أجب نداء و معتصماه..
و سأظل أدعي لك..
بالتوفيق و التمكين..
بالنصر..
بالجنة..
يا فارسي أني أنتظر تاجك الذي و عدتني أن تقلدني إياه..
تاج الكرامة و الفخر..
أنتظر أن تلبسني ثوب العرس الأحمر...
الذي يفوح منه عبير الدماء..
فهنيئاً لأمتي بك...
فامضي بالله..
و على دين رسول الله..
و في سبيل الله......

*************************************
نور اختيار رائع..خصوصاً في غضن هذه الظروف..هنيئاً لواحتنا بك..
كم أنرت مشاعرنا بالنور..
*********************
صباح... استطاعت رسالتك أن تسحب من عيني الدموع..فلعلها تستطيع أن تعبر عما عجز عنه القلم من التقدير و الإعجاب بما رسمت..

الرســــــــــــــــــالة الثانية ..
اقتربت لحظة الصفر .. قلوبنا تنبض بالرهبة .. والدموع تكاد تفجر في أعيننا بركانآ من نار
لكنه نور لك يا حبيبي نور يتحلق حولك .. نور يحتويك من رأسك حتى أخمص قدميك ..
أتمنى أن تكون قد أتممت استعداداتك العسكرية و تدريباتك اللازمة
بلغني أنك الآن تملي وصيتك .. لتكن يقظة لكل شاب .. لتكن تنبيهآ لهذه الأمة .. فأنت تدفع أغلى ما تملك كي يستيقظوا من غفلتهم .. أنت تدفع بروحك في سبيل إعلاء كلمة و نصرة حق و إزهاق باطل .. فحاول جاهدآ أن تحصد من رؤوسهم العدد الكثير .. اجعل لموتك ضجة تقتل دنياهم .. وبصمة حق على صفحة دنيانا .. نحن ندعوا لك ليل نهار .. أن تتم العملية بنجاح .. حتى نقيم الاحتفال ..
تذكر قبل أن تضربهم بألسنة النار كم أذلونا .. كم دمرونا .. كم عن بلادنا هجرونا .. تذكر معالم القدس التي شوهوها .. تذكر أرض الأقصى التي دنسوها .. وانظر حولك جيدآ .. دقق النظر .. ستجد الجنة تلوح لك بحورها .. إنها من الآن تتزين لك .. فأنت العريس المنتظر .. فهنيئآ لك هذه السعادة المنتظرة .. لاتنس أن تسلم لي على كل الشهداء الذين غادرونا قبلك .. ولتنتظر قوافل أخرى سيلحقون بركبكم .. امض ثابت الخطى يا ابن الإسلام فالإسلام بك سيعتز و يفرح .. امض على بركة الله
والله معك .. وسيوفقك ..

المشتاقة لك ..
أختك


الغالية صباح

أشرق صباحك في الصفحة فغطى نورك على كل نور
رائعة رسالتك .. ومؤثرة جدآ
كما تعودنا منك
ليتها تصل لكل شاب
بوركت

دونا..

أسعدني جدآ وصولك لواحتنا
ومشاركتك الرائعة
بقلمك الساحر
أنت دائمآ على الرحب و السعة
مكانك في قلوبنا
أهلآ بك

أبي الحبيب :
يا أملي ، الشوق لوجهك يحرق أركاني كاللهب
لكنني أحاول أن أخبأه بداخلي كي لا يشعر بذلك أحد
كم أنا فخورة بك ، وبخطوتك السديدة !!
فخورة بحبيب نبذ الدنيا ، هانت عليه النفس
امتشق سيف إيمانه ، وامتطى صهوة عزمه ؛
ليرفع راية هذا الدين ، وينكل بالكافرين
تاركا وراءه ، حبيبة قلبه ، وفلذة كبده .
ليتني كنت معك يا عمري
استمد من بريق عينيك قوتي
أمسح بصمودك خوفي
أراقبك وأنت تهتف
الله أكبر
الله أكبر
بالدم
بالنفس نفديك يا إسلام
وفجأة تنقض على العدو فتحيلهم إلى أشلاء
ثم يتناثر دمك الحار المشتعل بنيران الغيرة على الدين
يتناثر على وجهي
التفت أرى عربيدا كافرا
ارتمي عليه بكل قوة
أشق صدره بقبضة يدي
انتزع قلبه
أقطع رأسه
ألقي به على الأوغاد
علهم أن يظهروا لي
أقاتلهم ، ثم استشهد
لآلحق بك.
............
أبي :
سأسطر سيرتك بحروف من نور
سأحفظ قصة بطولتك
وأرويها لأبنائي
وأقول لهم هكذا كان جدكم
علهم يصبحون مثلك يا حبيب القلب .









شكرا لك على أن جعلتي لنا واحة ننثر فيها مشاعرنا .