نسيميه

نسيميه @nsymyh

عضوة نشيطة

واذا كبرت أيها المصلي فلا يكذّبن لسانك

ملتقى الإيمان

من كتاب :منهاج القاصدين



للامام أحمدد بن قدامة المقدسي ..



أحببت ان اضع بين يديكم حلولاً للحياة الحقيقة بالصلاة والتمكن من آدائها على الوجه الصحيح ووالله إنني لأخاطب نفسي قبلكم كلنا مقصرون والله المستعان ..



اهم اسباب حياة القلب في الصلاة :



1-حضور القلب مهم في الصلاة ومعناه أن يفرغ القلب من غير ماهو ملابس له وسبب ذلك الهمة ,فإن أهمك أمر حضر قلبك ضرورة فلاعلاج لإحضاره إلا صرف الهمة إلى الصلاة وانصراف الهمة يقوى ويضعف بحسب قوة الإيمان بالاخرة وإحتقار الدنيا فمتى رأيت قلبك لايحضر في الصلاة فاعلم أن سببه ضعف في الإيمان فإجتهد في تقويته ..



2- التفهم لمعنى الكلام فإنه أمر وراء حضورالقلب لأنه ربما كان القلب حاضرا مع اللفظ لأنه ربما كان القلب حاضرا مع اللفظ دون المعنى فينبغي صرف الذهن الى إدراك المعنى بدفع الخواطر الشاغلة وقطع موادها فإن المواد اذا لم تنقطع لم تنصرف الخواطرعنها ..



والمواد إماظاهرة وهي مايشغل السمع والبصر وإما باطنة وهي أشد كمن تشبعت به الهموم في أودية الدنيا فإنه لاينحصر فكره في فن واحد ولم يغنه غض البصر لأنه ماوقع في القلب كاف الإشتغال به ,وعلاج ذلك إن كان من المواد الظاهرة بقطع مايشغل السمع والبصر وهوالقرب من القبلة والنظر إلى موضع سجوده والإحتراز في الصلاة من المواضع المنقوشة وان لايترك عنده مايشغل حسه فإن النبي صلى الله عليه وسلم لماصلى في انجابية وهي عباره عن كساء له خمل وقيل الإنجابيه :الغليظ من الصوف قام بنزعها وقال ((إنها الهتني آنفا عن صلاتي))رواه البخاري ومسلم ..وان كان من المواد الباطنة فطريق علاجه أن يرد النفس قهراً الى مايقرأ في الصلاة ويشغلها به غيره ويستعد لذلك قبل الدخول في الصلاة بأن يقضي أشغاله ويجتهد في تفريغ قلبه ويجدد على نفسه ذكرالاخرة وخطرالقيام بين يدي الله عزوجل وهول المطلع فإن لم تسكن الأفكار بذلك فليعلم أنه إنما يتفكر فيما أهمه واشتهاه ,فليترك تلك الشهوات وليقطع تلك العلاقة ..



واعلم أن العلة متى تمكنت لاينفعها إلاالدواء القوي ,والعلة إذاقويت جاذبت المصلي وجاذبها الى ان تنقضي الصلاة في المجاذبة ,ومثل ذلك كمثل رجل تحت شجرة أراد أن يصفو له فكره وكانت أصوات العصافير تشوش عليه وفي يده خشبة يطيرها بها فما يستقر فكره حتى تعود العصافير فيشتغل بها فقيل له :هذا شيء لاينقطع فإن أردت الخلاص فإقطع الشجرة .فكذلك شجرة الشهوة إذا علت وتفوقت أغصانها انجذبت إليها الأفكار كانجذاب العصافير إلى الأشجار والذباب إلى الأقذار ,فذهب العمرالنفيس في دفع مالايندفع وسبب هذه الشهوة التي توجب هذه الأفكار حب الدنيا قيل لعامر بن عبدقيس :هل تحدثك نفسك في شيء من امورالدنيا في الصلاة ؟فقال :لأن تختلف الأسنة في ّأحب إليّ من أن أجد هذا ..



واعلم أن قطع حب الدنيا عن القلب أمرصعب وزواله بالكلية عزيز,فليقع الإجتهاد في الممكن منه .والله الموفق المعين ..



3- التعظيم لله والهيبة وذلك يتولد في شيئين :معرفة جلال الله تعالى وعظمته ومعرفة حقارة النفس وأنها مستعبدة فيتولد من المعرفتين :الإستكانة والخشوع .




ومن ذلك الرجاء :فإنه زائد على الخوف فكم من معظم ملكاً يهابه لخوف سطوته كمايرجو بره ..



والمصلي ينبغي أن يكون راجياًبصلاته كما يخاف من تقصيره العقاب وينبغي للمصلي أن يحضر قلبه عند كل شيء من الصلاة فإذا سمع نداء المؤذن فليمثل النداء للقيامة ويشمر للإجابة ولينظر ماذا يجيب وبأي بدن يحضر وإذا ستر عورته فليعلم أن المراد من ذلك تغطية فضائح بدنه عن الخلق فليذكر عورات باطنه وفضائح سره التي لايطلع عليها إلا الخالق وليس لها عنه ساتر وانها يكفرها الندم ,والحياء والخوف ..



وإذا استقبل القبلة فقد صرف وجهه عن الجهات إلى جهة بيت الله الحرام فصرف قلبه الى الله تعالى أولى من ذلك فكأنما أنه لايتوجه إلى جهة البيت إلا بالإنصراف عن غيرها كذلك القلب لاينصرف إلى الله تعالى إل بالإنصراف عما سواه ..



واذا كبرت أيها المصلي فلا يكذّبن لسانك ,إلا إذا كان في قلبك شيءأ كبر من الله تعالى فقد كذبت :فإحذر احذر أن يكون الهوى عندك أكبر بدليل إيثارك موافقته على طاعة الله تعالى ..فأنت تقول الله أكبر أي انه لايوجد اكبر من الله فأصدق في ذلك ..



فإذا استعذت ,إ علم ان الإستعاذه هي اللجؤ الى الله تعالى سبحانه فإذا لم تلجأ بقلبك كان كلامك لغواً ,وتفهم معنى ماتتلو وأحضر التفهم بقلبك عند قولك :الحمد لله رب العالمين ,واستحضر لطفه عند قولك :الرحمن الرحيم وعظمته عند قولك :مالك يوم الدين ,وكذلك في جميع ماتتلو.



وقدروي عن زرارة بن أبي أوفى قرأفي صلاته ((فإذانقرفي الناقور))فخرّميتا وماذاك إلالأنه صور تلك الحال فأثرت عنده التلف..



واستشعر في ركوعك التواضع وفي سجودك زيادة الذل لأنك وضعت النفس موضعها ورددت الفرع إلى أصله بالسجود على التراب الذي خلقت منه وتفهم معنى الأذكار بالذوق ..



واعلم أن الصلاة بهذه الشروط الباطنة سبب لجلاء القلب من الصدأ وحصول الأنوار فيه التي تتلمح عظمة المعبود ,وتطلع على أسراره ومايعقلها إلا العالمون ..



فأما من هو قائم بصورة الصلاة دون معانيها فإنه لايطلع على شيء من ذلك بل ينكروجوده ..



الصلاة الصلاة وماملكت أيمانكم ..
منقول

5
730

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام حنان 2
ام حنان 2
جـــزاكـــ الله خــــير غـــاليتي

وأنــــــآردربــكـ وفـــرج هـــمكـ


وأسعدالله قلبكـ وشرح صدركـ

واسكنـــكـ الفردوس الاعلــى
الاميرة الشهري
جزآك الله خيراً على هذا الموضوع

وجعله الله في ميزان حسناتك
أنثى غيورة
أنثى غيورة
جزاك الله خير الجزاء
أنثى غيورة
أنثى غيورة
جزاك الله خير الجزاء
لمار**
لمار**
جزاك الله خيرا ورزقك من حيث لاتحسبين
أستغفرالله ,سبحان الله ,الحمدلله ,الله أكبر,لاإله إلااله إلاالله,لاحول ولاقوة إلابالله>اللهم صل وسلم على محمد